"واردات النفط صفر".. ماذا يعني تعليق أمريكا لإعفاء 8 دول من عقوبات إيران؟
كتب – محمد عطايا:
أعلنت الولايات المتحدة، الإثنين، إنهاء كل الإعفاءات التي منحتها في السابق لثماني دول لمواصلة شراء النفط الايراني، ما يمكن أن يسبب خللًا في سوق النفط العالمي.
وجاء في بيان للبيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ينوي بذلك التأكد من أن صادرات النفط الايراني ستصبح "صفرًا"، وبالتالي حرمان النظام من مصدر دخله الأساسي.
وسيؤدي قرار الولايات المتحدة إلى توقف الدول السبع، وهي الصين والهند وتركيا واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وايطاليا واليونان، عن شراء النفط الإيراني.
وتعوّل واشنطن على السعودية والإمارات في تعويض العجز الذي سيتسبب به غياب النفط الإيراني في السوق الدولية، خاصة بعدما أعلنت أن أبو ظبي والرياض ستلتزمان العمل بما يتيح بقاء الأسواق النفطية العالمية مزودة بما يكفي من كميات" من النفط.
وفور إصدار البيت الأبيض قراره الأخير، أعلنت الحكومة السعودية استعدادها للعمل على إبقاء السوق النفطية مستقرة، في الوقت الذي سجل سعر برميل النفط ارتفاعًا فور تسرب معلومات صحافية عن وقف الاستثناءات للدول السبع.
ماذا يعني تعطيل الإعفاءات؟
يعني القرار الأمريكي بالضرورة، وقف صادرات النفط الإيراني إلى "صفر"، ومن ثم خسارة طهران مصدرها الوحيد من الدخل القومي.
المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، لاري كودلو، أكد أن قرار واشنطن بشأن إنهاء إعفاءات النفط الإيراني لن يرفع أسعار الخام في السوق الدولية، مثلما تخوف الوضع.
وقال مبعوث الولايات المتحدة إلى إيران، براين هوك، في تصريحات لـ"مصراوي"، إن واشنطن تتشاور مع المملكة العربية السعودية، وستعول عليها لتعويض الفجوة التي سيخلفها خروج طهران من سوق النفط.
فيما أكدت صحيفة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن خطوة الولايات المتحدة من شأنها زيادة التوترات في منطقة الخليج، وإثارة خلافات بين واشنطن ودول حليفة.
فيما توقع محللون في تصريحات لـ"فورين بوليسي"، أن تؤدي السياسة الأمريكية الجديدة إلى ارتفاع أسعار النفط، وهو ما من شأنه أن يرفع أسعار "البنزين" في الولايات المتحدة مع بدء الصيف وموسم الإجازات والسفر.
كيف يؤثر القرار على "الدول السبع"؟
جدل واسع خلفه القرار الأمريكي "المفاجئ"، في وجه نظر الدول الثماني، التي اجتمعت مع الولايات المتحدة، وقدمت لها الأخيرة وعودًا بتمديد الإعفاءات من العقوبات الشهر الجاري، قبل أن يغير ترامب المسار بالكامل.
من بين الدول، ثلاثة من أكبر المشترين للنفط الإيراني تركيا، الصين، كوريا الجنوبية، واللذين من المتوقع أن يواجهون أزمات مستقبلية، جراء حرمانهم من أكبر مورد لهم للنفط.
جاءت ردود فعل الدول الثلاث رافضة للقرارات الأمريكية، حتى أن كوريا الجنوبية، حليفة الولايات المتحدة، قررت عقد اجتماع وبحث تداعيات الوضع.
تركيا من جهتها، أعلنت أن قرار الولايات المتحدة يعد "تجاوز للحدود" معلنة معارضتها هذه الخطوة "غير الصحيحة".
وأكدت على لسان وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو، الإثنين أنها تعارض "مثل هذه الخطوات والإملاءات".
فيما صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية جين شوانج، بأن بلاده قدمت مذكرة للولايات المتحدة بشأن قرارها عدم تمديد الإعفاء من العقوبات المفروضة على شراء النفط الإيراني.
وقال إن الإجراءات الأمريكية تؤدي إلى زيادة التوترات في الشرق الأوسط والتقلبات في سوق الطاقة الدولي، مضيفًا: "نحث الولايات المتحدة على إظهار المسؤولية والقيام بدور بناء وليس العكس، لقد قدم الجانب الصيني بالفعل مذكرة للولايات المتحدة في هذا الصدد".
بينما أعلنت كوريا الجنوبية، اليوم الثلاثاء، ان وفدًا من البلاد سيتوجه إلى واشنطن هذا الأسبوع على أقرب تقدير؛ لإجراء محادثات مع مسؤولين أمريكيين، بعد أن أعلنت الولايات المتحدة اعتزامها إنهاء جميع الإعفاءات من العقوبات المفروضة على إيران.
فيديو قد يعجبك: