لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"احتمالات المواجهة عالية".. كيف تستطيع طهران الإضرار بواشنطن؟

12:49 م الثلاثاء 07 مايو 2019

جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

"الولايات المتحدة لا ترغب في بدء حرب مع إيران، ولكن أي هجوم على مصالح الولايات المتحدة أو حلفائها سيقابله رد بقوة صارمة"، كانت هذه كلمات مستشار الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية، جون بولتون مساء الأحد، عند إعلانه أن السفن الحربية التابعة لواشنطن سوف تتجه إلى الشرق الأوسط.

تقول مجلة "ذي أتلانتك" الأمريكية، في تقرير لها يوم الاثنين، إنه بعد عام من انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني، زادت إدارته بشكل مطرد من الضغوط الاقتصادية ضد "النظام الإيراني"، وذلك عن طريق عدد غير مسبوق من العقوبات التي تهدف لتخريب صادراتها النفطية، وبعد إعلان بولتون الأحد فإن هذا يجلب المزيد من الخطر الإيراني على الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين.

وقال بولتون: إن "إرسال حاملة الطائرات إلى الشرق الأوسط رسالة واضحة وصريحة إلى النظام الإيراني"، مضيفًا أنها خطوة لإبلاغ طهران أن واشنطن على أتم الجهوزية للرد على أي اعتداء من الجمهورية الإسلامية.

وترى المجلة أن إعلان بولتون من الممكن أن يشكل خطرًا، ولكنه يتماشى مع اللهجة القاسية التي تتخذها الإدارة بالنسبة لإيران، والتي طالبتها بتغيير سلوكها ودعمها للإرهاب وأدانت أفعالها عدة مرات، كما أنه يلائم النمط الذي تتخذه الإدارة من اللهجة العدائية التي تستخدمها لتخويف المنافسين وإجبارهم على التراجع، وهذا يتضح في الطريقة التي تعاملت بها الإدارة مع كوريا الشمالية وفنزويلا.

ولم يكشف مسؤولو الإدارة حتى الآن عما أثار بالتحديد المخاوف بشأن استهداف إيران للولايات المتحدة أو حلفائها، حيث أشار وزير الدفاع بالنيابة باتريك شاناهان، إلى "مؤشرات على وجود تهديد حقيقي من جانب قوات النظام الإيراني"، وتركت الأوضاع في المنطقة فرصًا عديدة للإيرانيين لمضايقة أمريكا وحلفائها إذا اختاروا ذلك.

وتوضح المجلة، أن القوات الإيرانية أو وكلائها يعملون بالقرب من الولايات المتحدة أو القوات التي تدعمها واشنطن في العراق وسوريا، وتهدد إيران بشكل مستمر بعرقلة تجارة النفط العالمية عبر مضيق هرمز قبالة سواحلها؛ كما أن القوات التابعة لها تهدد بشكل مباشر حلفاء الولايات المتحدة في المملكة العربية السعودية وإسرائيل بهجمات صاروخية.

وبدأت حاملة الطائرات التي أعلن بولتون أنها متجهة للشرق الأوسط رحلتها منذ أكثر من شهر، وتقول ريبيكا واسر، محللة السياسات في شركة راند، إن "نشر حاملات الطائرات يستغرق بعضًا من الوقت ولا يمكن أن يكون قرارًا مفاجئًا، وإعلان بولتون لم يكن سوى طريقة لإرسال رسالة لإيران لزيادة الضغط عليها، والإفصاح عن عملية نشر لحاملة الطائرات بدأت بالفعل".

رئيس هيئة العمليات البحرية، الأدميرال جون ريتشاردسون، كتب في تغريدة عبر تويتر: "أن البحرية الأمريكية - وجميع الخدمات التابعة لها - اعتمدت مبدأ توظيف القوة الديناميكية لإظهار المرونة والقدرة على الاستجابة لحالات الطوارئ والأحداث التي تندلع في أي وقت".

وتقول المجلة، إنه عندما صنفت الإدارة الأمريكية الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، رفض وزير الخارجية مايك بومبيو تحديد ما إذا كان القرار يجعل الحرس الثوري هدفًا للقوات الأمريكية في المنطقة.

وعندما ردت إيران وصنفت القوات الأمريكية في المنطقة منظمة إرهابية، قال متحدث رسمي لوزارة الدفاع إنه لم يكن هناك أي خطر يحيط بالقوات الأمريكية في المنطقة، ولكن بولتون أشار إلى عدد من المؤشرات والتحذيرات المقلقة والتصاعدية الأحد دون تفسير أي منها.

وقال علي فايز، خبير في الشأن الإيراني بمجموعة الأزمات الدولية للمجلة: "الواقع أن الولايات المتحدة معرضة للخطر بشكل كبير في المنطقة، وإيران لديها خبرة كبيرة في استهداف القوات الأمريكية بشكل غير مباشر من خلال استخدام حلفائهم الشيعة".

وتوضح المجلة، أن الولايات المتحدة لديها ما يقرب من 2000 جندي في سوريا التي تمتلك إيران فيها وجودًا عسكريًا يقترب من 5000 جندي، كما أن واشنطن لديها 5000 جندي في العراق التي تمتلك طهران فيها وجودًا مؤثرًا، و14000 جندي في أفغانستان، والتي تحارب فيها طهران جنبًا إلى جنب مع طالبان ضد تنظيم داعش، ويمكن لإيران أن تستغل أي من هذه المناطق لزيادة التوتر بينها وبين الولايات المتحدة.

ويمكن لعملاء إيران أيضًا أن يطلقوا الصواريخ على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا. ففي سبتمبر الماضي، ضربت الميليشيات التي تدعمها إيران القنصلية الأمريكية في البصرة، مما اضطرها لإجلائها، والسفارة الأمريكية في بغداد.

ويقول مايكل نايتس، خبير في شؤون الشرق الأوسط بمعهد واشنطن، إن الولايات المتحدة تشير إلى استعداديتها الآن للرد بشكل حاسم".

وأخيرًا، الأكثر أهمية من كل هذا، هو تجارة النفط العالمية، التي تعتمد بشكل كبير على مضيق هرمز. حيث يتدفق حوالي 18.5 مليون برميل يوميًا عبر الممر المائي الضيق بين إيران وشبه الجزيرة العربية. وبعد أن هددت الولايات المتحدة في أواخر أبريل بفرض عقوبات على أي شخص يستورد النفط الإيراني في محاولة لدفع صادرات النفط للجمهورية الإسلامية إلى الصفر، حذرت إيران من أنها قد تغلق المضيق، وهي خطوة من شأنها أن تضر الاقتصاد العالمي.

ويضيف نايتس، أنه هناك الكثير من الأسباب التي تجعل إيران لا تستهدف مضيق هرمز حتى لو لم تستطع تصدير النفط عبره. حيث تمر صادرات البتروكيماويات الإيرانية عبر المضيق، وكذلك الصادرات والواردات غير النفطية. مشيرًا إلى أنه في حالة إغلاق المضيق فأن إيران "تضر نفسها أكثر من أي شخص آخر".

ويتابع فايز، "إيران لديها الكثير من الخيارات، المشكلة أنه في حالة عدم وجود تواصل بين طهران وواشنطن فإن احتمالية اندلاع مواجهة مرتفعة بعض الشيء".

فيديو قد يعجبك: