توترات باكستان والهند تهدد جولته.. ماذا يفعل "بن سلمان" في نيودلهي؟
كتب – محمد الصباغ:
وصل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الثلاثاء، إلى الهند في زيارة رسمية قادمًا من باكستان، وذلك في ظل توتر كبير بين الجارتين النوويتين.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن ولي العهد وصل إلى مطار قاعدة تكنكل العسكرية، وكان في استقباله رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
وغرد مودي عقب مرحبًا بالأمير السعودي، وكتب عبر حسابه على موقع تويتر: "الهند سعيدة باستقبال ولي عهد المملكة العربية السعودية".
فيما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية، رافيش كومار، بدء "فصل جديد من العلاقات الثنائية" بين البلدين، مضيفًا أيضًا أن رئيس الوزراء الهندي كسر القواعد البروتوكولية باستقباله ولي العهد السعودي شخصًيا لدى وصوله.
وأظهرت صور وصول الأمير السعودي أن مودي التقاه عند سلم الطائرة، وذلك في أول زيارة لولي العهد إلى الهند. كما أبرز أن "بن سلمان" و"مودي" سيعقدان محادثات مكثفة خلال الزيارة، وسيكون على رأسها قضية الاتهامات الهندية لباكستان بدعم العمليات الإرهابية في الهند.
ووقعت السعودية مجموعة من سبع اتفاقيات استثمارية بقيمة 20 مليار دولار، شملت مجالات عدة، منها قطاعات النفط والطاقة والتنمية، إضافة إلى مذكرات تفاهم، وذلك خلال زيارة ولي العهد إلى باكستان أمس.
من جانبها اعتبرت وكالة فرانس برس، الثلاثاء، أن زيارة ولي العهد السعودي إلى الهند وباكستان تهددها التوترات الكبيرة بين البلدين الجارتين في الوقت الحالي.
وأضافت الوكالة أن ولي العهد الشاب يريد إقناع أسرع اقتصاد ناشئ في العالم بالاستهلاك الأكبر للنفط السعودي، وذلك خلال زيارته للهند.
وتوترت الأجواء بين الهند وباكستان بسبب هجوم إرهابي انتحاري في إقليم كشمير يوم الخميس، أسفر عن مقتل 40 شخصًا على الأقل من القوات الهندية.
وأعلنت جماعة "جيش محمد" التي تتمركز في باكستان مسئوليتها عن الهجوم، ما أغضب الهند وجعلها تحمل باكستان جزءًا من مسئولية الاستهداف الإرهابي.
ونفى رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان مسئولية بلاده وعرض على الهند مساعدات استخباراتية للوصول إلى منفذي العملية.
هناك مخاوف دولية بشأن تصاعد الخلاف بين الهند وباكستان بسبب امتلاك الجارتين للسلاح النووي، ومن المنتظر بحسب "فرانس برس" أن يتدخل ولي العهد السعودي من أجل تهدئة التوترات.
وصرح وزير الدولة للشئون الخارجية السعودي عادل الجبير، بأن هدف الرياض هو تخفيض التصعيد بين الجارتين، والبحث في إمكانية حل الخلافات بشكل سلمي.
كان من المقرر أن تركز جولة ولي العهد السعودي على النقط والقرارات الاستثمارية الأخرى، لكن بعد الهجوم الإرهابي طغت الأزمة بين باكستان والهند على المحادثات.
وتزود المملكة العربية السعودية الهند حاليًا بحوالي 20% من احتياجاتها من النفط الخام، وتسعى نحو إزاحة إيران كمصدر آخر للنقط في الهند.
وبحسب الوكالة الفرنسية، تخطت واردات الهند النفطية من إيران في مرحلة ما نظيراتها من السعودية، لكن مع فرض العقوبات الأمريكية على طهران، تأثرت إيران بشدة.
من جانبه دعا رئيس الوزراء الهندي الجانب السعودي إلى الاستثمار خلال السنوات المقبلة في مشروعات البنية التحتية في الهند.
وصرح المحلل السياسي كبير تانيجا، لوكالة فرانس برس، بأنه على الرغم من تأثير الهجوم الإرهابي على الأجواء، فإن العلاقات الاقتصادية المفيدة للطرفين، سوف تكون الركيزة الأساسية في الاجتماعات بين مودي ومحمد بن سلمان.
وأضاف: "يعلم كل طرف من الهند والسعودية ما يريده من الآخر: الهند تبحث عن مزايا نفطية من المملكة، بينما السعودية تحاول تنويع اقتصادها وتبحث عن مساحة في السوق الهندي".
وعاد وأضاف أن الهند أيضًا ربما تستهدف في المحادثات "الدعم السعودي غير المشروط لباكستان". ومن المقرر أن يغادر ولي العهد السعودي الهند الأربعاء متوجهًا إلى الصين.
من المتوقع أيضًا أن يعزز الطرفان العلاقات في مجال الدفاع، وبحسب مسئولين من الهند وتصريحاتهم لوسائل محلية، من المحتمل الإعلام عن تدريبات بحرية مشتركة.
يبلغ حجم التبادل التجاري بين الهند والسعودية حوالي 27 مليار دولار أمريكي، ما يجعل المملكة رابع أكبر شريك تجاري للهند.
فيديو قد يعجبك: