لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ترودو في حاجة لاستعادة ثقة الكنديين بعد الصفعة التي تلقاها

09:47 ص الأربعاء 23 أكتوبر 2019

رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو

أوتاوا- (د ب أ):

كانت المعركة الانتخابية حامية الوطيس، وبلا هوادة، وهكذا انتهى المساء الانتخابي أيضا.

"لقد أُرسلنا بتفويض واضح إلى أوتاوا"، حسبما قال جاستين ترودو، رئيس وزراء كندا القديم الجديد، والذي حصل مرة أخرى مع حزبه الليبرالي على أغلب مقاعد البرلمان، ولكنه فقد الأغلبية المطلقة.

جاء تصريح ترودو في تمام الساعة الواحدة وعشر دقائق صباح يوم الثلاثاء ، قبل أن ينتهي فرز جميع الأصوات في مدينة مونتريال، ولم ينته فرز جميع الدوائر الانتخابية في ثاني أكبر دول الأرض من ناحية المساحة، كندا.

جرت العادة على أن يكون الفائز في الانتخابات آخر المتحدثين، وأن يسمح بأدب، لجميع الآخرين بالتحدث قبله، ولكن أحدا لم يلتزم بذلك.

"لقد تضررت قوة ترودو على القيادة ، وستنتهي حكومته قريبا"، حسبما رأى منافسه المحافظ، أندريو شير، في نفس وقت حديث ترودو وعلى بعد ثلاثة أقاليم من ترودو، وبالتحديد غرب مقاطعة ساسكاتشوان، مضيفا: "نحن الحكومة التي تنتظر الفرصة".

تسببت المعركة الانتخابية في الشقاق بين المواطنين في كندا، فبعد أن كان ترودو هو الذي يصبغ خارطة البلاد باللون الأحمر الليبرالي، في أعقاب فوزه الناصع عام 2015، أصبح هناك الآن الكثير من اللون الأزرق الخاص بالمحافظين، والبرتقالي الخاص بالاشتراكيين الديمقراطيين، والأزرق الفاتح لحزب الكتلة الكيبيكية، بل ومزيد من اللون الأخضر الخاص بحزب الخضر.

ورغم أن الليبراليين سيظلون أصحاب القوة الأقوى في البرلمان، وفقا للنتائج الأولية التي حصلوا بموجبها على 157 مقعدا، إلا أنهم فقدوا أغلبية الـ 170 صوتا المطلقة بشكل واضح، ناهيك عن أغلبية 180 مقعدا التي حصلوا عليها عام 2015.

قال ترودو: "سيناضل فريقنا من أجل جميع الكنديين، بصرف النظر عن تصويتهم"، محاولا بذلك توحيد مواطنيه، ولكنه بدا مستريحا وبشكل خاص بنجاحه خلال هذه المعركة الانتخابية الحامية في البقاء في السلطة، وذلك رغم المعوقات الكبيرة التي اعترضت طريقه لهذا النصر، حيث تعرض الليبراليون لفضائح في الأشهر الماضية، ورغم تعقد حسابات الإنجازات رغم حصوله على الأغلبية المطلقة، ورغم الوعود التي لم يحققها.

ظل أندريو شير، زعيم المحافظين، شاحبا طوال فترة المعركة الانتخابية. وبدلا من أن يقدم أفكارا مقنعة انتهج استراتيجية معادية لترودو، هاجم ترودو بقسوة، بل أهانه معتبرا إياه "مخادعا"، ولكن يبدو أن ذلك لم يجد مع ما يكفي من الناخبين.

ولكن ضعف شير لم يكن هو وحده السبب وراء فوز الليبراليين، حيث تسببت المساعدة التي قدمها رفيق شهير في صخب واسع، وذلك لأن الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، أعلن دعمه صراحة لترودو، وذلك قبل بضعة أيام من التصويت، حيث كتب أوباما على تويتر يقول إن العالم يحتاج "القيادة التقدمية" لترودو، وهو ما دفع ديفيد كوليتو، الباحث في استطلاعات الرأي، للتحدث عن "تأثير أوباما" محتمل.

ورغم ذلك، فإن ترودو أضاع بعضا من الثقة التي اكتسبها لدى الناخب الكندي وذلك لأسباب منها اتهامه بأنه جنب إحدى الشركات الكندية الملاحقة بتهم فساد، وبسبب صور قديمة يظهر فيها بوجه مزين باللون الداكن مما جعله يبدو عنصريا.

انعكس ذلك في فقدان الأغلبية المطلقة، ولكنه انعكس أكثر في أن عددا من صوتوا لغريمه شير كان أكثر من عدد من صوتوا له على مستوى البلاد.

إنها صفعة واضحة لليبراليين الذين أصبحوا الآن يعتمدون على صبر الأحزاب الصغيرة عليهم.

كان الاشتراكيون الديمقراطيون بقيادة جاميت سينج وحزب الخضر بقيادة اليزابيث ماي، قد قالوا قبل الانتخابات بالفعل، إنهم سوف يستخدمون حكومة أقلية محتملة، ولكنها ليست غير معتادة بالنسبة لكندا، في توجيه السياسة الليبرالية ناحية اليسار.

وبذلك يمكن أن يرى ترودو نفسه معرضا لمطالب لتغيير قانون الانتخاب الذي ينطوي على سلبيات، خاصة بالنسبة للأحزاب الأصغر، أو انتهاج سياسة مناخ أكثر تشددا.

ومن الممكن أيضا أن يحصل حزب التكتل الكيبيكي، الإقليمي، المتعاظم، على دور أكبر من دوره الحالي. وقال نادل يعمل في مطعم بمدينة مونتريال لوكالة الأنباء الألمانية (د .ب .أ) إنه ليس معجبا بنتائج الانتخابات، "فلست متأكدا من الوقت الذي سيظل عليه الوضع الحالي، حيث إنهم سيحلون الحكومة إذا لم يحصلوا على شيء، وسنضطر عندها للانتخاب مجددا".

ولكن ربما فرحت برلين برئيس الوزراء الجديد القديم، حيث تعاونت الحكومة الألمانية مع حكومة ترودو على كثير من الأصعدة بشكل جيد، ليس فقط فيما يتعلق بالمناخ، بل أيضا في التجارة الحرة وتعزيز التحالفات الثنائية في عصر التعاملات الأحادية القومية.

أما رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، فقال على حسابه على موقع تويتر، عقب الانتخابات الكندية: "هناك مكانة خاصة في قلوبنا الأوروبية لجاستين ترودو".

وسيضطر ترودو لاستعادة الكثير من الثقة لدى الكنديين خلال فترة حكمه الثانية، وذلك لأن نحو ثلاثة أرباع الناخبين، على أية حال، صوتوا ضده.

وأقر ترودو خلال كلمة النصر بأنه شعر بالإحباط لدى الكثير من الناخبين، ولكنه استمر في تفاؤله، وقال: "لقد قررنا اليوم الاستمرار بالدفع بكندا نحو الأمام".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان