لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أربعون عاما على الثورة الإسلامية في إيران... هل مازال الشعب متمسكا بمبادئ الثورة؟

03:39 م الأحد 10 فبراير 2019

إيران - أرشيفية


طهران - (د ب أ):
يوافق غدا الاثنين ذكرى مرور 40 عاما على انهيار نظام الشاه العلماني في إيران، والذي شهدته البلاد في 11 من فبراير من عام 1979. وكانت الثورة الإسلامية بقيادة رجال الدين، أطاحت بالشاه آنذاك، وأنهت الملكية، وأعلنت الجمهورية الإسلامية.

وقد لخص الفنان الإيراني الساخر، علي مير فتاح، العقود الأربعة منذ الثورة، في جملة واحدة:"لم يأت ثوريون إسلاميون من بين الملكيين، ولكن الكثير من الثوريين جلبوا ملكيين".

وبالنسبة لرجال الدين المؤثرين في إيران، تواصل الأمة الوقوف خلف النظام الإسلامي، ولا يزال الشعب متمسكاً بشدة بمبادئ الثورة الثلاثة: الاستقلال والحرية والجمهورية الإسلامية.

وتقول وكالة الأنباء الايرانية الرسمية (إرنا)، إن النظام الإسلامي "شجرة قوية" وقفت "سداً منيعاً"، في وجه المعارضة، على مدار الأربعين عاما الماضية.

وقد تكون الشجرة لا تزال واقفة، ولكنها نجت من عواصف سياسية ذات كثافة متزايدة، شملت توترات في السياسة الخارجية، وصراعات على السلطة بين الإصلاحيين والمتشددين، بالاضافة إلى اقتصاد هش.

كما يواجه النظام الإسلامي في إيران تحديا يتعلق بالتحول في الأجيال، فقد ولد أكثر من 40 مليون شخص – وهو أكثر من نصف التعداد السكاني في إيران - بعد الثورة. وهؤلاء الإيرانيون الأصغر سنا، لديهم توقعات فيما يتعلق بمستقبل البلاد، تختلف عن آراء آبائهم وأجدادهم الذين أحدثوا الثورة الإسلامية.

ويختلف كثير من الإيرانيين مع سياسة طهران في الشرق الأوسط: حيث يتسائل الناس عن وجوب انفاق عائدات النفط الإيراني على حركات التحرر العربية، وعن البقاء السياسي للنظام السوري. ويرى هؤلاء النقاد أن إيران في حاجة لهذه الأموال.

وأحد الشعارات الرئيسية التي رددها محتجون أثناء احتجاجات الشوارع التي شهدتها البلاد العام الماضي، كان: "لا غزة ولا لبنان.. أضحي بحياتي من أجل إيران".

أما بالنسبة للنشطاء في هذه المسيرات الاحتجاجية، فإن الاحتكاكات الإيرانية مع الدول الأخرى، والعقوبات التي تؤثر على اقتصاد البلاد بقوة، ما هي إلا عواقب سياسة طهران في الشرق الأوسط.

ويعتبر الانترنت منصة رئيسية لتوجيه النقد، وعلى هذا النحو، فهو يمثل مشكلة كبيرة أمام رجال الدين. فما كان من غير الممكن التعبير عنه علانية قبل بضع سنوات فقط ، يظهر اليوم جلياً على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتقول صحفية إيرانية، طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن الانترنت قد صار "مفتوحا بشكل متزايد ، ومزدحما بشكل متزايد". ونتيجة لذلك، أصدر رجال الدين والمتشددون دعوة مثيرة للجدل تطالب بفرض مزيد من الرقابة على الشبكة.

وحذر الرئيس الإيراني حسن روحاني من أنه "إذا لم يتم تقييم الإنترنت، أو الحقائق الأخرى في القرن الحادي والعشرين ، بشكل صحيح ، من الممكن أن يؤدي ذلك إلى صراع خطير بين الاجيال... فقد وصل القائمون على شؤون بلادنا الآن إلى عصر لا يستطيعون فيه إلى حد كبير تسيير الأمور، على المدى البعيد".

وقد لفت أحد أحفاد مهندس الثورة الإسلامية، آية الله روح الله الخميني، الذي توفي في عام 1989، إلى الوهن الذي أصاب النخبة الطاعنة في السن.

ويقول حسن الخميني: "ليس هناك في الواقع ما يضمن أننا سنبقى للأبد".

بل تذهب فائزة هاشمي رفسنجاني، كريمة الرئيس الراحل أكبر هاشمي رفسنجاني، إلى أبعد من ذلك حيث تقول: "لقد فشلت الأيديولوجية الإسلامية كقاعدة سياسية".

ولكن فائزة - وهي نائبة برلمانية سابقة وناشطة معنية بالدفاع عن حقوق المرأة – ترى أنه لا يجب توقع حدوث أي تغيير للنظام.

وأوضحت فائزة في مقابلة صحفية: "يخشى الناس أن يصبح كل شيء أسوأ من ذلك". ويدرك الإيرانيون تماما مصير الناس في أفغانستان والعراق واليمن وسوريا، حيث تسببت التغييرات السياسية في حدوث المزيد من الفوضى والعنف.

واندلعت بالفعل المشكلة الأكثر إلحاحا في إيران – والمتعلقة بمستقبل الاتفاق النووي الذي توصلت إليه البلاد مع القوى العالمية في عام 2015 – بسبب تغير سياسي وقع على الجانب الآخر من العالم، وهو انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية

وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي العام الماضي، وأعادت فرض عقوبات على الحكومة الدينية في إيران، مما دفع البلاد إلى براثن أزمة سياسية واقتصادية. وقد خسرت العملة الوطنية، الريال، أكثر من 60 بالمئة من قيمتها، وكاد التضخم أن يخرج عن السيطرة.

من ناحية أخرى، لا يزال الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء، ومنها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، يدعم الاتفاق النووي. وقد طور الثلاثي الأوروبي نظاما جديدا للتحايل على العقوبات الاقتصادية التي فرضها ترامب على طهران، ولكن المراقبون يشككون في إمكانية أن تصبح "آلية دعم التبادل التجاري" (انستكس) مجدية بدون تعاون البنوك الدولية.

ولطالما حذرت طهران من أنها ستنسحب من الاتفاق النووي إذا لم تسفر مبادرة الاتحاد الأوروبي عن الفوائد المرجوة لإيران. وهناك مشكلة أخرى تتمثل في مؤتمر حول الشرق الأوسط ، تعتزم الولايات المتحدة عقده في وارسو عاصمة بولندا منتصف فبراير الجاري.

ويستهدف المؤتمر بشكل أساسي "التهديد الإيراني" للمنطقة، ولذلك تراه طهران مناهضا لإيران.

وبالنسبة لطهران ، فإن مشاركة الثلاثي الأوروبي في المؤتمر، سيمثل إشارة على العداء سيكون لها عواقبا.

وقد رحب رجال الدين والمتشددون، الذين عارضوا الاتفاق النووي وإصلاحات روحاني منذ البداية، بحالة الجدل المثارة، دون الحاجة لذكر أي تقارب مع الغرب، حيث يأملون في عودة سياسية في أعقاب انتكاسات انتخابية، وصعود الإصلاحيين، وهو أمر ربما يقدم فيه الرئيس ترامب العون على نحو غير مباشر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان