لجنة بمجلس الشيوخ تحث إدارة ترامب على التحرّك الفعال بشأن ملف سد النهضة
واشنطن - (أ ش أ):
شهدت الزيارة التي يقوم بها الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء، حالياً، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تعد أول زيارة لرئيس وزراء مصري منذ عام 2005 ، تطورا إيجابيا في مستوى العلاقات بين البلدين في جميع المجالات ، خاصة في الملف الاقتصادي الذي يحظي باهتمام الجانبين ، كما شهدت تفهما ، من قبل قيادات لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ، للأسس الموقف المصري من ملف سد النهضة باعتبار أن المياه مسألة حياة.
وأكدت لقاءات رئيس مجلس الوزراء أن هناك توافقا ثنائيا في الرؤى خاصة فيما يتعلق بالقضايا السياسية التي تتعلق بالمصالح الأساسية للدولتين، وكذلك الملفات التي تتعلق بزيادة حجم الاستثمارات الأمريكية في مصر، وذلك بناء النجاحات التي حققتها مصر سياسيا واقتصاديا بشهادة المؤسسات الدولية الكبري.
وقال المستشار نادر سعد المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن أهمية زيارة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء إلى واشنطن تنبع من حرص الحكومة على استثمار نتائج الزيارة الناجحة التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي للولايات المتحدة في سبتمبر الماضي، للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي التقي فيها مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكبار المسئولين الأمريكيين، لذلك كانت زيارة رئيس الوزراء الحالية للولايات المتحدة مكملة، وتبني علي هذا النجاح الذي حققته زيارة الرئيس السيسي، وأيضا في إطار السعي لاستثمار التفاهم الكبير بين قيادتي البلدين، واتفاقهما في وجهات النظر سواء بالنسبة للقضايا الثنائية أو حول الشأن الإقليمي والدولي.
وأوضح المستشار نادر سعد، أن ملف سد النهضة كان من أبرز الملفات حضورا بقوة خلال مناقشات رئيس الوزراء ولقاءاته مع نائب الرئيس الأمريكي وكبار المسئولين الأمريكيين من قيادات الكونجرس، حيث شرح الدكتور مصطفي مدبولي أسس وثوابت الموقف المصري بكل وضوح، وكيف أن مصر أبدت منذ البداية حسن النية والمرونة بشأن هذه القضية علي مدار 4 سنوات منذ توقيع وثيقة إعلان المبادئ، لكن للأسف لم يتم التوافق حول النقاط الخلافية بالملف، ما دعا مصر إلي اللجوء إلى المطالبة بتطبيق المادة العاشرة من اتفاق إعلان المبادئ، بشأن الاستعانة بطرف رابع للوساطة وتقريب وجهات النظر.
وأكد سعد أن قيادات الكونجرس ومسؤولي الإدارة الأمريكية أعربوا عن تفهمهم لأسس الموقف المصري والذي يعتبر موضوع المياه مسألة حياة .
وأشار إلي أن كلا من رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، وزعيم الأقلية الديمقراطية باللجنة أكد خلال لقائه مع رئيس الوزراء في ساعة متأخرة أمس الأربعاء" أنه سيتواصل مع الإدارة الأمريكية لتقوم بدور فاعل تجاه ملف سد النهضة الإثيوبي، معربين عن تفهمهما التام لمحورية هذا الموضوع بالنسبة لمصر.
وأضاف المتحدث الرسمي لمجلس الوزراء أن الملف السوري كان أيضًا حاضرًا خلال لقاءات رئيس الوزراء مع نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس يوم الثلاثاء الماضى، حيث اكد بنس حرصه علي الاطلاع علي موقف ووجهة النظر المصرية في هذا الشأن قبل زيارته لأنقرة، كون الإدارة الأمريكية تعتبر مصر دولة هامة ومحورية في منطقة الشرق الأوسط، وتأخذ تقييماتها بجدية وعناية. وفى هذا الصدد، أكد الدكتور مصطفي مدبولي لنائب الرئيس الأمريكي إدانة مصر بأشد العبارات للعدوان التركي على الأراضي السورية، والمطالبة بوقف العملية العسكرية التركية، والانسحاب الفورى للقوات التركية من كامل الأراضي السورية، واللجوء الي المفاوضات السياسية لحل أية قضايا خلافية. وهو نفس ما أكده مدبولي خلال لقائه وزير الخزانة الامريكى، وقيادات الكونجرس.
وقال المستشار نادر سعد، فيما يتعلق بالملف الاقتصادي للزيارة، ان رئيس الوزراء اصطحب معه وفدًا وزاريا ًرفيع المستوي لكي يناقش مع الجانب الأمريكي التفصيلات والخطوط الرئيسية، لما تمخض عن زيارة الرئيس السيسي من مناقشات ومباحثات حول المشروعات والاستثمارات بين مصر والولايات المتحدة محل الاهتمام المشترك .
وأوضح المتحدث الرسمي أنه يمكن وصف العلاقات المصرية - الأمريكية بأنها تعيش مرحلة من أفضل عصورها على مدار العقود الأربعة الماضية، بفضل التقارب والتفاهم الكبير بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي والأمريكي دونالد ترامب، وهو ما انعكس إيجابيا وبشكل لافت علي علاقات البلدين السياسية التي لم تشهد في عهدهما أية توترات، وهو ما دفع الجانبان لاستغلال ذلك في دفع مسار العلاقات الاقتصادية، والذي يترجم بوجود مزيد من الشركات والاستثمارات الأمريكية داخل مصر، وحضور اقوي لهذه الشركات داخل السوق المصري، وهو الذي يعد من أحد أسباب زيارة رئيس الوزراء الحالية لواشنطن وهو تشجيع الشركات الأمريكية لضخ مزيد من الاستثمارات في مصر .
وأضاف أن الشق الاقتصادي الذي كان حاضرًا بقوة خلال زيارة الدكتور مدبولي ظهر جليا من خلال لقاءاته مع كبار المسئولين بصندوق النقد والبنك الدوليين، لتدشين تعامل مختلف مع صندوق النقد الدولي، وتنفيذ برامج جديدة، تركز علي برامج للدعم الفني، والاستشارات الاقتصادية، والاستفادة من الخبرات الدولية لدعم الاقتصاد المصري، والمحافظة علي قوة الدفع التي تحققت خلال الفترة الماضية وانعكست إيجابا علي معدلات التنمية الاقتصادية بشهادة كبري المؤسسات الدولية وعلي رأسها صندوق النقد والبنك الدوليين .
وأوضح المستشار نادر سعد أنه كان لافتاً حرص مسئولي صندوق النقد الدولي علي التمسك باستكمال التعاون مع مصر بعد انتهاء برنامج الإصلاح الاقتصادى، لأن مصر أصبحت بالنسبة لهم أيقونة نجاح ونموذجًا لبرامج الإصلاح الاقتصادي المتميزة والفعالة التي شارك بها الصندوق علي مستوي العالم، كون هذا النجاح مبهرًا وفائقاً، ومع دولة بحجم ومكانة مصر، الأمر الذي يفسر افتخار مسئولي الصندوق بالنموذج المصري، وحرصهم على استمرارية نجاحه.
وأشار إلى ان لقاء رئيس الوزراء والوفد الوزاري المرافق مع رئيس البنك الدولي ومسئولي البنك كانت بناءه ومتميزة، حيث عرض الوزراء علي مسئولي البنك القطاعات التي يمكن للبنك الدولي تمويلها داخل مصر، وذلك استكمالًا للمشروعات الكبيرة التي يمولها البنك ومن أبرزها مشروعات الإسكان الاجتماعي، ومشروع "بنبان" للطاقة الشمسية والذي يعتبره البنك الدولي واحدًا من أهم المشروعات التي ينفذها ليس في مصر وحدها، بل المشروع الأهم والأكبر علي مستوي العالم في مجال الطاقة الشمسية.
وأوضح أن البنك الدولي، وفي إطار النجاح الكبير للإصلاح الاقتصادي في مصر، متحمس بقوة لتمويل مزيد من المشروعات المحورية المختلفة داخل مصر.
كما أشار المستشار نادر سعد الي أن من بين اللقاءات المهمة لقاء رئيس الوزراء مع ممثلي الشركات الأمريكية، ومجلس الأعمال المصري الأمريكي بدعوة من غرفة التجارة الأمريكية، وهو اللقاء الذي يضيف أهمية ‘لي زيارة رئيس الوزراء ، وذلك لتزامنه مع الاحتفال بمرور 40 عاماً على إنشاء مجلس الأعمال المصري الأمريكي، ورغبة الجانبين في تطوير ودفع العلاقات الاقتصادية بين البلدين إلي آفاق ارحب.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: