لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ترامب وفضيحة أوكرانيا.. هل يعزل رئيس البيت الأبيض؟ (س/ج)

03:14 م الثلاثاء 26 نوفمبر 2019

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

كتبت- هدى الشيمي:

اُسدل الستار، الخميس الماضي، على جلسات الاستماع العلنية التي اُجريت في الكونجرس على مدار أسبوعين متتابعين بخصوص ما يُعرف باسم "فضيحة أوكرانيا"، والتي يسعى المشرعون الديمقراطيون من خلالها لجمع معلومات وبناء حجة قوية تساعدهم في محاولتهم عزل الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، والذي يتهمونه بإساءة استغلال منصبه والضغط على دولة أجنبية بهدف الحصول على معلومات تقوض حظوظ منافسه المحتمل في الانتخابات المقبلة جو بايدن.

وأعلن آدم شيف، رئيس لجنة التحقيق في مجلس النواب الأمريكي انتهاء الجلسات سلسلة من جلسات الاستماع، مؤكدًا أن القائمين عليها لديهم "معلومات خطيرة". فيما يُظهر الرئيس الأمريكي عدم اكتراثه بما توصل إليه الديمقراطيون، مُعرباً عن استعداده للمحاكمة لأنه "ليس لديه شيئاً يخشاه".

مع انتهاء جلسات الاستماع، الخميس الماضي، قالت صحيفة واشنطن بوست، في تحليل مطوّل على موقعها الإلكتروني، إن هناك ثلاثة أمور باتت معروفة وواضحة أمام الجميع وهي أن الرئيس الأمريكي طالب كييف بإجراء تحقيقين بشأن بايدن يحقق له العديد من المكاسب، وأن مساعديه أخبروا كييف بأنها لن تحصل على المساعدات العسكرية التي تقدّر قيمتها بـ400 مليون دولار إلا إذا بدأت التحقيقات، وأخيرًا أن جوردن سوندلاند، السفير الأمريكي لدى الاتحاد الأوروبي أعلن أنه عمل كحلقة وصل بين ترامب والاوكرانيين بناءً على رغبة الرئيس الجمهوري.

كيف وصلت الأمور إلى هذا الحد؟

في 24 سبتمبر الماضي، أعلنت السياسية الديمقراطية نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب، بدء الإجراءات الرسمية التي تهدف إلى إقالة ترامب، وذلك عقب إبلاغ مُخبر سري، لم يُكشف عن هويته للحفاظ على أمنه وسلامته، عن إجراء ترامب لمكالمة هاتفيه جمعته بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، أخبره فيها بأنه سيعلق المساعدات الأمريكية إذا لم يبدأ تحقيقات بشأن فساد منافسه المُحتمل في الانتخابات الرئاسية جو بايدن ونجله هانتر.

غير أن الرئيس الأمريكي أصر على أنه لم يقترف أي خطأ أثناء تلك المكالمة، وفي اليوم التالي نشر البيت الأبيض نسخة مُنقحة من المكالمة التي جرت بين الرئيسين.

لكن نص المكالمة كان له تأثير عكسي ووضع الرئيس وحزبه الجمهوري في موقف لا يُحسدون عليه، إذ أوضح أن ترامب ذكّر زيلينسكي مرارًا وتكرارًا بحجم الأمور التي تستطيع الولايات المتحدة فعلها من أجله، وطلب منه بدء التحقيقات المتعلقة بمزاعم الفساد بجو بايدن ونجله هانتر، وطلب منه التواصل مع المُدعي العام ويليام بار ومحاميه الشخصي وعمدة نيويورك السابق رودي جولياني.

6

بما يتهم ترامب جو بايدن وابنه؟

يسعى ترامب وأتباعه إلى الحصول على معلومات تلطخ سمعة بايدن وتطيح به من السباق الانتخابي، ويستغل الرئيس الجمهوري مزاعم الفساد المرتبطة بشركة بريزما الأوكرانية، والتي انضم هانتر بايدن، نجل جو بايدن، إلى مجلس إدارتها في 2014، بينما كان والده يشغل منصب نائب الرئيس الأمريكي.

يتهم ترامب جو بايدن باستغلال منصبه ومطالبته بإقالة قاضي ادعاء أوكراني لحماية هذه المجموعة من تحقيق في الفساد.

ماذا قال الشهود خلال جلسات الاستماع؟

أدلى الشهود خلال جلسات الاستماع العلنية، التي اُجريت الأسبوعين الماضيين، وقال آدم شيف، رئيس لجنة التحقيق في مجلس النواب، إن ما حصلوا عليه من إفادات " أخطر بكثير من مجرد سرقة وضيعة لمقر عام لحملة انتخابية ديمقراطية"، في إشارة إلى فضيحة ووترجيت التي دفعت الرئيس السابق ريتشارد نيكسون إلى الاستقالة.

1

توجيه مباشر من الرئيس

نُظر إلى شهادة جوردن سوندلاند، السفير الأمريكي لدى الاتحاد الأوروبي، باعتبارها اللحظة الحاسمة في خط السير التحقيقات الرامية لعزل ترامب، لاسيما وأنه أكد أن تحركاته الخاصة بأوكرانيا جاءت بتوجيه مباشر من الرئيس.

ذكر سوندلاند أن مسؤولين بارزين في الإدارة الأمريكية كانوا على علم بأن ترامب اشترط على الرئيس الأوكراني فتح تحقيق يُسيء إلى بايدن كي يسمح له بزيارته في البيت الأبيض، مُشيرًا إلى أن تعليق المساعدات العسكرية الأمريكية لكييف كان أحد الشروط الأخرى التي وضعها الرئيس الجمهوري أمام زيلينسكي كي يرضخ لمطالبه.

تدين شهادة سوندلاند عددًا من المسؤولين الكبار في البيت الأبيض من بينهم القائم بأعمال كبير موظفي في البيت الأبيض، ميك مولفاني، ووزير الخارجية مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، وآخرين.

2

مكالمة غير عادية

قالت جينفر وليامز، معاونة نائب الرئيس مايك بنس، إنها استمعت إلى فحوى الاتصال الهاتفي بين ترامب وزيلنسكي، مؤكدة أنها لم تكن مكالمة عادية، مُشيرة إلى أنها قد تخللتها مباحثات لقضية سياسية داخلية.

وذكرت المسؤولة الأمريكية أنها استمعت إلى ترامب وهو يطالب زيلينسكي بفتح تحقيقات بخصوص بايدن، وهو ما وجدته أمر غير لائق، بالنظر إلى أن الرئيس الأمريكي يُطالب دولة أجنبية بالتدخل في الشؤون الداخلية لبلاده.

مُحادثة غير لائقة

وأكد اللفتنانت كولونيل ألكسندر فيندمان، كبير خبراء شؤون أوكرانيا في مجلس الأمن القومي الأمريكي، أن الاتصال الهاتفي بين ترامب وزيلينكسي كان غير لائق. وقال إنه من شأن هذا الأمر أن يحمل تداعيات كبيرة على السياسية الأمريكية.

3

اتفاقيات ومُعاملات مشبوهة

خلال إدلائها بشهادتها، قالت فيونا هيل، مستشارة ترامب السابقة بشأن روسيا، إن سياسة الرئيس الأمريكي الخارجية إزاء أوكرانيا كانت مليئة بالمغالطات، وألمحت إلى حدوث معاملات واتفاقيات مشبوهة بين الرئيس الأمريكي وحلفائه.

ونفت المسؤولة الأمريكية السابقة ما نقلته وسائل إعلامية عن مزاعم الجمهوريين بشأن تدخل أوكرانيا في الانتخابات الأمريكية، موضحة أنها مُجرد قصة اختلقتها أجهزة الاستخبارات الروسية، وتعمل على نشرها على نطاق واسع.

وذكرت هيل، في شهادتها أمام الكونجرس، أن ما توصلت إليه وكالات الاستخبارات الأمريكية بشأن تدخل موسكو في الانتخابات الرئاسية لعام 2016 "لا غبار عليه".

4

محامي الرئيس تدخل

تحدث وليام تايلور، دبلوماسي رفيع المستوى في السفارة الأمريكية بكييف، عن مكالمة هاتفية أخرى جمعت بين ترامب ودبلوماسي آخر، عقب يوم واحد من المكالمة التي أجراها مع الرئيس الأوكراني.

وأكد تايلور أن سوندلاند، السفير الأمريكي لدى الاتحاد الأوروبي، مارس ضغوطًا على كييف، وظل يتواصل مع مسؤولين أوكرانيين لإقناعهم بإطلاق التحقيقات ضد بايدن ونجله.

كذلك قال تايلور وجورج كينت، وهو مسؤول دبلوماسي آخر في سفارة أمريكا بكييف، إن قنوات دبلوماسية غير رسمية باتت المسؤولة عن السياسية الأمريكية في أوكرانيا.

وقال كينت إن رودي جولياني، محامي الرئيس الأمريكي، سعى إلى العثور على معلومات تلطخ سمعة جو بايدن، مُشيرًا إلى أن الجهود ألحقت أضرارًا بالعلاقات الأمريكية الأوكرانية.

كذلك سلطت ماري يوفانوفيتش، السفير الأمريكي السابقة لدى أوكرانيا، الضوء على الجهود التي بذلها رودي جولياني، مُحامي الرئيس، والتي استمرت عدة أشهر لإقناع كييف ببدء التحقيقات ضد بايدن ونجله.

5

كيف يتعامل ترامب مع ما يجري؟

منذ بداية إجراءات المحاسبة وحتى هذه اللحظة يؤكد الرئيس الأمريكي أنه بريء ولم يقترف أي خطأ، واعتبر ما يجري داخل مجلس الشيوخ "أسوأ حملة لتشويه سمعة في التاريخ الأمريكي".

وقال ترامب، الجمعة، إنه يريد المثول أمام محكمة في مجلس الشيوخ.

وتابع، في مقابلة عبر الهاتف مع قناة فوكس نيوز: "أعتقد أنه من الصعب عليهم أن يعزلوك إذا لم يكن لديهم أي شيء على الإطلاق".

خلال انعقاد الجلسات العلنية، انكر ترامب معرفته ببعض الشهود الرئيسيين، وهاجم آخرين، وانتقد آدم شيف، الذي يقود التحقيقات، ووصفه بالفساد والمراوغ والأحمق، وكذلك اتهم بيلوسي، رئيسة مجلس النواب، بأنها مجنونة.

7

كيف يتعامل الحزب الجمهوري مع الأمر؟

حتى هذه اللحظة يحاول الحزب الجمهوري، الذي ينتمي له ترامب، الدفاع عنه ويعمل أعضاء الحزب على الخروج من هذا المأزق، ولكنهم لا يستطيعون بناء حجة قوية بعد اعتراف الرئيس الأمريكي وبعض مساعديه وأعوانه ببعض الاتهامات الموجهة إليهم.

وقالت صحيفة واشنطن بوست، في تقرير نشرته بوقت سابق، إن الجمهوريين يجرون محادثات مع كبار مسؤولي البيت الأبيض لحصر محاكمة مجلسالشيوخ بمدة أسبوعين، على أن تبدأ المحاكمة في يناير المقبل.

وأفادت تقارير إعلامية بأنه رغم إعراب بعض الجمهوريين في مجلس الشيوخ عن مخاوفهم من تصرفات ترامب، ولكن الإقالة لا تتمتع في هذه المرحلة بالدعم الكافي في المجلس صاحب القرار الأخير في أي قضية عزل.

كان زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، صرّح في وقت سابق، إن ترامب ستتم تبرئته في المجلس الشيوخ الذي يحظى فيه الجمهوريون بأغلبية 53 صوتا من أصل مئة.

ودعا الحزب الجمهوري، السبت، إلى استدعاء هانتر بايدن، نجل جو بايدن، للمثول إمام المحققين بصفته شاهد. وتحدث ديفنديفن نونيس، كبير الأعضاء الجمهوريين في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب التي تتولى التحقيقات، عن تقارير تفيد بأن "بوريسما"، الشركة الأوكرانية التي كان بايدن الابن عضو في مجلس إداراتها، سدّدت له مبلغ 50 ألف دولار شهريا لقاء عضويته في مجلس إدارتها.

ماذا بعد؟

يعود الديمقراطيون للعمل على إجراءات العزل في مطلع ديسمبر المُقبل بعد انتهاء العطلة والأعياد، ومن المُقرر أن تعكف لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي على كتابة تقرير نهائي يُعرض على اللجنة التشريعية التي تصيغ لائحة اتهامات ضد ترامب.

بعد الانتهاء من صياغة لائحة الاتهامات، يصوت مجلس النواب على محاكمة ترامب. وإذا وافق ينتقل الملف إلى مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الحزب الجمهوري الحاكم لتبدأ المحاكمة يتبعها تصويت لأعضاء المجلس ويحتاج عزل ترامب أن يصوت عليه ثلثا الأعضاء بالموافقة ليتم وهو أمر لا يحظى باحتمالية كبيرة.

كيف يُعزل الرئيس الأمريكي؟

وفق القانون الأمريكي، تمر إجراءات عزل الرؤساء عبر مرحلتين. تتمثل المرحلة الأولى في تصويت مجلس النواب في البدء بالأغلبية البسيطة على مواد لائحة الاتهامات التي تفصّل الأفعال المنسوبة للرئيس، وهو ما يسمى "العزل"، وفي حال توجيه التهمة يتولى مجلس الشيوخ محاكمة الرئيس.

يصوّت بعدها مجلس الشيوخ على كل مادة، ويجب أن الحصول على أصوات ثلثي الأعضاء لإدانة الرئيس، وحال تحقق ذلك فإن العزل يصبح تلقائياً ولا يمكن العدول عنه.أما إذا لم تحصل القضية على الأغلبية المطلوبة من الأصوات، فإن الرئيس يُبرأ، ويستمر في منصبه.

وفي تاريخ الولايات المتحدة لم تؤدِ إجراءات العزل إلى إطاحة برئيس أمريكي، إذ تمت إقالة الرئيسين السابقين أندرو جونسون وبيل كلينتون على مستوى مجلس النواب، ولكن تمت تبرئتهما في مجلس الشيوخ، واستمرا في منصبهما.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان