مسؤولون أمريكيون: الأوضاع في البيت الأبيض باتت "شديدة الكآبة"
كتبت- هدى الشيمي:
قالت مجلة فانيتي فير الأمريكية إن الرئيس دونالد ترامب، بعد الخسارة التي تكبدها خلال فترة الإغلاق الجزئي للحكومة التي استمرت 35 يوما، كان يتطلع إلى خطاب حالة الاتحاد، باعتباره فرصة للحصول على اهتمام الحاضرين والتصفيق لهم، بعد استمرار تعطل بعض الإدارات الفيدرالية لـ35 يومًا وهي الفترة الأطول في تاريخ الولايات المتحدة.
نقلت المجلة عن مسؤول جمهوري بارز كان قد تحدث مع ترامب قبل الخطاب قوله إن ترامب كان في حالة مزاجية رائعة قبل الذهاب إلى الكونجرس، وكان مُستعدًا ومتحمسًا له، لاسيما وأنه كان ينوي استخدامه (الخطاب) كسلاح ضد الديمقراطيين، والإشارة إلى ما ستكون عليه حملته الانتخابية لعام 2020.
ورغم أن خطاب حالة الاتحاد ساهم في تحسين مزاج ترامب المتعكر منذ فترة طويلة، إلا أنه لم يكن كافيًا لمعالجة الخلل والقضاء على المشاكل التي يعاني منها العاملون في الجناح الغربي. وفقًا لـ10 مسؤولين سابقين في الإدارة الأمريكية ومسؤولين جمهورين مقربين من الرئيس فإن الأوضاع في المكتب البيضاوي باتت شديدة الكآبة، وأصبح أغلب المحيطين بالرئيس الأمريكي يعتقدون أنه المشكلة وليس الحل.
قال مسؤول سابق مُطلع على ما يجري داخل المكتب البيضاوي للمجلة الأمريكية: "إن كل من في البيت الأبيض يكره ترامب".
وتابع: "نمط إداراته الذي يتمحور حول إظهار الشجاعة واتخاذ القرارات الاتحادية، وجنون العظمة، وإلقاء اللوم على الموظفين بسبب مشكلات كان هو السبب فيها، تركت كبار المسؤولين في البيت الأبيض في حالة من الاستياء واليأس الشديدين، فأصبحوا يشعرون أنهم محاصرين".
أكد جميع المسؤولين الأمريكيين الذي تحدثوا مع المجلة أن ترامب في حاجة دائمة إلى وجود شخص يُلقي اللوم عليه، فهو لا يعترف أبدًا بالاخطاء التي يرتكبها، ولا يتحمل مسؤولية تبعات قراراته التي غالبًا يتخذها بمفردها دون استشارة أحد، ويكشف عنها على حسابه بموقع تويتر.
حسب المصادر، فإن تسريب جدول الأعمال الخاص بترامب إلى موقع أكسيوس يكشف مدى استياء موظفيه، الذي كشف عن وجود ساعات طويلة لا يقوم فيها الرئيس بأي نشاط مُعلن، وبحسب الوثائق فإن الساعات الخمس الأولى من النهار لترمب توضع عادة تحت خانة "عمل تنفيذي"، وهي عبارة فضفاضة قد تجد لها تفسيرات عدة.
وانتقدت مادلين وسترهوت، المستشارة القريبة من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، في البيت الأبيض "تسريب جدول الأعمال اليومي" للرئيس، ووصفته بأنه "سوء استغلال معيب للثقة".
وكان بيل شاين، مدير الاتصالات في البيت الأبيض، قد أخبر أصدقائه المقربين بأنه غاضب من أن ترامب اختاره لكي يتعامل مع الصحافة أثناء الإغلاق الجزئي للحكومة، بينما أبلغ المستشار الاقتصادي لترامب لاري كودلو المقربين منه أنه لن يستمر في منصبه أكثر من ستة أشهر أخرى، بعد أن خارت قواه وأصبح عاجزًا عن فعل أي شيء، حسبما أوضح مسؤول جمهوري بارز تحدث شرط عدم الكشف عن هويته.
وما يدفع إلى الاحباط أكثر من أي شيء آخر هو أن الجناح الغربي بات أشبه بالمؤسسة العائلية التي يديرها أفراد عائلة الرئيس الأمريكي. وقال أربعة مصادر إن المستشارين الوحيدين الذين يتحدثون مع ترامب ويتشاورون معه في كافة الشؤون - الداخلية والخارجية- هم ابنته إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر.
قال مسؤول سابق إن العمل في البيت الأبيض أصبح شأن عائلي، وإذا لم تكن من العائلة فإنك ستواجه مشاكل، مُشيرًا إلى أن الامتيازات الخاصة التي حصل عليها كل من كوشنر وإيفانكا جعلت ميك مولفاني، كبير موظفي البيت الأبيض، يشعر بأن دوره هامشيًا وغير ضروري.
ووفقًا لعدة مصادر، فإن مولفاني لم يبقى في منصبه لفترة طويلة، وربما يُقدم استقالته في أي لحظة، لينضم بذلك إلى المسؤولين الكبار الذين غادروا إدارة الرئيس الأمريكي على مدار العامين الماضيين، وكان من بينهم وزير الخارجية السابق ريك تيلرسون، ووزير الدفاع السابق جيم ماتيس، وغيرهم كثيرين.
حاولت المجلة الأمريكية الحصول على تعليق من البيت الأبيض، ولكنه رفض التعقيب على الأمر.
فيديو قد يعجبك: