لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"الضحايا المنسيون".. مصراوي يحاور سوريّة أنقذت مئات الحيوانات من الحرب

02:08 م الخميس 07 مارس 2019

سارة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود:

ثماني سنوات من الحرب في سوريا، لم تقتصر معاناتها من قتل وجوع وتشريد على البشر فقط، إنما عانى منها أيضًا ضحايا منسيون، لم ينالوا إلا قليلا من الاهتمام ممن استطاعوا على الحفاظ على إنسانيتهم.

الحيوانات كان لها نصيب كبير من النزاع الوحشي؛ فمنهم من نفق بسبب القصف أو إطلاق النار، أو الجوع، كما انتشرت مقاطع مُصورة لمقاتلين تابعين لأحد الأطراف يعذبون حيوانات بصعقهم كهربائيًا أو حرقهم حتى الموت.

وعلى الجانب الآخر كان هناك من حمل على عاتقه مسؤولية إنقاذ الحيوانات؛ فعلى طريق مطار دمشق، تقع مزرعة كبيرة بمساحة أربعة آلاف كم، يعيش بداخلها مئات الحيوانات التي أنقذتها "سارة".

آني نبيل أورفلي أو "سارة"، سيدة سورية، قررت أن تخوض مغامرة البحث عن الحيوانات الشاردة وإنقاذها من ويلات الحرب "الحيوانات مالها علاقة بالحرب لنعمل عليها حرب ونفضّل نساعد البشر عليها، بالنهاية كلن أرواح وكلن بيحسوا وبيتألموا وبيجوعوا ما في روح أبدى من روح"، بحسب كلماتها لمصراوي.

صورة 1

أسرة آني التي تعود أصولها إلى محافظة اللاذقية السورية، زرعت فيها منذ الصغر فكرة إيواء أي حيوان شارد، ومع مرور السنوات كبرت الفكرة بداخلها "كبرت معي لأني شفت مقدار العذاب تبعهم بالشارع؛ من جوع وعطش وأذى البشر، وقتل البلديات إلهم بالسم أو بالرصاص".

بعد اندلاع الثورة السورية التي تحولت إلى حرب أهلية تدخلت فيها دول إقليمية ودولية، فقدت الدولة الشامية معالم السلم والأمان، وشهدت أكبر موجة نزوح ولجوء منذ الحرب العالمية الثانية، وكان للحيوانات نصيب من ذلك.

حديقة الحيوان في ريف حلب كانت أكبر شاهد على المعاناة، إذ كانت تأوي أكثر من 300 حيوان، نفق معظمهم نتيجة للقصف أو تبادل إطلاق النار أو الجوع، ومن تبقى منهم على قيد الحياة فرّ بإصابته إلى حدود الأردن أو تركيا.

قررت آني التي تعيش في الوقت الحالي بالعاصمة دمشق، أن تخوض مغامرة البحث عن الحيوانات وسط الدمار الذي لحق ببلادها، فتأخذ القطط والجراء والكلاب المشلولة ببيتها، أما الكلاب الكبيرة تضعها بمزرعة إقامات بإيجار شهري.

وبعد فترة قررت وبعض الأصدقاء المساعدين لها تأسيس جمعية لإنقاذ الحيوانات تحمل اسم "Syrian Association for Rescuing Animals" والتي جمعت الأحرف الأولى من مفرداتها اسم "Sara" وهو اللقب الذي حازت عليه آني فيما بعد.

واجهت آني أو سارة، انتقادات كثيرة ممن حاولوا الوقوف أمام مشروعها "بعض الناس حاولوا استغلالي ماديًا بسبب إني عم أصرف عحيوانات شارده"، لكنها صمدت لاستكمال مشوارها واستأجرت المزرعة الواقعة على طريق مطار دمشق، لتأوي بها الحيوانات.

صورة 2

ومع الوقت استطاعت آني جذب متطوعين، إلى جانب صديقتها جولي جغنون، التي وقفت إلى جانبها منذ البداية، وأنشأت صفحة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لنشر الفكرة، ثم أصبحت الصفحة الرسمية لجمعية "SARA" فيما بعد.

ومع الوقت اكتسبت سارة خبرة في تنظيم المزرعة؛ فقسّمتها لأقسام، كل قسم يحتوي على عدد من الغرف، وملعب خاص، وكل غرفة بها حيوانات تستطيع التآلف مع بعضها البعض، كما أوكلت لكل عامل المسؤولية عن قسم أو قسمين حسب عدد الغرف.

ومع دقّات الساعة الخامسة صباحًا، يبدأ يوم سارة بشراء لوازمها "بأمّن طن ونص بقايا الدجاج، واغراض المزرعه، من أكل للعمال وحليب للجراوي والقطط وأدويه ونشاره أهم شي، لأنها مفيده كتير تحت الحيوانات".

تشرف سارة يوميًا على العمال "كل يوم يطلعوا بيأكلوهم ويخرجوهم يلعبوا، ويغيروا الميّه والنشارة، ويدخلوهم كل الغرف وبعدين بيشطفوا الملعب".

صورة 3

أما عن الاهتمام البيطري، أوكلت سارة مهمتها لطبيبين أحدهما مسؤول عن العمليات والآخر يفحص الحيوانات يوميًا "وبالنظر صرنا نعرف إذا الحيوان بخير أم مريض وبدو علاج، الطبابه اليوميه جزء من العمل المنهك".

ورغم التكاليف الباهظة والظروف الأمنية السيئة إلا أنها لم تتردد لحظة في استكمال ما بدأت "أكيد الحرب أثرت علينا لأن ما في دعم مادي إلنا عم نعيش يومنا بيومه مافي سيوله، والغلا الفاحش، وازدحام السير، والحظر الدولي، الباقي على الله".

وبعد ثلاث سنوات، أصبح لدى الجمعية آلاف المتابعين المهتمّين بالحيوانات الشاردة في سوريا، والداعمين للجمعية سواء بنشر فيديوهات حول نشاطها أو بالدعم المادي أو بإدلال الجمعية على مكان حيوان يحتاج للمساعدة.

وذلك بعد أن استطاعت سارة إنقاذ أكثر من 10 آلاف كلب وقط، تأوي منهم الآن 1500 كلب بالإضافة إلى الأرانب والبقر والخراف والحمير، وغيرها، وهي تؤكد دائمًا أن لا مشكلة لديها باستضافة أي روح ضعيفة.

مُعظم الحيوانات السورية سواء كانت فارّة من الدمار أو تم إنقاذها عن طريق جمعيات خيرية، خلال السنوات الماضية، نُقلت لمحميات في الأردن وتركيا، لتلقيّ الرعاية اللازمة، وكان معظمهم يعانون من جروح جسدية، وجميعهم لديهم اضطرابات نفسية كبيرة.

فيديو قد يعجبك: