لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في الذكرى الـ٣٤ لانتفاضة أبريل.. من هو الرئيس السوداني السابق جعفر النميري؟

02:04 م السبت 06 أبريل 2019

الرئيس السوادني السابق جعفر النميري

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

في مارس عام 1985، خرج السودانيون إلى الشوارع بتشجيع من النقابات والاتحادات والأحزاب للإعراب عن الغضب الشديد من نظام رئيسهم وقتذاك جعفر النميري، الذي تولى الحكم 16 عامًا، عقب انقلابًا عسكريًا ترأسه.

وبعد أيام من الاحتجاجات أعلن الفريق عبد الرحمن سوار الذهب، وزير دفاع النظام آنذاك، انحياز القوات المسلحة للشعب، وبينما كان النميري عائدًا إلى الخرطوم لكي يجهض الانتفاضة الشعبية، نصحه معاونية بتغيير وجهته إلى القاهرة، والتي اتخذها ملاذًا حتى عام 2000، إذ عاد إلى بلاده مُجددًا وشكل حزب سياسي جديد يحمل اسم تحالف قوى الشعب العاملة.

وصل النميري للحكم بعد إعلانه استيلاء القوات المُسلحة السودانية على السلطة في بيان بثته إذاعة أم درمان في مايو عام 1969، وتكوين مجلس قيادة الثورة برئاسته باعتباره عقيد أركان الجيش، وفي اليوم نفسه ترقى إلى رتبة لواء، ثم مُشير لاحقًا.

1

داهية سياسية

كان النميري داهية سياسية وشخصًا براجماتيًا يفعل أي شيء للحفاظ على تواجده في السلطة، في بداية الأمر وضحت التوجهات اليسارية لحكومته، والتي ضمت عددا كبيرًا من الشيوعيين واليساريين البارزين، وشكل أنصار الحزب الشيوعي قاعدة شعبية لها، ولكنه مع مرور الوقت كسب خبرة سياسية ساعدته على ضرب الحركات والأحزاب السياسية ببعضها وتغيير تحالفاته، فتخلى عن اليسار وضم إلى حكومته قيادات حزبية تقليدية.

بعد فترة مال النميري إلى الإسلاميين ومنحهم الفرصة لتصفية حساباتهم مع اليسار، وفي تلك الأثناء كانت الحركات الفكرية الإسلامية في السودان تزدهر، ما ترتب عليه امتلاء الساحة السياسية بالأفكار والأنشطة والجماعات الإسلامية.

2

التقرب للأمريكيين

في السنوات الأخيرة بحكمه تقرب النميري من الولايات المتحدة وظهر ذلك في أكثر من صورة، منها دعم الجهود الأمريكية لمنع تمدد النفوذ الليبي والسوفيتي في المنطقة، وأشارت صحيفة الشرق الأوسط إلى أن حكومة الرئيس السوادني السابق عملت على حماية طريق إمداد الولايات المتحدة باحتياجاتها النفطية، وعرضت عليها استخدام القواعد العسكرية السودانية، ووافق السودانيون وقتذاك على السماح للولايات المتحدة بنشر معدات تابعة للقيادة العسكرية الأميركية بميناء بورت سودان.

كذلك دعم النميري الأهداف السياسية للولايات المتحدة في المنطقة، منها اتفاق كامب ديفيد، ومبادرة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط، ما تسبب- حسب الشرق الأوسط- في قيام واشنطن بالكثير من الاستثمارات بالسودان، وعملت أعداد كبيرة من الشركات النفط الأمريكية في مجال الاستكشافات وتنمية قطاع النفط في السودان.

3

انقلابات فاشلة

واجه النميري العديد من الانقلابات خلال فترة حكمه، كان أولها انقلاب هاشم العطا عام 1971، وتمكنت الحكومة من احباطه بعد أربعة أيّام، وصدر حكم بإعدام مهندسي الانقلاب وهم سكرتير الحزب الشيوعي عبد الخالق محجوب، وهاشم العطا، وفاروق حمد الله والشفيع أحمد الشيخ، وقائمة من المدنيين والعسكريين، وزُجَّ بالباقي في السجون، لتبدأ مرحلة العداء الممتد بين الشيوعيين ونظام نميري.

بعدها، بدأت المواجهة بين النميري وزعيم الأنصار في ذلك الوقت الإمام المهدي، وانتهت بمجزرة ضد الأنصار، حسب التقارير الإعلامية الصادرة وقتذاك.

وفي عام 1975، أحبط النميري محاولة انقلاب بقيادة الضابط حسن حسين، وبعد عام واحد أجهض رئيس السودان السابق محاولة انقلاب أخرى خططتها المعارضة السودانية من الخارج، والتي ضمت الحزب الشيوعي وحزب الامة والحزب الاتحادي الديمقراطي والاخوان المسلمين بالتعاون مع السلطات الليبية لانقلاب عسكري ضد نميري عن طريق غزو الخرطوم بقوات سودانية تدربت في ليبيا بقيادة العقيد محمد نور سعد وكاد يستولي على السلطة.

لماذا ثار السودانيون ضد النميري؟

مع ازدياد المشكلات السياسية في السودان، تفاقمت الأزمات الاقتصادية في السودان، حسب تقرير نشرته صحيفة الشرق الأوسط، فأن قلة التمويل تسببت في عجز الحكومة عن توفير الاحتياجات والخدمات الأساسية، وتراجع الناتج المحلي الإجمالي بواقع 2 في المائة في العام المالي المنتهي في يونيو 1983, ورغم النجاح الذي حققته الحكومة في السيطرة على الموازنة العامة والعجز، فقد ارتفع معدل التضخم ليبلغ 41 في المائة، وارتفعت نسبة الديون الخارجية للسودان ووصلت إلى 9 مليارات دولار.

وفي الوقت نفسه، أصدر النميري عدة قرارات مُثيرة للجدل، ومن بينها قراره بإعلان تطبيق الشريعة الإسلامية، ووضع نهاية لوضع جنوب السودان باعتباره حالة خاصة أو منطقةمستقلة، وهي الأمور التي قوبلت بالرفض من الكثير من السودانيين، وبخاصة في الجنوب، ما دفعهم إلى القيام بأنشطة معادية للنظام، لاسيما وأن تحركات الحكومة أحيت المخاوف القديمة من إحياء الهيمنة والتمييز العنصري من قبل الشمال المسلم.

وفي ذلك الوقت، أصدر النميري قرارًا في ذلك الوقت بتقسيم الجنوب إلى ثلاث مناطق صغيرة بصفته جزءا من برنامج يغطي الدولة بالكامل لتوزيع صلاحيات الحكومة المركزية وجعل الحكومات أكثر استجابة وقدرة على التنفيذ، ولكن قبائل الجنوب، اعترضت عليها واعتبروها محاولة من الرئيس السوداني السابق لتسهيل حكم المنطقة.

وفي الأسبوع الأخير من واشنطن كان الغضب بلغ أشده في السودان، فاستغل السودانيون غياب رئيسهم الذي سافر لتلقي العلاج في واشنطن وشاركوا في الاحتجاجات، التي أنهت حكمه ويعتبرونها من أهم الأحداث السياسية التي شهدها بلادهم في التاريخ.

فيديو قد يعجبك: