الأمم المتحدة تحذر والمساجد تلغي صلاة الجمعة.. ماذا يحدث في إدلب؟

كتبت – إيمان محمود:

في تصعيد جديد على المُحافظة المُكتظة بالمدنيين، كثّفت قوات روسية وسورية الضربات الجوية والقصف على شمال غربي سوريا خلال الليل، على مناطق في أرياف إدلب وحماة، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الطائرات الحربية الروسية، عادت للتحليق بكثافة في سماء إدلب وريف حماة، بالتزامن مع تنفيذها المزيد من الغارات بعدما غابت عن الأجواء لساعات قليلة، إذ سجل استهداف الطائرات الروسية بـ8 غارات مناطق في قرية الحويز بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي.

وأضاف المرصد السوري أن الغارات تسببت في استشهاد رجل وزوجته واثنين من أطفالهما، كما ألقى المرصد باللوم على روسيا وسوريا في قصف مركز طبي.

وأفاد مراسل عنب بلدي في إدلب اليوم، الخميس 2 من مايو، أن سبع مروحيات تتناوب على قصف قرى جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي.

ويأتي هذا التصعيد العسكري على أرياف إدلب وحماة في أعقاب ختام الجولة الـ 12 من محادثات أستانة، في 26 من الشهر الماضي، والتي لم تتفق فيها الدول الضامنة (روسيا، تركيا، إيران) على تشكيل اللجنة الدستورية السورية.

ونزح نحو 140 ألف شخص منذ شهر فبراير في محافظة إدلب ومحيطها، وانتقل النازحون إلى مناطق أخرى أكثر أمناً في محافظة إدلب وكل من حماة وحلب المجاورتين، وفق ما أفاد متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

منطقة منزوعة السلاح

وتُعتبر المناطق التي تستهدفها دمشق وحليفها الروسي، واقعة ضمن اتفاق المناطق منزوعة السلاح ووقف إطلاق النار، التي توصلت إليه روسيا وتركيا في 17 سبتمبر من العام الماضي، وتشمل إدلب وأجزاء من أرياف حماة وحلب واللاذقية، وعُرف هذا الاتفاق بـ"سوتشي"، كناية إلى منتجع "سوتشي" في روسيا، حيث جرى توقيع الاتفاق.

وتسيطر هيئة تحرير الشام "جبهة النُصرة سابقًا"، والتي كانت مرتبطة بتنظيم القاعدة، على إدلب التي تعتبر واحدة من آخر المناطق الخارجة عن سيطرة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، والتي يسكنها نحو ثلاثة ملايين شخص.

الأمم المتحدة تحذّر

قال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية بانوس مومسيس، أمس الخميس، إن مدارس ومنشآت صحية ومناطق سكنية أُصيبت في أعنف حملة قصف بالبراميل المتفجرة منذ 15 شهرًا في شمال غربي سوريا الذي تسيطر عليه فصائل معارضة وأخرى متطرفة.

وأضاف مومسيس لوكالة رويترز في جنيف: "لدينا معلومات بأن منشآت تعليمية ومنشآت صحية ومناطق سكنية تتعرض للقصف من طائرات مروحية ومقاتلات... القصف بالبراميل هو أسوأ ما شهدناه منذ 15 شهرًا على الأقل".

وأكد: "القوات الروسية والسورية كثفت الغارات الجوية والقصف على المنطقة الشمالية الغربية خلال أعنف هجوم منذ إعلانها منطقة منزوعة السلاح بموجب اتفاق تركي- روسي".

إلغاء صلاة الجمعة

ألغت مساجد في ريف إدلب الجنوبي صلاة الجمعة، على خلفية القصف المكثف الذي تتعرض له المنطقة.

وأصدرت شعبة الأوقاف في منطقة جبل الزاوية تعميمًا إلى خطباء المساجد بإلغاء صلاة الجمعة اليوم، نظرًا للقصف المتواصل وحرصًا على سلامة المواطنين.

وإلى جانب جبل الزاوية ألغت اللجنة العامة للأوقاف في كفرنبل أيضًا صلاة الجمعة في مساجد المدينة، على خلفية حملة القصف التي يتعرض لها ريف إدلب الجنوبي، بحسب مواقع سورية معارضة.