سريلانكا: حذّرنا من تفجيرات "أحد الفصح" قبل أسبوعين من وقوعها

كتبت- رنا أسامة:

حذّرت السلطات السريلانكية من هجمات أحد الفِصح قبل أسبوعين من وقوعها، وكان لديها أسماء المُشتبه بهم، حسبما أعلن متحدث باسم الحكومة، في الوقت الذي ارتفعت فيه حصيلة ضحايا التفجيرات التي استهدفت كنائس وفنادق بجميع أنحاء سريلانكا إلى 290 قتيلًا ونحو 500 جريح.

وقال المتحدث باسم الحكومة في سريلانكا، راجيثا سيناراتني، في مؤتمر صحفي بالعاصمة كولومبو، الاثنين: "لقد أُبلِغنا بأن ثمة تفجيرات ستحدث قبل 14 يومًا".

وأضاف: "يوم 9 أبريل، كتب رئيس المخابرات الوطني خطابًا يتضمن العديد من أسماء أعضاء المنظمة الإرهابية التي وقفت وراء الحادث"، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.

ولفت إلى أن المذكرة الاستخباراتية التي حذّرت من الهجمات أوردت في مضمونها أن الجماعة الإسلامية الراديكالية الوطنية المعروفة باسم "جماعة التوحيد الوطنية" هي التي وقفت وراء التفجيرات الإرهابية.

وتشكلت الجماعة حديثًا في سريلانكا من قِبل المؤيدين الأقوياء للحركة الجهادية العالمية. وتُعرف بمناهضتها الشديدة للبوذية وارتبط أعضاؤها بتخريب التماثيل البوذية، واعتُقِل 4 منهم في يناير الماضي.

ومع ذلك، شدّد المتحدث باسم الحكومة السريلانكية على أن رئيس الوزراء، رانيل ويكريميسينج، وحكومته "لم يُبلّغا" بالتحذيرات ولم يتلقا خطابًا بشأن الهجمات المحتملة؛ لأنه لم تتم دعوتهما إلى اجتماعات مجلس الأمن القومي التي يقودها الرئيس السريلانكي، ميثريبالا سيريسينا.

وفي وقت سابق من مساء أمس الأحد، أقرّ رئيس الوزراء السريلانكي بأن حكومته حصلت على معلومات استخباراتية تفيد باحتمال تعرض كنائس لهجمات من قبل جماعة متشددة غير معروفة، موضّحًا أن بعض المسؤولين الأمنيين "كانوا على علم بالحادثة". الأمر الذي أثار مخاوف من "تسييس" الفشل الأمني الذي تسبب في هذه الهجمات.

كما نشر وزير الاتصال السريلانكي، هارين فرناندو، على حسابه عبر تويتر، صورة للوثيقة التي حصلت عليها الحكومة والاستخبارات، تحت عنوان "معلومة بشأن هجوم محتمل".

واستهدفت 8 تفجيرات إرهابية 3 كنائس و4 فنادق فاخرة في سريلانكا خلال المراسم الدينية للاحتفال بعيد الفصح، أمس الأحد.

واعتقلت الشرطة 24 شخصا عقب التفجيرات. وأعلنت السلطات فرض حظر التجول في كافة أنحاء البلاد.

كما Hفادت تقارير بأن شبكات التواصل الاجتماعي "تم حظرها مؤقتًا"، بهدف وقف انتشار المعلومات الخاطئة، وأن تطبيقات التراسل الفوري الشهيرة مثل واتساب وفيسبوك غير متاحة لكثيرين.

وفي وقت متأخر من الأحد، أعلن سلاح الجو السريلانكي العثور على عبوة ناسفة وتفكيكها، بالقرب من المطار الرئيسي في البلاد، في العاصمة كولومبو.

وتعد هجمات "أحد الفصح" في سريلانكا هي الأعنف منذ انتهاء الحرب الأهلية في هذا البلد عام 2009.

وانتهت الحرب الأهلية بهزيمة جبهة نمور التاميل، التي قاتلت لمدة 26 عامًا، من أجل وطن مستقل للأقلية التاميلية. ويُعتقد أن الحرب أسفرت عن مقتل ما بين 70 و80 ألف شخص.

ومنذ ذلك الحين، شهدت سريلانكا أعمال عنف متفرقة. وفي مارس الماضي، أعلنت السلطات حالة الطواريء، بعد أن هاجم أفراد من الأغلبية السنهالية البوذية مساجد وممتلكات للمسلمين.