كيف قتل نتنياهو خطة ترامب للسلام؟
كتبت- هدى الشيمي:
عادت خطة دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط والمعروفة بـ"صفقة القرن" للتصدر عناوين الصحف وتتحدث عنها وسائل الإعلام بعد فترة غياب طويل، بالتزامن مع تواجد صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره لشؤون الشرق الأوسط جاريد كوشنر، وجيسون جرينبلات المبعوث الأمريكي للمنطقة في وارسو الآن، من أجل الترويج للخطة من خلال القمة الدولية حول مستقبل الشرق الأوسط.
وتُعقد قمة من أجل السلام في الشرق الأوسط في العاصمة البولندية وارسو وترتكز على قضيتين أساسيتين هما التدخلات الإيرانية في الشرق الأوسط، والقضية الفلسطينية ومناقشة صفقة القرن، وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، إن حضور القمة إلى جانب دول عربية يشكل منعطفا تاريخيا.
في الوقت نفسه، تقول صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في تحليل منشور على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس، إن رئيس حكومة الاحتلال أدلى بتصريحات هذا الأسبوع، شبهتها بالطعنة في قلب خطة السلام، والتي تؤكد فشلها.
خلال حديثه مع مجموعة من المفكرين اليمنيين ورجال الدين الصهيونيين في القدس، تعهد نتنياهو بأنه في حالة فوزه في الانتخابات الاسرائيلية المُقبلة، سوف يشكل ائتلافًا دينيًا يمينيًا، ولن يشارك منافسه الوسطي بيني غانتز.
تقول هآرتس إن هذا التصريح سوف يكون له تأثيرًا سلبيًا على خطة ترامب وكوشنر للسلام، وسوف يقضي على طموحاتهم بأن يكونا أصحاب الفضل في إنهاء أطول صراع في المنطقة، موضحة أن تشكيل تحالف مثل هذا يقضي على أي فرصة لتقديم أي تنازلات من أجل السلام، لأنه لن يحظى بأي دعم داخل حكومته.
تُشير الصحيفة الإسرائيلية إلى أن خطة ترامب للسلام باتت شبه جاهزة بعد العمل عليها لأكثر من عام.
وكانت من المفترض أن تُطرح الخطة المُسماة إعلاميًا بصفقة القرن في صيف أو خريف العام الماضي، قبل أن تُعلن الإدارة الأمريكية تجميد العمل عليها لفترة من الوقت، بمجرد أن قرر نتنياهو تفكيك حكومته في ديسمبر الماضي والدعوة إلى إجراء انتخابات مُبكرة.
تقول هآرتس إن واشنطن ظنت أن الائتلاف الجديد سيكون أكثر مرونة، وسوف يدعم نتنياهو في التنازلات التي يقدمها من أجل تطبيق خطة السلام.
ورغم أن السياسيون يتعهدون بكثير من الأمور ويتفوهون بالكثير من التصريحات التي لا يحققونها بالضرورة بعد تحقيقهم ما يريدون، تقول هآرتس إن ما قاله نتنياهو قد يحدث فعلاً، لاسيما وأنه يعمل على إقناع مجموعة من الأحزاب اليمينية المتطرفة بتوحيد صفوفهم من أجل تكوين ائتلاف يميني متطرف.
وتوضح الصحيفة الإسرائيلية إن نتنياهو يريد القيام بأي شيء لمحاربة الاتهامات الموجهة إليه، والتي تسحبه إلى الأسفل وتؤثر على مكانته وقد تسلبه منصبه.
تقول هآرتس إن أولوية نتنياهو الوحيدة الآن هي البقاء والنجاة والحفاظ على منصبه، موضحة أن الائتلاف اليميني الديني المتطرف قد يكون فرصته الوحيدة لتحقيق ذلك، في ظل اتهامات وقضايا الفساد المتورط فيها هو وبعض افراد عائلته، وسياسيين ومسؤولين سابقين تربطهم علاقات قوية به.
وفي ظل وجود تحالف يميني متطرف كهذا فمن المستبعد تحقيق أي تقدم في خطة السلام، وتقول هآرتس إن السلطة الفلسطينية من المستحيل أن تقبل الجلوس على طاولة المفاوضات مع إسرائيليين يمينيين، ما يدفع الزعماء العرب إلى رفض أي مقترح لإحلال السلام في المنطقة.
وكان الحوار الفلسطيني- الفلسطيني، الذي عُقد أمس الأربعاء في موسكو، بمشاركة 11 فصيلاً قد انتهى بتوافقهم جميعًا على رفض صفقة القرن، ما يُنذر بفشل كل جهود إدارة ترامب المتعلقة بهذا الشأن.
فيديو قد يعجبك: