"حارسنها ما ماشين".. ماذا يريد السودانيون بعد تنحي البشير؟
كتبت- هدى الشيمي:
تنحى الرئيس السوداني عمر البشير عن منصبه بعد نحو 3 عقود في السلطة، امثتالاً لإرادة شعبه الذي قام بمظاهرات بدأت في ديسمبر الماضي اعتراضاً على تردي الأوضاع الاقتصادية والسياسية، ولكنها اتسعت لتطالب برحيل نظام الرئيس السوداني.
وأفادت مصادر داخل الجيش السوداني، أمس الأربعاء، بوضع الرئيس عمر البشير قيد الإقامة الجبرية، مُشيرة إلى استلام الجيش للسلطة، وإصدار بيان رسمي يوضح كيف ستجري الأمور في الفترة المُقبلة بعد قليل.
يأتي تنحي البشير بعد ستة ايام من اعتصام آلاف المتظاهرين أمام مقر الجيش في العاصمة الخرطوم للمطالبة برحيله من منصبه، ومشاركة قرابة مليون شخص في تظاهرات السبت الماضي، والذي يوافق ذكرى سقوط الرئيس السوداني السابق جعفر نميري.
محاكمة عادلة
في شوارع السودان رفع الثوار شعار "حارسنها ما ماشين"، ودعا تجمع المهنيين السودانيين، المُحرك الأساسي للاحتجاجات، كل فئات الشعب للاعتصام حتى تحقيق أهداف الثورة المعلنة تفصيلاً في إعلان الحرية والتغيير والقصاص لدماء الشهداء.
قال مزمل عبد المولى "زوما"، سوداني يعيش في القاهرة لمصراوي، إن مواطنيه سيظلون مرابطين في جميع أنحاء السودان، لاسيما الخرطوم، حتى يتم تغيير كل مفاصل الدولة التي بناها الرئيس المُتنحي والإسلاميون خلال الـ30 عامًا الماضية.
الثوار السودانيون لم يطالبوا برحيل شخص البشير فقط، ولكنهم يرغبون في اقتلاع جذور نظامه من أراضيهم، يقول زوما إن المحتجين لن يغادروا مواقع الاعتصام إلا بخروج رموز النظام السابق من كافة المؤسسات، خاصة المؤسسات الأمنية التي تعتبر امبراطورية داخل دولة، وغيرها من المؤسسات التي كانت تُحلق بمفردها خارج السرب، وتعمل بعيداً عن نظام الدولة، ومحاكمتهم محاكمة عادلة.
حكومة مدنية
من جانبه، أكد تجمع المهنيين السودانيين، اليوم الخميس، أن الشعب لن يقبل إلا بحكومة مدنية تضم شخصيات من المعارضة، وقال بيان للتجمع إنه "لا سبيل سوى تسليم السلطة لحكومة انتقالية مدنية وطنية بناءً على ما توافقت عليه جماهير شعبنا في إعلان الحرية والتغيير".
ونقلت وكالة رويترز عن عمر صالح سنار، القيادي في تجمع المهنيين، قوله "نحن الآن في الشارع في مكان الاعتصام في انتظار بيان الجيش. لن نقبل إلا بحكومة مدنية انتقالية مكونة من قوى إعلان الحرية والتغيير".
إن الثورة لن تنتهي بتنحي البشير والتخلص من نظامه، تقول إسراء خيال، ناشطة سودانية ومدافعة عن حقوق الإنسان، لمصراوي، إن الحراك مُستمر وستحسم الأمور بالنقاط وليس بالضربة القاضية، مثل ما حدث في تاريخهم القديم في ثورة 1964 عندما اطاحوا الجنرال عبود أو 1985 عندما اسقطوا نميري.
حل جذور المشكلة السودانية
وتتمثل مطالب السودانيين حسب بيان إعلان الحرية والتغيير، الصادر عن تجمع المهنيين، في وقف الحرب بمخاطبة جذور المشكلة السودانية ومعالجة آثارها بما في ذلك إعادة النازحين، واللاجئين طوعاً إلى مواطنهم الأصلية وتعويض المتضررين تعويضاً عادلاً و ناجزاً ومعالجة مشكلة الأراضي مع المحافظة على الحواكير التاريخية، وقف التدهور الاقتصادي وتحسين حياة المواطنين في كل المجالات المعيشية.
ويدعو التجمع إلى عمل ترتيبات أمنية نهائية مكملة لاتفاق سلام عادل و شامل، والإشراف على تدابير الفترة الانتقالية وعملية الانتقال من نظام شمولي يتحكم فيه حزب واحد إلى نظام تعددي يختار فيه الشعب ممثليه، مع إعادة هيكلة الخدمة المدنية والعسكرية (النظامية) بصورة تعكس استقلاليتها وقوميتها وعدالة توزيع الفرص فيها دون المساس بشروط الأهلية والكفاءة.
كذلك يطالب التجمع بوقف كافة الانتهاكات ضد الحق في الحياة فوراً، وإلغاء كافة القوانين المقيدة للحريات وتقديم الجناة في حق الشعب السوداني لمحاكمة عادلة وفقاً للمواثيق والقوانين الوطنية والدولية، وإعادة بناء وتطوير المنظومة الحقوقية والعدلية، وضمان استقلال القضاء وسيادة القانون.
ولم ينسَ البيان المرأة السودانية والتي كانت لها مشاركة قوية في الاحتجاجات ودعا إلى تمكينها ومحاربة كافة أشكال التمييز والاضطهاد التي تتعرض لها.
فيديو قد يعجبك: