لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"سي إن إن": ماذا فقد الديمقراطيون في قضيتهم لعزل ترامب؟

12:34 ص الأحد 24 نوفمبر 2019

دونالد ترامب

كتب - محمد صفوت:

على مدار أسبوعين أدلى عدة شهود بشهادتهم في التحقيق الهادف لعزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أغلبهم أكد القصة الأساسية التي أثيرت في أغسطس الماضي، مؤكدين محاولة ترامب التأثير على الرئيس الأوكراني، لتحقيق مصالح انتخابية مقابل منافسه المحتمل جون بادين.

الخبيرة السياسية الروسية فيونا هيل، لخصت ساعات من الشهادة في تصريح لها الخميس الماضي، قائلة، إن الرئيس الأمريكي استبدل السياسة الخارجية للأمن القومي، بمهمة سياسية داخلية، في خطوة جعلت من الولايات المتحدة عُرضة للتدخل الروسي في العمليات الانتخابية المقبلة.

يقول كاتب المقال، زاكاري وولف، إن هناك 12 شاهدًا أدلوا بشهادتهم أمام مجلس النواب الأمريكي، أغلبهم أكدوا محاولات ترامب الضغط على الرئيس الأوكراني لتحقيق مصالح سياسية داخلية، كما تسبب قرار حجب المساعدات العسكرية في قلق أوكراني من أي تدخل روسي محتمل بعدما تركتها الولايات المتحدة دون المساعدة العسكرية السنوية، مضيفًا، أن الشهود أكدوا على دراية أغلب موظفي إدارة ترامب بالقضية منذ اليوم الأول لها.

يأمل الديمقراطيون بأن تكون رسالتهم المتمثلة فى ضغط ترامب على رئيس أوكرانيا لتحقيق مصالح شخصية، واضحة لجميع الأمريكيين، لأن هذا الأمر يُعد رشوة ويستحق المساءلة.

أشخاص مطلوب شهادتهم

يقول الكاتب، إن الناس بحاجة إلى سماع مزيد من الشهادات حول القضية المثارة، الأمر الذي يهدد بفشل الديمقراطيين في مسعاهم لعزل ترامب، خاصة بعد إعلان البيت الأبيض نيته بعدم التعاون في التحقيقات، وعليه فإن أغلب الشهود المطلوب شهادتهم لن يمثلوا أمام مجلس النواب.

واستطرد قائلاً: "هناك بعض الأشخاص الذين يجب أن يدلوا بشهادتهم لكنهم لا يتحدثون"، وعدد الكاتب الأشخاص المطلوب شهادتهم لاستكمال القضية، بحكم قربهم من دوائر صنع القرار، وعلمهم بالقضية منذ أول اتصال بين الرئيسين الأمريكي والأوكراني.

وتابع، إن من ضمن الشخصيات المطلوب شهادتهم، مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي، خاصة أنه التقى بالرئيس الأوكراني، بعد قرار وقف المساعدات العسكرية، ووزير الخارجية مايك بومبيو، فهو رئيس العديد من الشهود الذين أدلوا بشهادتهم، وعلى دراية كاملة بالقصة.

وشملت الأسماء التي يرى الكاتب أهمية لشهادتهم، لشغلهم مناصب في إدارة ترامب، سواء في الوقت الحالي أو سابقًا، رئيس الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، الذي قدم استقالته بعد المحادثة الهاتفية بين الرئيسين، لقائم بأعمال كبير الموظفين في البيت الأبيض، ميك مولفاني الذي أقر في وقت سابق، أن هناك شروطًا على أوكرانيا قبل استئناف المساعدات العسكرية.

وتضمنت القائمة، المدعي العام ويليام بار، محامي مجلس الأمن القومي جون آيزنبرج، والسناتور رون جونسون، ووزير الطاقة ريك بيري، ورودي جولياني محامي ترامب، معللاً ذلك؛ بأنهم على دراية بالقضية محل التحقيق منذ بدايتها ومنهم من التقى الرئيس الأوكراني بعد المكاملة الهاتفية، وتحدثوا معه بشأن المساعدات الأمريكية المحجوبة.

الأخطاء غيرت مسار قضية التدخلات الروسية بالانتخابات

وتقول "سي إن إن" إن مسؤولي المخابرات الأمريكية أخبروا أعضاء مجلس الشيوخ ومساعديهم في إحاطة سرية أن روسيا انخرطت في حملة استمرت لسنوات لتحويل اللوم عن موسكو إلى أوكرانيا للتدخل في الحملة الرئاسية الأمريكية لعام 2016، وفقًا لمسؤولين أمريكيين على دراية بالإحاطة، الأمر الذي جعل الجمهوريين، يعتقدون أن أوكرانيا هي من تدخلت في الانتخابات الرئاسية السابقة، رغم أن أغلب الشهادات عكس ذلك.

وتضيف الشبكة الإخبارية، أن ترامب زعم في قضية التدخل الروسي بالانتخابات الأمريكية، أن إدارة أوباما هي من تجسست عليه.

إيفان بيريز، مستشار قانوني، يقول لـ"سي إن إن" إن التحقيق حول التدخل الروسي في انتخابات 2016، بدأ بشكل صحيح إلا أن الموظفين ذوى المستوى الأدنى، ارتكبوا سلسلة من الأخطاء، خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع الاتصالات الهاتفية ونص المحادثات المسجلة على البريد الإلكتروني.

الجمهوريون الجدد

الرئيس الأمريكي، أجرى اتصالاً هاتفيًا الجمعة، مع أحد برامج قناته المفضلة "فوكس نيوز" وزعم أنه لا يعرف أغلب الشهود، ووصف بعضهم بالمجانين، وكرّر ترامب حديثه عن نظرية المؤامرة التي تزعم أن أوكرانيا، وليس روسيا، وراء التدخلات في الانتخابات الأميركية العام 2016.

ويرى الكاتب، أن الجمهوريين لم يتأثروا بالقضية المثارة، قائلاً: "أسبوعان من الجلسات بالبرلمان كشفت عن سياسة الحزب الجمهوري بقدر أكبر مما كشفته عن تصرفات ترامب تجاه أوكرانيا".

وتابع الكاتب، أن الجمهوريين وجهوا اتهامات وحشية لمن أدلى بشهادته في القضية، بدلاً من إجراء نقاش حقيقي حول تصرفات ترامب مع أوكرانيا، مضيفًا: "إن ما نراه اليوم هو الحزب الجمهوري الجديد، وهو نتاج تصرفات ترامب وسعيه وراء السلطة دون أي اعتبار لقواعد الحكم والأمن الوطني الأمريكي".

ويعود الكاتب للحديث عن مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون، بعد غياب عدة أشهر منذ تقديمه استقالته من إدارة ترامب، قائلاً: "بولتون يعرف كيف تدار الولايات المتحدة أكثر من أي شخص آخر، لكن توقيت عودته للساحة السياسية توقيتًا دراميًا".

وزعم الكاتب، أن عودة بولتون إلى الظهور في هذا الوقت، مقصودة لوضع اسمه ضمن الأسماء المطلوبة للإدلاء بشهادته، قائلاً: "من المفترض أنه يريد من المحكمة أن تجبره على الإدلاء بشهادته حتى لا ينتهك تفانيه في العمل على مدار العقود الماضية".

وسُئل بولتون، الجمعة الماضية، عن وجود محاولات من البيت الأبيض لمنعه من الإدلاء بشهادته في جلسات المساءلة التي يعقدها مجلس النواب الأمريكي، فرد قائلاً: "لا أعرف أسألوا البيت الأبيض !" ورفض التعليق على أسئلة بشأن تواصل مجلس النواب معه خلال الفترة الماضية.

ماذا يفعل الديمقراطيون لعزل ترامب؟

ويرى الكاتب، أن هناك العديد من الأشياء التي على الديمقراطيين فعلها إذا أرادوا عزل ترامب، خلال العام الجاري، منها التخطيط لجلسات الاستماع في اللجنة القضائية لشرح ملابسات القضية، ودعوة باقي الشهود للإدلاء بشهادتهم، وعرض قضيتهم على الرأي العام بشكل أفضل.

واختتم الكاتب مقاله قائلاً: "إن سماح الرئيس للقوى الأجنبية بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، هو مفترق طرق في نظام الحكم الأمريكي، ومحاولة من ترامب لتغيير ما هو مقبول من السياسيين".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان