لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ما "فضيحة إيبيزا" التي أطاحت بمستشار النمسا لأول مرة في تاريخ البلاد؟

08:34 م الإثنين 27 مايو 2019

لقطة من الفيديو المُسرّب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود:

سحب البرلمان الثقة من مستشار النمسا سيباستيان كورتس، اليوم الاثنين، بعد إجماع أصوات المعارضة ضده بسبب "فضيحة إيبيزا"، وهو ما حدث للمرة الأولى في تاريخ السياسة النمساوية.

ويترتب على هذا القرار اختيار رئيس النمسا ألكساندر فان در بيلين، مستشارًا جديدًا يؤلف حكومة تتولى إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في سبتمبر المقبل.

وسقطت الحكومة بأصوات الاشتراكيين الديمقراطيين وحزب الحرية اليميني المتطرف الذي أجبر زعيمه السابق هاينز كريستيان شتراخه على الاستقالة من منصبه كنائب للمستشار بعد الفضيحة التي هزّت اليمين المتطرف.. فما هي فضيحة إيييزا؟

مساء يوم الجمعة الماضية، نشرت وسائل إعلام ألمانية فيديو التُقط بشكل سري، يظهر فيه نائب مستشار النمسا كريستيان شتراخه، في اجتماع عُقد في يوليو عام 2017 في جزيرة إيبيزا بإسبانيا، ويظهر فيه السياسيين المعارضين آنذاك شتراخه ويوهان جودنوس نائب زعيم حزب الحرية، مع سيدة يُعتقد أنها ابنة السياسي الروسي إيجور ماكاروف، بحسب صحيفة "دير شبيجل" الألمانية.

وفي الفيديو المُسرّب، يعرض شتراخه على السيدة منحها عقودًا حكومية مع النمسا بشكل يخالف القانون بعد فوزه في الانتخابات، وذلك مقابل مساندته السياسية.

وفي أثناء السهرة المصوّرة، يبدو شتراخه متحمسًا لاحتمال استثمار روسي في الصحيفة الأولى في النمسا "كرونين تسايتونج"، لدفعها إلى نشر عناوين موالية لحزب شتراخه.

ووفق نص المحادثة، قال شتراخه إن المستثمرة الروسية "ستحصل على كافة العقود العامة التي تستحوذ عليها ستراباغ"، وهي مجموعة مقاولات نمساوية تحظى بنفوذ واسع في هذا القطاع.

واستبعد شتراخه أن تقاوم إدارة تحرير صحيفة "كرونين تسايتونغ" الأموال، لأن "الصحافيين هم الأكثر استعداداً على هذا الكوكب لبيع أنفسهم".

وأبلغ شتراخه المستثمرة الروسية أنه يرغب في "بناء مشهد إعلامي مماثل للذي بناه أوربان" في المجر. ويواجه رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان انتقادات لانتهاكه الواسع لتعددية الصحافة.

وبحسب المقاطع التي نشرت، يشرح شتراخه أيضًا للسيدة الروسية آلية لتمويل الحملة الانتخابية تسمح بالتحايل على ديوان المحاسبة، عبر دفع الأموال لجمعية وليس مباشرةً للحزب.

وأشار إلى منح تتراوح بين 500 ألف إلى مليوني يورو، ذاكرًا أسماء كبار رؤساء الشركات النمساويين الذين يمولون حزب الحرية.

وأكد شتراخه أنه ضحية "استهداف سياسي" ووعد بردّ قضائي.

وبعد نشر الفيديو، اعتبر الحزب الاشتراكي في النمسا هذه الشبهات بأنها "أكبر فضيحة" في تاريخ البلاد منذ 50 عامًا، من جهته رأى الحزب الليبرالي "نيوس" أنه لا يمكن تفادي إجراء انتخابات تشريعية جديدة في البلاد.

وبعد أيام، أعلن شتراخه، استقالته في مؤتمر صحفي في فيينا، وقال: "قدمت للمستشار سيباستيان كورتس استقالتي من مهامي كنائب مستشار وقبلها".

وأضاف: "ارتكبت هفوة ولا أريد أن يشكل ذلك ذريعة لإضعاف التحالف"، وأكد أنه ضحية "استهداف سيأسى" ووعد بردّ قضائي.

وفي أعقاب استقالة شتراخه، أقال المستشار النمساوي وزير الداخلية الذي ينتمي أيضًا إلى اليمين المتطرف، ورداً على تلك الخطوة، غادر وزراء آخرون من حزب الحرية الحكومة.

ورغم نتائج بعض استطلاعات الرأي التي أشارت إلى أن أغلب النمساويين يريدون بقاء المستشار سيباستيان كورتس، في منصبه، إلا أن جلسة اليوم في البرلمان قررت الإطاحة به.

فيديو قد يعجبك: