لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

قتلوا الأم وحرقوا الطفل.. تحقيق يكشف فظائع التحالف الدولي في الرقة السورية

10:11 م الخميس 25 أبريل 2019

أرشيفية

القاهرة – مصراوي:

كشف تحقيق لمنظمتي العفو الدولة و"إيروورز" عن مقتل أكثر من 1600 مدنيًا بسبب غارات للتحالف بقيادة الولايات المتحدة بمدينة الرقة السورية، وذلك بجانب تدمير أحياء مدنية كاملة خلال الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي في الفترة ما بين يونيو وأكتوبر من عام 2017.

أشار التحقيق إلى أن قوات الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا المشاركة في التحالف تصر على الإنكار، ولا تعترف إلا بنحو 10% من القتلى.

وأعلن التحالف، الخميس، مقتل 1291 مدنيا فقط منذ أغسطس عام 2014، خلال العمليات العسكرية لقتال داعش في العراق وسوريا.

وقالت منظمة العفو الدولية ومنظمة "أيروورز" Airwarsإنه يجب على التحالف التوقف عن الإنكار الذي استمر ما يقرب من السنتين بشأن أعداد القتلى الهائلة في صفوف المدنيين، والدمار الكبير الذي ألحقه بمدينة الرقة في سوريا.

"حرقوا طفلي"

التقى أفراد من المنظمتين ناجين من الهجمات التي شنها التحالف، وأظهر التحقيق أن آلاف الضربات الجوية على أحياء مدنية، أدت عشرات الضربات منها إلى وقوع إصابات بالجملة في صفوف المدنيين.

وكشف تفاصيل إحدى الحوادث المأساوية، حينما دمرت غارة جوية مبنى سكنيًا بالكامل مكون من خمسة طوابق في 25 سبتمبر 2017.

لجأت 4 عائلات إلى قبو المبنى، وتسببت الغارة في مقتلهم جميعاً تقريباً- أي ما لا يقل عن 32 مدنياً كان بينهم 20 طفلاً. وبعد أسبوع، قُتل أيضًا 27 مدنياً - بمن فيهم العديد من أقارب القتلى في الغارة السابقة - عندما دمرت غارة جوية مبنى قريب، بحسب التحقيق.

الصورة 1

وقالت آية محمد جاسم إحدى الناجيات من ضربة 25 سبتمبر، وفقًا للتقرير المنشور على موقع مخصص لحصر أعداد الضحايا، إنها عادت إلى بيتها المهدّم بعد أكثر من سنة من الهجوم، مضيفة: "كانت الطائرات تقصف والصواريخ تتساقط طيلة 24 ساعة في اليوم، بينما انتشر قناصو‘تنظيم الدولة في كل مكان. ولم يكن هناك مجال لأن تتنفس.

وتابعت: "شاهدت ابني يموت ويحترق بين الأنقاض أمام عيني. وفقدت جميع أحبائي. أبنائي الأربعة وزوجي ووالدتي وشقيقتي، كل عائلتي. ألم يكن الهدف هو تحرير المدنيين؟ كان من المفترض أن ينقذونا، أن ينقذوا أطفالنا".

"مصيدة الموت"

ارتكب تنظيم داعش الإرهابي فظائع كبيرة في مدينة الرقة التي اتخذها مركزًا له في سوريا على مدار 4 سنوات، مثل استعمال المدنيين كدروع بشرية، وتلغيم جميع مخارج المدينة، وإقامة نقاط التفتيش لشل الحركة في المدينة، وإطلاقه النار على من حاولوا الفرار.

لكن أيضًا ضربات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة افتقر العديد منها إلى الدقة وتسببت في وضع المدنيين بمصيدة بين داعش والضربات الجوية.

استغرق التحقيق حوالي عامين وسرد ما وصفها بالرواية الصادمة لمقتل أكثر من 1600 مدني بشكل مباشر جراء آلاف الضربات الجوية، وعشرات الآلاف من القصف المدفعي للتحالف.

الصورة 2

وقالت دوناتيلا روفيرا، كبيرة المستشارين في برنامج مواجهة الأزمات في منظمة العفو الدولية، إن "آلاف المدنيين قتلوا أو جرحوا في هجوم تحالف الولايات المتحدة لتخليص الرقة من قبضة تنظيم داعش الذي حوّل قناصوه وألغامه، المدينة إلى مصيدة للموت. إذ افتقرت العديد من عمليات القصف إلى الدقة، بينما اتسمت عشرات الآلاف من عمليات القصف المدفعي بالعشوائية، ولذا فليس من المستغرب أنها قتلت وأصابت المئات من المدنيين.

وأضافت: "قوات التحالف دمرت الرقة كلياً، ولكنها لا تستطيع محو الحقيقة. ومنظمة العفو الدولية و(إيروورز) تطالبان قوات التحالف بالتوقف عن إنكار النطاق الصادم لقتل المدنيين وللتدمير الذي تسبب به هجومها على الرقة."

وأكد كريس وودز، مدير "إيروورز"، على أنه "ينبغي على التحالف مباشرةَ تحقيق واف في الأخطاء التي وقعت في الرقة، والتعلم من هذه الدروس، للحيولة دون التسبب مرة أخرى بمثل هذا الحجم من المعاناة الهائلة للمدنيين الذين تحاصرهم العمليات العسكرية في المستقبل".

تسوية المباني بالأرض

لفت التحقيق إلى تفاخر مسئول أمريكي عسكري بإطلاق 30 ألف قذيفة مدفع خلال الحملة على الرقة، أي بمعدل قذيفة كل ست دقائق على مدار أربعة أشهر متتالية، وذكّرت المنظمتان بأن "هذا العدد يفوق أعداد قذائف المدفعية التي استخدمت في أي نزاع مسلح آخر منذ حرب فيتنام".

وأشارت إلى أن هامش الخطأ في قصف كهذا يتجاوز 100 متر، وبالتالي تفتقد تلك القذائف المدفعية غير موجهة إلى الدقة "بصورة مشينة"، بما يجعل استخدامها في مناطق مأهولة بالمدنيين "هجمات عشوائية".

الصورة 3

وفي غرب الرقة كان حي الدرعية أحد الأحياء التي استهدفت منذ بداية القصف. وبمنزل تهدم نصفه وبقى الآخر آيل للسقوط بفعل القصف، تصف الطفلة فاطمة (9 سنوات) كيف فقدت أشقاءها الثلاثة ووالدتها عندما أمطر التحالف بوابل من قذائف المدفعية الحي الذي يسكنونه صباح 10 يونيو 2017.

فقدت فاطمة ساقها اليمنى وأصيبت اليسرى إصابة بليغة، وتستخدم في الوقت الحالي كرسياً متحركاً قدّمته لها إحدى المنظمات غير الحكومة لتستخدمه في تنقلاتها، وأمنيتها الوحيدة هي أن تذهب إلى المدرسة.

في ختام التحقيق قالت المنظمتان إن بعض الحالات التي تم توثيقها من المرجخ أن ترقى إلى مستوى انتهاكات للقانون الدولي الإنساني، وتستدعي مزيد من التحقيات.

وحثت المنظمتان أعضاء التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على "إنشاء آلية مستقلة ومحايدة؛ لكي تتولى على نحو فعال وفوري التحقيق في التقارير المتعلقة بما لحق بالمدنيين من أضرار وأذى، بما فيها انتهاكات القانون الدولي الإنساني التي ارتكبت، ونشر المعطيات التي تتوصل إليها التحقيقات على الملأ".

كما طالبت الدول الأعضاء في التحالف بضرورة إنشاء صندوق لضمان تلقي الضحايا وعائلاتهم الجبر الوافي، والتعويضات المالية المناسبة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان