إعلان

"إرث البغدادي".. إلى أين يتجه داعش بعد مقتل زعيمه؟

02:41 م الإثنين 28 أكتوبر 2019

أبو بكر البغدادي زعيم داعش

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - إيمان محمود

قُتل أبو بكر البغدادي ، أمير داعش الهارب، الذي حول مجموعة مُنشقة عن تنظيم القاعدة إلى تنظيم إرهابي عابر للحدود، أودى مقاتليه بحياة المدنيين بوحشية في أكثر من 10 دول، وهدد بإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط بواسطة إغراء الأجانب لتجنيدهم ودفعهم إلى شنّ هجمات إرهابية في العراق وسوريا.

تساءلت مجلة "التايم" الأمريكية عما يمكن سيحدث للتنظيم الإرهابية التي أنشأها البغدادي، مؤكدة أن التنظيم يتطور بالفعل.

وقالت المجلة، إن داعش أثبتت قدرته على الصمود ورغم مرور أكثر من خمس سنوات من الحرب، فالتنظيم مازال سريع التأقلم مع الظروف الجديدة، صحيح أنه لم يعد قادرًا على الاستيلاء على الأراضي والاحتفاظ بها، لكنهم عادوا إلى جذور حرب العصابات، إذ نصبوا الكمائن ونفّذوا التفجيرات والاغتيالات.

وأضافت أن التنظيم الذي فقد الخلافة الإقليمية في العراق وسوريا، استطاع توسيع نطاقه ليشمل 14 فرعًا منفصلاً في بلدان آسيا وأفريقيا.

يرى محللون، أن الشيء الأكثر أهمية في غارة القوات الخاصة الامريكية، ليس قطع رأس البغدادي من التسلسل الهرمي الغامض لداعش، وإنما السهولة التي سيتم استبداله بها، إذ تقوم المجموعة مثل تنظيمها السابق، القاعدة في العراق، بالضغط على قادة جدد لملء الفراغ الذي خلفه أولئك الذين تم قتلهم.

ويشير المحللون إلى أن الاستبدالات تحدث بشكل منتظم لدرجة أن مجتمع العمليات الخاصة بالولايات المتحدة يشير مازحًا إلى القضاء على القادة بوصفه "قص العشب"، في إشارة إلى نموه مرة أخرى.

ونقلت المجلة عن مايكل نجاتا، الذي تقاعد برتبة ملازم أول بالجيش الأمريكي وهو مدير في المركز الوطني لمكافحة الإرهاب، "إن وفاة أبو بكر البغدادي - مرحب بها ومهمة على الرغم من أنها قد لا تكون بمثابة ضربة كارثية لكفاءة القيادة في تنظيم داعش.

يقول نجاتا، الذي عمل في الشرق الأوسط كقائد للعمليات الخاصة في عام 2014 عندما بدأت العملية العسكرية ضد داعش، إن التنظيم لديه الآن كوادر من القادة الشباب الذين خاضوا المعارك وتسلقوا نحو المراتب العليا ويؤسسون شبكة اتصال مع المجموعات الإرهابية العالمية.

وأضاف نجاتا: "غياب البغدادي لن يشلّ داعش، بسبب عمق واتساع قيادة داعش، الذي لم يسبق له مثيل بهذا النوع من الجماعات الإرهابية."

منذ الأيام الأولى لتورط الولايات المتحدة في الحرب ضد داعش، قامت قوات العمليات الخاصة ووكالات الاستخبارات بمطاردة وقتل قادة التنظيم الواحدًا تلو الأخر. لكنهم كانوا دائمًا يعيدون تجميع صفوفهم.

من جانبه، ذكر آكي بيريتز، المحلل السابق في مكافحة الإرهاب بوكالة الاستخبارات المركزية، إن التنظيم لديه استراتيجية لمواصلة العمليات خلال العقد المقبل، مؤكدًا أن داعش ليس مجرد تنظيم إرهابي، بل أيدولوجية، والقضاء على فكرة داعش سيكون أكثر صعوبة من عملية عسكرية استخباراتية ناجحة تُنفذ مرة واحدة.

يتوقع مسؤولو مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة اختيار داعش خليفة له خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة، ومن المحتمل أن يكون إياد العبيدي، لكن بغض النظر عمن يقود الجماعة المتطرفة، أصبح الآن ظل المنظمة التي شنت هجومًا صاعقًا في العراق وسوريا أسفرت عن الاستيلاء على الأراضي بحجم بريطانيا ومليارات الدولارات يوميًا.

ووفقًا لتقرير حديث للمراقب العام بوزارة الدفاع الأمريكية، يضم داعش ما بين 14000 و 18000 عضو بايعوا البغدادي، بالإضافة إلى ذلك، يوجد أكثر من 30 معسكر اعتقال يحتوي على حوالي 11 ألف مقاتل من داعش، كما يوجد في مخيم النازحين الذي يُعرف باسم الهول، في شمال شرق سوريا، ما يقرب من 70 ألف شخص، بما في ذلك الآلاف من أفراد عائلة داعش.

وأفاد الجيش الأمريكي في فبراير الماضي، بأن "التنظيم الإرهابي، سيعود إلى الظهور في سوريا خلال ستة إلى 12 شهرًا".

علاوة على ذلك ، لا يزال داعش يمثل تهديدًا عالميًا لما لديه من مجموعة من الأفرع التابعة له في أماكن أخرى مثل نيجيريا وباكستان، وفقًا لتقرير صادر عن معهد دراسة الحرب في واشنطن.

وقال التقرير إن "وجود داعش العالمي يوفر موطئ قدم يمكن من خلاله المزيد من التدويل، وشن هجمات، وكسب الموارد لتمويل انبعاثه في العراق وسوريا"، كما أوضح التقرير، وهو يوثق الخطط الأخيرة للهجمات على الغرب أنها انبثقت من الأفرع التابعة له في ليبيا والصومال والفلبين.

يقول نورمان تي رول، ضابط كبير سابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية ويتمتع بخبرة في قضايا الشرق الأوسط، إن موت القادة المتشددين يؤدي في كثير من الأحيان إلى حدوث كسور داخل التنظيمات الإرهابية واتجاهات جديدة في الاستراتيجية.

وأضاف: "بعد وفاة البغدادي، يمكن لأفرع داعش في الخارج أن تسير في عدة اتجاهات، قد يقرر البعض المصالحة مع القاعدة، وقد يقرر البعض القيام بعمليات انتقامية لإثبات أن داعش ما زال قوياً، ويمكن تسريع بعض العمليات المُخططة إذا اعتقد مخططي داعش أن المعلومات الاستخباراتية التي عثر عليها مع البغدادي يمكن أن تكشفها".

فيما يرى كولين كلارك، زميل في مركز صوفان ومؤلف كتاب "بعد الخلافة: الدولة الإسلامية ومستقبل الشتات الإرهابي"، إن هناك بالفعل علامات على ظهور "داعش 2.0".

واستطرد: "من غير الواضح ما الذي يمكن أن تفعله وفاة البغدادي لتفاقم التغييرات الجارية، البغدادي هو وجه داعش".

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان