لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

فرق التلقيح ضد شلل الاطفال في باكستان في مواجهة الشائعات والعنف

02:02 م السبت 27 أبريل 2019

ارشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(أ ف ب):

تواجه فرق طبية في اسلام أباد يرافقها شرطيون مسلحون صعوبات في حملتها للتلقيح ضد شلل الأطفال، بعد اسبوع دام للعاملين فيها وهم ضحايا شائعات جديدة وارتياب متجذر.

وفي أحد الأحياء العشوائية في العاصمة، يهدهد أولياء اطفالهم الباكين في حين يتولى عناصر الصحة وضع قطرات اللقاح في افواههم. ويتجمهر جيران من حولهم في حين تراقب الشرطة المكان.

وفي ناحية أخرى من المدينة في بناية فخمة امضى عنصر الصحة عدة دقائق في حوار لاقناع والدين يرفضان تلقيح اطفالهما. وتمكن في نهاية الأمر من اقناعهما، لكن زملاء له فشلوا في أماكن اخرى في ذلك.

وقالت الممرضة نزيهة خليل "بعض الناس يتصرفون بشكل سيء ويغلقون أبوابهم في وجوهنا ولا يريدون حتى مجرد الاستماع الينا (..) الناس اصابهم الخوف منذ حادثة بيشاور".

وكان تلامذة في ثلاث مدارس قرب بيشاور (شمال غرب) اشتكوا من مضاعفات للقاح ضد شلل الأطفال. ورغم عدم اكتشاف أي مرض لديهم، فان حالة من الهلع سادت المنطقة. كما نقل عشرات آلاف الاطفال بشكل عاجل الى العديد من المستشفيات. وتم حرق مركز صحي.

ونفت السلطات في تقرير وجود اي "حادث طبي" مؤكدة "عدم الابقاء على أي طفل ليلا" في المستشفى ونسبت حالة الهلع الى "مؤامرة مخطط لها مسبقا".

لكن انعكاسات ذلك على الميدان مفزعة. ففي اسلام اباد تسجل عشرة آلاف حالة رفض للتلقيح يوميا، مقابل ما بين 200 و300 حالة في السابق خلال فترة الحملة باكملها، بحسب محمد عاصف رحيم وهو من كوادر مكافحة شلل الاطفال في اسلام اباد.

والاسوأ ان موظفة صحة وشرطيين يرافقان فرق التلقيح، قتلوا هذا الاسبوع في مشهد يعيد الى الاذهان الفترات الشديدة القتامة في تاريخ مكافحة شلل الاطفال هذا المرض المعدي الذي أدى الى وفاة أكثر من مئة الف شخص منذ ديسمبر 2012.

كما ضرب أو أهين عشرات من موظفي التلقيح منذ تلك الواقعة، بحسب مسؤولين.

دعاية مضللة

مرض شلل الاطفال مستوطن في ثلاث دول فقط هي باكستان وافغانستان ونيجيريا. كما رصدت سلالة نادرة منه مؤخرا في بابوا غينيا الجديدة.

لكن التلقيح الذي يتيح اجتثاث المرض يواجه ارتيابا متواصلا في باكستان.

وكان تنظيم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي اي ايه) لحملة تلقيح زائفة بغرض العثور على اسامة بن لادن الذي قتله الأمريكيون في 2011 بشمال غرب باكستان، أنتج حالات مقاومة لحملات التلقيح.

ويشيع بعض عناصر طالبان ومشائخ متطرفون أن التلاقيح تحتوي على مكونات محرمة دينيا كشحم الخنزير أو انها تسبب العقم بغرض خفض عدد السكان، بحسب هذه الشائعات.

وفي الوقت الذي كانت تقترب فيه باكستان، مع حملات التلقيح المكثفة التي شملت ملايين الاطفال، ورغم كل شيء من اجتثاث مرض شلل الاطفال، ظهرت الحركة المناهضة للتلقيح.

وأدت هذه الظاهرة التي غذتها مزاعم لا أساس لها طبيا وانتشرت عبر الانترنت، الى عودة ظهور أمراض كانت اجتثت من البلاد وشديدة العدوى في العالم كله.

وتم في الاشهر الاخيرة اغراق شبكات التواصل الاجتماعي في باكستان بريبورتاجات وأشرطة فيديو مزيفة تمت مشاهدتها مئات آلاف المرات في بعض الاحيان خصوصا منذ حادثة بيشاور.

وعلق محمد عاصف رحيم "ان ما يزعجنا هو الدعاية المضللة او الضارة".

وكانت حملات التضليل الاعلامي ضاعفت ثلاث مرات حالات رفض التلقيح التي ارتفعت من 40 الف حالة في 2017 الى 125 الف حالة في 2018، بحسب ما لاحظ رانا صفدر من المعهد الوطني للصحة بباكستان.

وأضاف "الناس هنا معلوماتهم قليلة ويرون استاذا من الولايات المتحدة او غيرها يعارض التلقيح فيصبح من السهل اقناعهم".

وأثر التضليل في رفع عدد الإصابات بشلل الاطفال. ففي حين تراجع من 306 إضابات في 2014 الى ثماني في 2017، عادت الإصابات وارتفعت الى 12 في 2018 بحسب منظمة الصحة العالمية. وسجلت ثماني إصابات حتى الان في 2019.

وتابع صفدر "هناك ارتفاع اليوم" لعدد الإصابات بالمرض ما يستدعي مضاعفة الجهد في مكافحته.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: