عون والحريري ونصر الله وآخرون.. شخصيات في الأزمة اللبنانية
كتب - محمد صفوت:
شهد لبنان على مدار الأيام الأربعة الماضية مظاهرات واسعة في عدة مدن لبنانية، احتجاجًا على سوء الأوضاع المعيشية، مطالبة برحيل الطبقة السياسية التي يحملون عليها فسادها وعجزها عن إدارة أزمة اقتصادية خانقة.
وقد أخذت التحركات منحى تصاعديًا منذ الخميس، مع ازدياد أعداد المتظاهرين تباعًا، وخروج عشرات الآلاف من مختلف المناطق والاتجاهات السياسية إلى الشوارع، مكررين شعار "ثورة" و"الشعب يريد إسقاط النظام"، مع الدعوة للدخول في إضراب عام بكافة قطاعات الدولة للضغط على الحكومة وإجبارها على الاستقالة.
خلال الاحتجاجات التي يشهدها لبنان، تصدرت عدة أسماء الأزمة، منها الرئيس ميشال عون، ورئيس الوزراء سعد الحريري، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وحسن نصر الله زعيم حزب الله، الذين حملهم الشارع مسؤولية الفساد وتدهور الأوضاع الاقتصادية التي تضرب البلاد.
وقد رفع المتظاهرون خلال احتجاجتهم شعار "كلكن يعني كلكن" في إشارة لفساد الطبقة السياسية الحالية.
ميشال عون
هو الرئيس الثالث عشر للبنان، عمل ضابطًا بالجيش وتدرج في الرتب إلى أن عُين قائدًا للجيش اللبناني في 1984، وفي السنوات الأخيرة للحرب الأهلية التي ضربت البلاد، تسلم السلطة بالوكالة بعد الرئيس أمين الجميل، ليشكل حكومة عسكرية تواجه الحكومة المدنية التي كان يرأسها سليم الحص، قبل أن يقدم أغلب وزرائها استقالتهم اعتراضًا على حكومة "عون".
في 1989 وعقب التوصل لاتفاق الطائف بواسطة السعودية، الذي يُعد بداية لانتهاء الحرب الأهلية، رفض "عون" الامتثال للاتفاق وأعلن رفضه له، لتبدأ معارك دامية بين قواته وقوات الجيش السوري، هرب على إثرها إلى منفاه في فرنسا بعد اللجوء لسفارتها في بيروت.
حمّله العديد من السياسين اللبنانين، دماء اللاجئين في مذبحة "صبرا وشاتيلا" حيث كان يشغل منصب رئيس أركان الجيش اللبناني المكلف بحفظ الأمن في بيروت، وحضر اجتماعًا مع قادة من الجيش الإسرائيلي قبل المذبحة، الأمر الذي يراه العديد أنه كان اجتماعًا تحضيريًا للمذبحة.
استعان "عون" بإيران وحزب الله، بعد عودته من منفاه في 2005، لدعمه في حملته لرئاسة لبنان بعد خلو منصب الرئيس لأكثر من عامين ونصف العام الأمر الذي نجح فيه وأصبح رئيسًا للبنان في 2016.
سعد الحريري
سياسي ورجل أعمال، يشغل حاليًا منصب رئيس مجلس الوزراء اللبناني، وهو الوريث السياسي لوالده رفيق الحريري.
يشغل الحريري الابن منصبه منذ عام 2009 حتى الآن، وكثيرًا ما طاله الجدل في لبنان بسبب انتشار أخبار بين المواقع الإخبارية عن نزواته وبزخه.
يحمّله السياسيون والمتظاهرون في لبنان أسباب تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تضرب لبنان، بسبب ما وصفوه بـ"نزواته"، وكان آخر الجدل الذي سبق العاصفة التي اجتاحت شوارع لبنان، منحه 16 مليون دولار لعارضة أزياء من جنوب إفريقيا، بعد تبادل رسائل إلكترونية عبر "الإيميل" بدأت برسالة من عارضة الأزياء قالت فيها: "أحبك يا سعد"، بحسب ما نشرته "نيويورك تايمز".
قبل عامين آثار الحريري الابن جدلاً غير معهود في لبنان، عقب إعلانه استقالته خلال زيارته السعودية وإلقاءه كلمة هاجم فيها إيران وحزب الله، لافتًا إلى أنه لمس محاولة لاغتياله، وذلك قبل يومًا واحدًا من لقائه بمستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، الذي أعلن من السراي الحكومي أن إيران تحمي استقرار لبنان.
بحسب صحيفة "الأخبار" اللبنانية، فإن وساطة مصرية فرنسية، جعلته يعدل عن استقالته ومهدت لعودته لمنصبه مرة أخرى قبل أن يعود إلى لبنان ويشارك في احتفالية عيد الاستقلال في 22 نوفمبر 2017.
نبيه بري
محامي وسياسي محنك، يشغل منصب رئيس مجلس النواب اللبناني منذ عام 1992، ورئيس حركة أمل، كما شغل عدة حقب وزارية منذ 1984 حتى 1992، شغل خلالها منصب وزير العدل والموارد المائية والكهربائية والإسكان وشؤون الجنوب والإعمار.
في 2016، نشر موقع "ويكليكس" وثيقة تشير إلى إعداد نبيه بري، نجله ليخلفه في رئاسة حركة أمل، موضحةً أن نجل بري لم يتدرج داخل الحركة ولكن والده أسند إليه قيادة العمليات العسكرية في الحركة عام 1996 قبل أن يسبتعده مجبرًا بعد انتشار أنباء تفيد بتعاون نجله مع إسرائيل، بحسب ما نشرته الوثيقة.
واتهمت الوثيقة بري بعدم العمل على وجود خليفة له بعد وفاته ليجبر الحركة على اختيار نجله لرئاستها، الأمر الذي ردت عليه الحركة ببيانًا قالت فيه إن الشائعات التي تنشرها مثل تلك المواقع هدفها شطب الحركة من العمل السياسي وبيئة المقاومة على حد تعبيرها.
في يناير الماضي، اتهمه تكتل "لبنان القوي" بالتصرف خارج إطار الدولة، بعد تصريحات بأنه سيقاطع القمة العربية إذا لم يُسمح لسوريا بالحضور.
جبران باسيل
وزير الخارجية والمغتربين منذ 2014 حتى الآن، ورئيس التيار الوطني الحر وتكتل لبنان القوي بالبرلمان.
شغل العديد من المناصب القيادية في لبنان منها وزير الاتصالات ووزير الطاقة والمياه خلال الفترة من 2008 حتى 2014، قبل أن يشغل منصب وزير الخارجية.
اتسمت تغريداته على موقع "تويتر" وخطاباته بالعنصرية وذلك خلال العام الحالي، إلى أن وصل حد التباهي بما أسماه "الجينات اللبنانية" بحق لاجئين سوريين وعمال أجانب، ما أثار جدلاً واسعًا في لبنان وسط مطالب بالاعتذار، رد عليها باسيل بتغريدة أخرى قائلاً: "البعض يتهمني بالعنصرية، وأنا أفهم، لأن الانتماء اللبناني لدى هؤلاء ليس قويًا كفاية ليشعروا بما نشعر به".
خلال الأزمة الحالية التي يشهدها لبنان، استبق وزير الخارجية كلمة رئيس مجلس الوزراء التي كانت قبل يومين، معلنًا أن ما يشهده لبنان أمرًا طبيعيًا وتراكم أخطاء، ما اعتبره البعض محاولة لتحميل "الحريري" نتيجة تدهور الأوضاع في لبنان.
حسن نصر الله
الأمين العام لحزب الله، اُنتخب في 1992 خلفًا لعباس الموسوي الذي اغتيل بطائرة مروحية إسرائيلية استهدفت موكبه في فبراير من العام نفسه.
يتزعم نصر الله، كيانًا صنفته العديد من الدول كيانًا إرهابيًا، واتمهته بارتكاب الجرائم والمذابح في سوريا والعراق خلال السنوات الماضية.
لم يتوقف الأمر عند اتهامات الإرهاب التي تلتصق بالكيان الذي يتزعمه نصر الله، فهناك وقائع وشهادات نشرت بمواقع أجنبية تتهم "حزب الله" بالتورط في عمليات اتجار بالمخدرات والبشر، فضلاً عن عمليات تجارة الأسلحة وصولاً لعمليات تبيض الأموال "غسيل الأموال".
خلال عهد نصر الله، بزغت في حزب الله أوساط جديدة عرفت في لبنان بـ"نادي الأثرياء الجدد" داخل الحزب، مهتهم القيام بعمليات بيع وتجارة الأسلحة والمخدرات. وبحسب دراسة نشرتها مجلة القوات المسلحة الأمريكية في 2018، يجني حزب الله 4 مليارات دولار سنويًا من زراعة وتهريب الحشيش من لبنان. كما أن للحزب علاقات بتنظيمات ومافيات في جنوب أمريكا، وقد درب عناصر تلك التنظيمات وهرب معهم المخدرات والبضائع الصينية المقلدة إلى الولايات المتحدة، مستغلاً الحكومة الفنزويلية لتهريب البضائع عبر المطارات المدنية والعسكرية التابعة لها.
سمير جعجع
زعيم حزب القوات اللبنانية الماروني، وأحد أبرز المشاركين في الحرب الأهلية اللبنانية، شارك في حرب الإلغاء ضد قوات الجيش اللبناني بقيادة ميشال عون في 1990.
اتهم بتفجير كنيسة سيدة النجاة في كسروان وسجن على إثر الاتهام في 1994، وحصل على براءته بعد ذلك، ولم تتوقف الاتهامات بحقه فحوكم باغتيال رئيس الحكومة الأسبق رشيد كرامي ورئيس حزب الوطنيين الأحرار داني شمعون، كما اتهم باغتيال النائب طوني فرنجيّة ابن الرئيس سليمان فرنجيّة وعائلته في إهدن وهو ما سمي لاحقًا بمجزرة إهدن.
وليد جنبلاط
زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وزعيم الدروز اللبنانيون، تزعم الحزب بعد اغتيال والده الزعيم كمال جنبلاط المؤسس للحزب، في 1977.
دخل البرلمان اللبناني خلفًا لوالده عقب اتفاق الطائف، ثم انتخب عقب ذلك أعوام 1992 و1996 و2000 و2005 و2009، كما شغل عدة مناصب وزارية بداية من 1984 حتى 1996 شغل خلالها مناصب وزير الأشغال العامة والنقل والسياحة والدولة لشؤون المهاجرين.
وجه له المكتب الإعلامي للراحل رفيق الحريري اتهامًا بـ"سياسة الابتزاز" في 1998، بعد بيان ألقاه "جنبلاط" في مؤتمر عودة المهاجرين اتهم فيها الأول بـ"ابتلاع البشر والحجر وبالمذهبية والفرعونية".
اتهمه مكتب رفيق الحريري، بتأخير عودة اللاجئين بسبب مواقفه وتصريحاته ومنعه لتشكيل المجلس الوطني للمهجرين بحسب البيان الإعلامي الصادر آنذاك.
اعتاد "جنبلاط" استخدام حسابه على "تويتر" كمنصة لتوزيع الاتهامات على خصومة خلال الفترات الماضية، وأثارت العديد من تغريداته الجدل في لبنان.
فيديو قد يعجبك: