إعلان

أذرع إيران مهددة.. كيف نجحت احتجاجات العراق ولبنان فيما فشل فيه ترامب؟

01:51 م الثلاثاء 05 نوفمبر 2019

احتجاجات لبنان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

طالما انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب آثار التواجد الإيراني خارج حدودها. خلال الحملة الانتخابية، استخدم خطاب الصقور في واشنطن، وأشار إلى أن أعدائه وخصومه المحليين باتوا عناصر تساعد إيران على تحقيق حلمها بالهيمنة على الشرق الأوسط.

أشارت واشنطن بوست إلى أن قرار ترامب بانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران، الذي وقعته إدارة سلفه أوباما مع طهران ودول العالم في عام 2015، كان جزءًا من اعتقاده الراسخ بأن الاتفاقية لم تفعل بما يكفي للحد من دعم الجمهورية الإسلامية للمليشيات وأذرعها التي تحارب عنها بالوكالة في سوريا والعراق واليمن ولبنان.

منذ ذلك الحين، بدأت ما يُطلق عليه "حملة الضغط القصوى" التي اتبعتها إدارة ترامب من أجل اجبار إيران على الجلوس معها على طاولة المفاوضات، وتتمثل في فرض عقوبات شاملة خانقة على صادرات النفط، قوّضت اقتصادها، فيما ذكرت واشنطن بوست أن هذه السياسة لم تحقق النجاح المنشود، ولم تمنع طهران من استمرار بسط نفوذها في المنطقة.

أوضحت الصحيفة الأمريكية أن الضغوطات التي يعاني منها المواطن الإيراني الآن والأعباء التي تثقل كاهل الحكومة، لم تمنع قوات الحرس الثوري الإيراني وقائدها اللواء قاسم سليماني من الاستمرار فيما يقومون به في الشرق الأوسط.

1

أجندة سليماني

إلا أن أجندة سليماني الخاصة بالسياسة الخارجية إزاء الشرق الأوسط تواجه الآن تهديدًا خطيرًا، حسبما ذكرت واشنطن بوست، وهو الاحتجاجات المستمرة منذ أسابيع في العراق ولبنان، والتي تندد بالفساد وعجز الحكومة عن تلبية مطالب الشعب. علاوة على ذلك، فإن المحتجين يرفضون الأيادي الإيرانية التي تعبث في بلادهم، وتؤثر على العملية السياسية داخلها.

حقق المتظاهرون في كلا البلدين انتصارات جديرة بالاحترام، إذ أعلن رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري استقالته، الثلاثاء الماضي، نزولاً عن رغبة المحتجين، ولكنه سوف يواصل تسيير الأعمال لحين انتهاء الأزمة.

وفي العراق، قال الرئيس بُرهم صالح، الثلاثاء الماضي، إن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي وافق على تقديم استقالته، شرط تجنب أي فراغ دستوري، لافتًا إلى العمل على تقديم مشروع قانون الانتخابات الجديد الأسبوع المقبل.

2

الثورة مُستمرة

ولكن هذه الخطوات لم تهدأ الغضب في الشارع، إذ تستمر الاحتجاجات في البلدين، ويدخل الإضراب العام في لبنان يومه الثاني، فيما يغلق المحتجون الطريق. وفي العراق، يغلق المتظاهرون سفارة إيران في كربلاء، وميناء أم قصر بالبصرة.

وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أن محتجين أقفلوا المرافق العامة والبنوك في صيدا، وأكدوا الاستمرار في التحرك بكافة الأشكال والأوقات والمواقع المناسبة وصولا إلى تحقيق كافة مطالبهم.

ورفض المتظاهرون اللبنانيون، في بيان، ما يسرب عن شكل الحكومة المقبلة، مؤكدين رفضهم لعودة أي من قوى وشخصيات المنظومة الحاكمة. وطالب البيان بحكومة مصغرة من خارج قوى السلطة، تعنى بإدارة الأزمة المالية، وتنظيم انتخابات نيابية مبكرة، والقيام بحملة جدية لمناهضة الفساد.

وعاد المحتجون العراقيون، مساء أمس الاثنين، إلى التظاهر في محيط القنصلية الإيرانية في كربلاء، احتجاجاً على التدخل الإيراني في الشأن العراقي. ورفع المتظاهرون مجدداً العلم العراقي فوق جدار القنصلية بعدما أنزلوا العلم الإيراني وكتبوا على جدار القنصلية الإيرانية لافتة تقول "أغلقت بأمر الشعب".

3

خسارة فادحة

كانت صحيفة نيويورك تايمز، أشارت إلى أنه في حالة نجاح الاحتجاجات في العراق ولبنان في إزاحة الحكومات الحالية، واضعاف الأحزاب السياسية المسيطرة على الساحة، والتي تجمعها علاقات وطيدة بطهران، فإن إيران ستفقد عقودا من الدعم والاستثمار السياسي والعسكري والمادي، والذي جعلها أحد أكبر وأهم القوى في الشرق الأوسط.

حذر حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله الشيعي اللبناني، في خطابه الجمعة الماضية من الفوضى التي يخلقها المحتجون والتي من شأنها دفع البلاد إلى الانهيار.

وقال آية الله خامنئي، المُرشد الأعلى في إيران، في تصريحات إن وكالات الاستخباراتية الأمريكية والغربية وتمويل بعض دول المنطقة يقومون بخلق حالة من الفوضى وزعزعة الاستقرار في المنطقة. وشدد على ضرورة عمل حكومتي لبنان والعراق على وضع استقرار وأمن البلاد على قائمة أولوياتهما.

وفقًا لتقرير نشرته وكالة أسوشيتيد برس، فإن قاسم سليماني اجتمع مع مسؤولين عراقيين بارزين في بغداد، منذ شهر، وحثهم على السير على خطاه لكي يمسكون زمام الأمور. ولكن التعامل بعنف مع المحتجين أثار غضب دولي إزاء أذرع إيران في العراق، لاسيما في المناطق الشيعية جنوبي البلاد.

وذكرت الصحيفة الأمريكية إن إدارة ترامب أعربت عن دعمها للمتظاهرين في لبنان والعراق، ولكنها لم تقدم لهم أكثر من ذلك، وهو ما وجدته واشنطن بوست الخيار الأسلم، لاسيما وأن طهران تتلهف إلى العثور على أي شيء يدين هذه الاحتجاجات، أو التشكيك في نزاهتها والتحريض ضدها باعتبارها مدعومة من جهات أجنبية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان