لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لماذا مولت قطر منحة بحثية لصديقة خاشقجي؟

11:22 ص الأربعاء 20 فبراير 2019

جمال خاشقجي

القاهرة - مصراوي:

في خضم قضية خاشقجي كان هناك اسمان نسائيان أمريكيان لافتان حول علاقة "جمال خاشقجي" بالسياسة والصحافة، الأولى "ماجي ميتشيل سالم"، المديرة التنفيذية في مؤسسة قطر، والتي نشطت في اللوبيات القطرية داخل أمريكا، أما الشخصية الثانية والتي سلطت عليها قناة العربية الضوء عليها، فهي الصحافية الأمريكية "كارين عطية".

وقال موقع العربية إن "كارين" هي أول من تحدث بزهو عن مساهمتها في إعداد مقالات جمال خاشقجي المعادية للسعودية للنشر في "واشنطن بوست"، ثم اشتهرت بظهورها المتكرر على الشاشات الأمريكية وقناة "الجزيرة" للحديث عن قضية خاشقجي، بحيث أصبح وجهها علامة حصرية على التغطية الصحافية لقصة جمال خاشقجي وحتى الآن، ومتبنية في ذات الوقت خطاباً هجومياً شرساً ضد السعودية.

كارين عطية البدايات والأصول

"كارين عطية" تبلغ من العمر 33 عاماً، من مواليد ديسمبر 1986، استخدمت في أوقات مختلفة أكثر من اسم شهرة منها karen N Attiah وKaren Nicole Attiah، ودائما تحمل فيها شهرة "عطية"، التي تعتبر غير شائعة في الأسماء الأمريكية في الولايات المتحدة، وتعود التسمية إلى شهرة والدها "أوسطين عطية" الذي ترجع أصوله إلى غانا - بحسب العربية.نت.

وكانت فترة عمل كارين لشبكة الجزيرة، هي ذات الفترة التي عملت فيها، ولدت "عطية" في ضاحية صغيرة في دالاس، بولاية تكساس الأميركية، وهي من أم نيجيرية نزحت من بلادها وتحديداً من مدينة "انامبرا" شمال غرب نيجيريا، إثر الحرب الأهلية التي شبت هناك في العام 1967، إلى والدها في غانا الذي كان يعمل في قطاع الخدمة المدنية البريطانية، لتتعرف بعد ذلك على والد "كارين" في الجامعة، قبل أن يقررا الهجرة إلى الولايات المتحدة والعيش في مدينة دالاس.

في تكساس نشأت "كارين عطية" لأسرة متوسطة الدخل بجانب شقيقها وشقيقتها، قبل أن تنتقل إلى مدينة الينوي لبدء مسيرتها، وبحسب صفحة كارين عطية على موقع linlkedin، التحقت بجامعة نورث ويسترن في 2004-2008، في كلية الاتصال، ولتنهي هناك درجة البكالوريوس، ولتلتحق بعدها بجامعة كولومبيا ما بين عامي 2010-2012 لإنهاء درجة الماجستير في الإعلام وحقوق الإنسان.

وذكر الموقع السعوديى أن "عطية" بدأت في مزاولة نشاطها الإعلامي بحسب ما دونته على صفحتها الشخصية منذ العام 2008، من خلال "صوت أمريكا"، وصحيفة هافينجتون بوست الإنجليزية، متناولة شؤون التنمية والسياسة والثقافة في غرب القارة الإفريقية، كصحافية مستقلة، وفي 2011 عملت في freedomhouse كمحللة للأبحاث ومراقبة لحرية الصحافة في غانا وليبيريا وجمهورية أفريقيا الوسطى، ومسؤولة عن صياغة وتقديم تقارير سنوية عن حرية الصحافة في أفريقيا لمؤشر الحرية السنوي للصحافة، عملت متعاونة في وكالة الأسوشيتد برس لعام واحد 2012-2013، ثم مستشارة في تطوير استراتيجيات الاتصال في مواقع التواصل الاجتماعي في أفريقيا والتابعة للبنك الدولي، وذلك ما بين عامي 2013-2014، لتبدأ بعد ذلك رحلتها في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية منذ شهر يونيو 2014 كنائبة للمسؤول عن التحرير الرقمي، قبل أن تنال الترقية كمحررة في صفحة مقالات الرأي الدولية، في نوفمبر 2016.

سر علاقة كارين مع قضية خاشقجي

وسط ذلك كله، ثار تساؤل ما الذي جاء بسيدة أفريقية من "ديسوتو" إحدى ضواحي دالاس والمشغولة بتاريخها الأفريقي المنقسم ما بين غانا ونيجيريا، لتسخر طاقاتها كلها مع قصة السعودي "جمال خاشقجي"؟ ولإيجاد إجابة على هذا التساؤل قامت "العربية.نت" بالبحث عبر محطات محررة المقالات الدولية لصحيفة الواشنطن بوست الأمريكية "كارين عطية"، والبداية كانت من صورة احتفال "عطية" في الحفل السنوي لخريجي جامعة نورث ويسترن الأمريكية في العام 2018، أي بعد مضي 10 سنوات على تخرجها منها.

جامعة نورث ويسترن الأمريكية ومؤسسة قطر

بدأت محررة المقالات الدولية لصحيفة الواشنطن بوست مسيرتها مع إحدى الواجهات المسخرة لخدمة السياسات القطرية، وذلك عبر كلية الاتصال في جامعة نورث ويسترن في ايفانستون، الينوي، والتي تتقاضى كافة نفقاتها المالية من قبل مؤسسة قطر منذ العام 2004 قبل أن تفتح الجامعة فرعاً لها في المدينة التعليمية في الدوحة، والمعروفة باسم "نورث ويسترن - قطر".

في دراسة أعدها معهد "راند" للسياسات، عن جدوى التدابير والتغييرات الإصلاحية في التعليم العالي في قطر بعنوان "الإصلاح الجامعي في قطر"، والمقدمة من قبل الشيخة موزة المسند حرم حاكم قطر السابق "حمد بن خليفة"، نوهت بالنجاح الذي حققته المدينة التعليمية بالدوحة وهي المشروع الرئيسي لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع Qatar Foundation، والتي ترأسها الشيخة موزة بنت ناصر المسند، في جذب فروع الجامعات الأجنبية الرائدة إلى المدينة التعليمية، لتقديم بدائل للدراسة الأجنبية في جامعة قطر.

وبحلول العام الدراسي 2003-2004 ومن خلال ما عرف بـ"الجسر الأكاديمي"، ضمن الاستراتيجية الشاملة لإصلاح التعليم في قطر، كانت هناك ثلاث جامعات أمريكية تدير فروعًا جامعية في المدينة التعليمية القطرية من بينها: جامعة كارنيجي ميلون، وجامعة جورج تاون، وجامعة نورث وسترن، وفي السنة الدراسية 2007 - 2008، كانت جميع برامج الفروع في الحرم الجامعي ذاته.

بعد أن توسعت الاتفاقيات القطرية مع جامعة نورث ويسترن، بتوقيع اتفاقية ما بين "مؤسسة قطر" التي تعمل فيها "ماجي ميتشيل سالم" كمديرة تنفيذية وجامعة "نورث ويسترن الأمريكية"، لافتتاح فرع كلية الاتصال في المدينة التعليمية في العاصمة القطرية "الدوحة عام 2006، مدشنة أولى سنواتها التعليمية في قطر عام 2008، وهو ذات البرنامج الذي تقدمه الجامعة في فرعها بمدينة ايفانستون في ولاية الينوي الأمريكية، لتتعاقد مؤسسة قطر ضمن أعضاء هيئة تدريس في كلية الاتصال مع الإعلامي الأمريكي "فريد زكريا" ، المذيع في قناة الـ"سي ان ان"، وأحد المناصرين الكبار لباراك أوباما، وهو أيضا من أصول هندية.

يشار إلى أن معهد راند-قطر للسياسات، ذاته قد قام في العام 2003 بإجراء دراسة معمقة للظروف والموارد اللازمة لتحويل جامعة قطر إلى جامعة وطنية نموذجية، ووفقاً لما جاء في تقديم الدراسة: "عيّن سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر، في أغسطس 2003 رئيسًا جديدًا، الشيخة موزة بنت مسند، وغيرها من كبار الضباط في جامعة قطر، ومنحهم صلاحيات واسعة للإصلاح ولتعزيز موقع الجامعة، وفي أكتوبر 2003، شارك الديوان الأميري، في معهد راند-قطر للسياسات (RQPI) لمساعدة قيادة الجامعة الجديدة في تصميم وتنفيذ إصلاح رئيسي للجامعة، وتتناول هذه الدراسة الدوافع لجهد الإصلاح، وتصف تصميم أجندة الإصلاح، وتفاصيل المراحل المبكرة من جهود التنفيذ، مع التركيز على تحديد التحديات التي لا يزال يتعين تلبيتها"، مشيرة الدراسة نفسها إلى تقديم الشيخ حمد بن خليفة عقود عمل مدى الحياة لأعضاء هيئة التدريس من غير القطريين والتكفل بكافة النفقات المالية لفروع الجامعات الأجنبية.

ليتم ربط فرعي الجامعة في الينوي والدوحة بقيادات مشتركة، وبحسب ما أفصحت عنه المجلة الخاصة بكلية الاتصال بجامعة نورث ويسترن فتتألف القيادات الإدارية من: "مورتون سشابيرو"، رئيس جامعة نورث ويسترن الأمريكية، و"دانيال لينزر"، رئيس قسم الشؤون الأكاديمية، "وايفيرت دينيس"، عميد الكلية ورئيس جامعة نورث ويسترن-قطر، وبالمقابل يتألف المجلس الاستشاري لجامعة نورث ويسترن القطرية من كل من: الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، ودانيال لينزر عميد الكلية، وحمد بن جاسم المدير العام لشبكة قناة الجزيرة، وعبد الرحمن عزام، مستشار الإعلام والعلاقات العامة للشيخة موزة بن مسند، والشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، رئيس جامعة حمد بن خليفة، ونائب رئيس التعليم في مؤسسة قطر، إلى جانب ليي هوبنر ، أستاذ الإعلام والعلاقات العامة بجامعة جورج واشنطن.

إلى جانب ذلك، ترتبط جامعة "نورث ويسترن"، بقناة الجزيرة فوفقا لمجلة الجامعة الترويجية، ترتبط الجامعة باتفاقيات شراكة مع شبكة قناة الجزيرة القطرية، ومؤسسة الدوحة للأفلام، منوهة في الوقت ذاته إلى دور الجامعة في المساهمة بالتخطيط لإطلاق قناة الجزيرة أميركان، وتضيف المجلة ضمن جملة الشراكات الإعلامية إلى مساهتمها في منتدى الإنتاج القطري الإعلامي، واستقطاب قيادات مؤسسات في المجال الإعلامي والفني.

الأدوار الحقيقية لـ"كارين عطية"

وليتبين حضور "كارين عطية" في الظلال القطرية من خلال عدد المجلة الخاص بكلية الاتصال لجامعة نورث ويسترن للعام 2008، والذي خصص للترويج بشأن برنامج المنح البحثية للتخرج، والممول من قبل مؤسسة قطر، بحسب ما أفادت به عميدة كلية الاتصال بجامعة نورث ويسترن – الينوي قائلة: "قبل عامين اجتمع عدد من مسؤولي جامعة نورث ويسترن كان من بينهم رئيس وعميد الجامعة، وكذلك وكيل كلية الاتصال والصحافة مع أعضاء من مؤسسة قطر في الدوحة، وطلبوا منا إنشاء برنامج المنح البحثية، ومن ذلك الوقت تم عقد العديد من الاجتماعات في الدوحة ومدينة ايفانستون، واجتماعات هاتفية، وتم بعد ذلك إنهاء الإعداد لمبادرة استثنائية، واعتماد برامج للطلاب ممن يرغبون في تطوير مهاراتهم في الإعلام والاتصال من خلال برنامج المنح الذي يسمح للطلاب قبل مرحلة التخرج تطبيق بحثهم الإعلامي وبشكل عملي في دول مختلفة ومؤسسات إعلامية...".

فكان من بين الحاصلين على المنح القطرية في مجال الإعلام لإعداد بحث التخرج هي "كارين عطية" محررة الواشنطن بوست ومقالات خاشقجي الـ20، وذلك وفقاً لما جاء في المجلة ذاتها، والتي أفردت لها ما يقارب النصف صفحة وجاء في مجلة كلية الاتصال لجامعة نورث ويسترن، ضمن تقديمهم للمحررة "عطية"، صورة لها في إحدى القنوات الإذاعية في غانا، بعد تحصلها على منحة بحثية ممولة من قبل مؤسسة قطر ، لإجراء بحث حول الإذاعة والتليفزيون والديمقراطية في أفريقيا، وتحديدا مسقط رأسها آكرا – غانا، وذلك في العام 2007 ، تزامنا مع الذكرى الـ 50 للاستقلال، ومنحها كذلك مكافئة مالية قدرها 3،000 دولار أميركي.

إلا أن سخاء مؤسسة قطر الخيرية وعبر كلية الاتصال بجامعة نورث ويسترن لم يتوقف، فبحسب المجلة كانت "كارين عطية" من بين الحاصلين على منحة بحثية من قبل برنامج Fulbright الأمريكي لاستكمال بحثها عن الإعلام في دولة غانا، بترشيح من قبل كلية الاتصال لجماعة نورث ويسترن – قطر، التي ترتبط ببرنامج فولبرايت الأمريكي باتفاقيات شراكة.

يشار إلى، أن برنامج فولبرايت، معني بالتبادل الثقافي ما بين الولايات المتحدة وباقي الثقافات الأخرى من خلال تبادل الأفراد عبر المنح الدراسية أو البحثية، والذي يهدف إلى تحسين العلاقات بين الثقافات، وتعزيز الدبلوماسية الثقافية، ويرعى مكتب الشؤون التعليمية والثقافية التابع لوزارة الخارجية الأمريكية برنامج فولبرايت ويتلقى تمويلاً من الكونجرس الأمريكي من خلال فواتير سنوية، إلى جانب ما يقدم من الدعم المباشر والعيني من الحكومات الشريكة والمؤسسات والشركات والمؤسسات المضيفة داخل وخارج الولايات المتحدة.

وخلال انخراط "عطية " في برنامج "فولبرايت"، عملت كمحررة في قناة الجزيرة القطرية بنسختها "الإنجليزية"، وهو ما لم تذكره ضمن سيرتها المهنية عبر صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي linkedin، وذلك وفقا لما ظهر في موقع القناة ذاته وبحسب ما عرف بها موقع قناة الجزيرة أميركان: "كارين عطية صحافية ومحررة في العاصمة الأمريكية واشنطن وحاصلة على منحة فولبرايت 2008"، وهو ما تعمدت "عطية" إخفاءه عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "linkedin".

وإلى جانب ذلك كله، تولت كارين عطية مهمة التحرير والبحث لوثائقيات قناة "الجزيرة انجليش"، والمعنية بالشأن الأفريقي تحديداً، وذلك خلال رحلتها الأكاديمية في جامعة كولومبيا للحصول على درجة الماجستير، مترأسة في 2009 فريقا من الباحثين من طلاب الجامعة بقسم الإعلام والعلاقات العامة، وذلك بحسب ما جاء في إحدى الصفحات على موقع البحث "جوجل" والمنشورة من قبل جامعة كولومبيا التي ترتبط هي أيضا بمؤسسة قطر عبر ما يعرف باستراتيجية "الجسر الأكاديمي".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان