لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"حتى لا ينساهم العالم" ... قصص نساء ناضلن لإعادة بناء مستقبلهن بعد داعش

05:21 م الأحد 17 فبراير 2019

نساء عراقيات

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

عندما استولى تنظيم داعش على مدينة الموصل، الواقعة شمال غرب العراق في عام 2014، وهي ثاني أكبر المدن العراقية من حيث الحجم والأهمية، لم يثر الرعب والهلع في جميع أنحاء العالم فحسب، ولكنه ألحق ضررًا كبيرًا بحياة جيل كامل من النساء الشابات ، اللاتي فقدن منازلهن وأحبائهن وحريتهن كذلك.

في إحدى الفترات كان التنظيم الإرهابي يسيطر على مساحة تعادل تقريبًا مساحة بريطانيا، وكان موطنًا لأكثر من 40 ألف مقاتل أجنبي من 110 دولة، وفقًا لمركز سوافان، وهو مجموعة بحثية تقع في نيويورك، وبعد حوالي 5 أعوام يعاني التنظيم خسر التنظيم الكثير من الأراضي في سوريا والعراق، وقُتل أغلب قادته ومقاتليه جراء الغارات الجوية التي استهدفت معاقله.

وبات مقاتلو داعش الآن محاصرين في بعض الجيوب الصغيرة، منها باغوز، وهي قرية نائية تقع عند منحنى نهر الفرات بالقرب من الحدود العراقية، وتقدّر قوات سوريا الديمقراطية (قسد) عدد مقاتلي داعش المتبقين في باغوز ما بين 400 و600 مقاتل، مُشيرة إلى أن بينهم الكثير من المتشددين الأجانب ممن يحملون الجنسيات الكندية والروسية والبريطانية والسودانية.

ويقول روبرت كول، مدير الاتصالات في مؤسسة عمار، التي تعمل في العراق المواطنين على إعادة بناء حياتهم، إن داعش أسر حوالي 7000 امرأة وفتاة واستخدمتهم كعبيدات للجنس، مُشيرًا إلى أن هناك حوالي 3000 فتاة في الأسر.

وبعد 18 شهرًا من انتهاء الصراع، تقول ديلي ميل إن هناك جيل كامل من النساء اللواتي يعانين من تدمير حياتهن تمامًا، فهناك ضحايا الاغتصاب، والنساء اللواتي أصبحن حوامل من قبل آسريهن ثم أُجبرن على ترك أطفالهن، بالإضافة إلى النساء اللواتي تعرضن للتعذيب والاحتجاز في غرف مُظلمة لأسابيع.

ويوضح كول أنه لا يزال هناك 1.8 مليون نازح في العراق، بعضهم أقام في مخيمات اللاجئين على مدى السنوات الأربع الماضية، ولا يستطيعون العودة إلى منازلهم حتى بعد أنتهاء الحرب، خوفًا من عودة داعش مرة أخرى.

وحتى لا ينساهم العالم، استعرضت صحيفة ديلي ميل البريطانية قصص عدة فتيات وسيدات تناضلن من أجل إعادة بناء مستقبلهن، بعد الأهوال التي عاشوها والفظائع التي مروا بها خلال سنوات سيطرة داعش على الأماكن التي يعيشون فيها.

2

كانت سوزان، 24 عامًا، تعيش حياة رغدة ومريحة إذ كان والدها مديرًا لمعرض سيارات كبير، وهي أصغر ابنائه السبعة الذين تلقوا جميعًا تعليمًا جيدًا، فشقيقها مُهندس، وشقيقتها الأخرى درسة الصيدلة، وهي ممرضة وتخطط لدراسة طب الأسنان.

تقول سوزان، للصحيفة البريطانية، إنه في يوم وصول داعش إلى المنطقة فرت الأسرة وألفوا بأنفسهم في ثلاث سيارات، ولكن لم يكن هناك مكانًا يكفي والدها، الذي حثهم على الرحيل بدونه والوصول إلى مكان آمن، متعهدًا بأنه سيحلقهم في أسرع وقت، فامتثلوا لأوامره ورحلوا، إلا أن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن، فتمكن التنظيم المتطرف من إلقاء القبض على والدها وقتله قبل ترك المدينة.

بعد ذلك بوقت قصير، انتقل لأشقاء سوزان إلى ألمانيا، والتي كانت قبلة المهاجرين واللاجئين الأولى بعد اندلاع الحرب، ولكن والدتها لم يكن لديها جواز سفر، لذا لم تستطع سوزان السير على خطا أشقائها وترك أمهما وحيدة في العراق. وتقول: "كنت أمر بأسوأ فترات حياتي فقدت حب حياتي، وأبي الذي كان صديقي المُقرب، ولم يكن بإمكاني الانفصال عن والدتي أبدًا".

بقيت سوزان في العراق وتعيش الآن رفقة والدتها في مخيم خانكي شمال العراق، حيث يوجد أكثر من 16 ألف نازح. وتعمل ممرضة في المركز الصحي لمؤسسة عمار، وتقدم المساعدة للمرضى والمصابين. وبعد ضياع فرصتها في الذهاب إلى ألمانيا، تقول سوزان إن الطريقة الوحيدة للوصول إلى هناك ستكون من خلال المهربين.

1

أما سامية، 20 عامًا، فكانت حامل بطفلها الأول عندما وصل التنظيم إلى بلدتها تل بنات. تمكن المقاتلون من إلقاء القبض عليها هي وباقي أفراد عائلتها خلال محاولتهم للهروب بالسيارة، وأخذوا النساء إلى مكان يُعقد فيه قاعة تُعقد فيها حفلات الزفاف اليزيدية في سنجار، حيث كانت آلاف النساء الأخريات في حالة من الهلع والفزع.

تقول سامية: "احتجزونا، وهددونا بقطع رؤسونا إذا استخدمنا هواتفنا، ثم أخذوا بعضنا إلى تلعفر وأجروا اختبارات عُذرية لنا، وعندما علموا إني حامل ألقوا بي في سجن بادوش في الموصل".

وتتابع: "نمنا في نفس الغرفة التي تحتوي على دورة المياه، ووضعوا المخدر في ماء الشرب حتى تنام لفترات طويلة ولا نحاول الهروب، وطوال الوقت كانوا يأخذون البنات، ويبعدون الأطفال عن أمهاتهم بالقوة".

خلال هذه الفترة لم يكن لدى سامية أي فكرة عن مكان زوجها. ثم أُرسلت إلى سوريا للعمل لدى أعضاء التنظيم، بعد بيعها وشرائها عدة مرات.

تتذكر سامية أن أحد الرجال الذين قاموا بشرائها ذبحوا فتاة أمام أعينها، وتدهورت حالتها الصحية مع مرور الوقت، وفي الشهر السادس من حملها علمت أن الجنين تُوفي.

وفي إحدى الليالي، وجدت سامية فرصة للهرب، فقفزت من النافذة هاربة، ولم تتوقف عن الركض حتى انهارت أمام أحد الأبواب، حملها أحدهم إلى الداخل. وبعد استيقاظها أخبرتهم بقصتها، واتضح أن ابنائهم أحد أعضاء داعش، ولكنهم أخفوها عنه.

تعيش سامية الآن في مخيم خانكي، ولازالت تبحث عن زوجها الذي لم تره منذ 4 أعوام، وليس لديها أي فكرة عما إذا كان حيًا أو ميتًا.

3

أنهت فايزة، 26 عامًا، تعليمها في المرحلة الثانوية في عام 2010، وكانت تنوي أن تدرب نفسها لكي تكون عالمة نفسية. وتقول إن أغلب من تعرفهم إما موتى أو مفقودين أو مأسورين، أو تمكنوا من الفرار إلى الخارج. أما عن حلمها بدراسة علم النفس، فتُشير إلى أنه بات من المستحيل تحقيقه بالنظر إلى أنه لم يعد هناك من يُعلمه أو يدرسه، لذا التحقت بمعهد تكنولوجيا المعلومات في دهوك، وتدرس الحاسب الآلي.

والآن، تعمل فايز على مساعدة الأطباء النفسيين في المركز الصحي لمؤسسة عمار، لمساعدة الناجين من أهوال داعش، والأشخاص الذين دُمرت مشاعرهم وعائلاتهم وآخرين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة.

4

أرادت يسرا، 22 عامًا، بأن تصبح مُدرسة، ولكن بعد استيلاء داعش على الموصل أصبحت تعاني من نوبات قلق. تقول: "كنت أعرف أنهم قادمون إلينا، لذا حاولت أن اتجاهل الأمر وألا أفكر في مستقبلي".

تتذكر يسرا أنها فقدت وعيها بعد استيلاء داعش على الموصل، وتقول: "جاء إلى منزلنا مجموعة من الرجال الملثمين، وبعد أن كشف أحدهم عن وجهه اكتشفت أنه ابن عمي، ومن وقتها وهي تعاني من نوبات هلع لا يمكن السيطرة عليها".

كانت يسرا واحدة في مجموعة تضم 25 امرأة أخرى من عائلتها وأصدقائها. تقول: "وضعنا خطة للهروب، فقامت امرأة بالامساك برأس الحارس، والأخرى جذبته إلى الأرض وربطنا قدميه بحزام، وقمنا بسرعة بسرقة المفاتيح وحبسه في غرفة وركضنا إلى الخارج". توجهت الفتاة رفقة باقي المجموعة إلى سوريا، حيث كانوا يعرفون جيوبًا آمنة تخضع لسيطرة القوات الكردية. واستمرت رحلتهم يومين دون طعام أو شراب.

تزوجت يسرا الآن ولديها فتاة صغيرة، وتقول: "طوال الوقت اسمع قصص عن الفتيات اللواتي لا تزلن في الأسر، وأدرك كم أن محظوظة".

فيديو قد يعجبك: