لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد انسحاب واشنطن من معاهدة الأسلحة.. هل تتحول أوروبا إلى "ساحة معركة"؟

08:37 م الجمعة 01 فبراير 2019

فيدريكا موجرينى

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد عطايا:
"إن أوروبا لا تريد أن تتحول إلى قاعة معركة.. حيث تواجه القوى الكبرى بعضها"، هكذا وصفت فيديركا موجيريني، وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، عقب اجتماع للتكتل في بوخارست، مناقشةً مخاطر انسحاب واشنطن من معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى، التي وقعتها مع روسيا في 1987، على القارة العجوز.

وأعلن البيت الأبيض، اليوم الجمعة، خروج الولايات المتحدة من معاهدة القوى النووية المتوسطة الموقعة مع الاتحاد السوفيتي السابق. وأكد أن تلك الخطوة ستدخل حيز التنفيذ في غضون ستة أشهر.

وتحظر معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى التي وقعتها واشنطن وموسكو عام 1987 الصواريخ النووية التي يتراوح مداها بين 500 و5500 كيلومتر. وأرست المعاهدة أساس الهيكل الأمني لأوروبا.

وبحسب شبكة "سي إن إن"، فإن انسحاب الولايات المتحدة يضع أمن القارة الأوروبية أكملها في خطر كبير، لم تشهده منذ الحرب الباردة.

"الانتهاكات الروسية" بتطويرها صواريخ "9 إم 729"، بحسب الرواية الأمريكية، كانت السبب في انسحاب واشنطن من المعاهدة. وأكد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أن عدم الانصياع لبنود الاتفاقية، وضع حيوات الملايين والأوروبيين في خطر كبير، منوهًا بأن مهمة الولايات المتحدة الرد بشكل مناسب.

في المقابل، ترى "سي إن إن"، أن انسحاب أمريكا من المعاهدة، يضع العديد من التساؤلات حول سباق التسليح بين الولايات المتحدة وروسيا، مؤكدة أن أوروبا أصبحت تواجه تهديدات عظمى.

وأوضحت أن الولايات المتحدة وروسيا، هما طرفا المعاهدة، ولكن الانسحاب منها يؤثر بشكل أكيد على أمن القارة العجوز.

الشبكة الأمريكية، أكدت أن معاهدة الأسلحة النووية، كان الهدف منها الحد من انتشار الصواريخ العابرة للقارات، التي يمكنها التحليق بين 500 إلى 5500 كيلومتر، لافتة إلى أن تلك المسافات البعيدة تجعل استهداف أوروبا سهلًا للغاية.

ومن الممكن أن تستخدم روسيا خطوة الانسحاب الأمريكي من المعاهدة كعذر لنشر أسلحتها في أماكن عدة، وذلك وفقًا لما ذكره المحللين لشبكة "سي إن إن"، الذين أكدوا أن تلك الخطوة ستخلق سباق تسليح للأسلحة المحرمة، الذي يحاول العالم تفاديه.

وقال مسؤول أوروبي رفض ذكر اسمه، للشبكة الأمريكية إن معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى، كانت مهمة للغاية لأمن القارة العجوز القومي، ولا يوجد شيء بديل يمكن اللجوء إليه لحمايتنا، بعد الانسحاب الأمريكي.

القلق الأوروبي

وفور إعلان الولايات المتحدة انسحابها من المعاهدة، أعرب العديد من وزراء الخارجية الأوروبيين عن قلقهم اليوم الجمعة، بشأن انسحاب الولايات المتحدة المحتمل من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى التي ترجع لعقود مع روسيا.

وقالت المسؤولة العليا للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فيديركا موجيريني، عقب اجتماع لوزراء خارجية التكتل في بوخارست: "ندعو إلى الحفاظ على هذه المعاهدة في ظل إذعان كامل من الطرفين"، لافتة إلى أن أوروبا لا تريد أن تتحول إلى "قاعة معركة.. حيث تواجه القوى الكبرى بعضها".

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، في بوخارست، حيث يحضر محادثات مع نظرائه بالاتحاد الأوروبي: "بدون معاهدة القوى النوية المتوسطة المدى سيكون هناك أمن أقل". وأشار إلى أن الخروقات الروسية ألغت المعاهدة.

وحث وزير الخارجية المجري بيتر زيجارتو الجانبين على التعاون، مشيرًا إلى أن بلاده تعلمت درسًا واضحًا من التاريخ مفاده: "عندما يكون هناك صراع بين الشرق والغرب، دائما ما يخسر الواقعون بوسط أوروبا".

وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبورن: "جغرافيًا نحن من سيعاني في حال عودة التسلح على الأجندة"، حيث حثّ واشنطن وموسكو على استخدام الشهور الست المقبلة للحوار.

وقال نظيره البلجيكي ديدييه رايندرز، "إن الانسحاب من المعاهدة ليس النهج الصحيح للنضال من أجل حظر انتشار الأسلحة النووية".

وفي برلين، قال المتحدث باسم الحكومة، شتيفان زايبرت، إن ألمانيا سوف تجري محادثات مع شركائها بحلف شمال الأطلسي (ناتو) بشأن الإجراءات الضرورية لـ"ضمان الردع والقدرات الدفاعية للحلف" بدون معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى.

وأضاف زايبرت إذا أعلنت أمريكا انسحابها، فسوف تكون الكرة في ملعب موسكو لإنقاذ المعاهدة.

فيديو قد يعجبك: