غموض في موزمبيق مع إجراء الانتخابات الأكثر إثارة للاهتمام
مابوتو- (د ب أ):
ساد الهدوء في وسط مابوتو، عاصمة موزمبيق، عندما أدلى الرئيس الحالي فيليب نيوسي، بصوته في أحد مراكز الاقتراع في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء.
وقال نيوسي عن الانتخابات الرئاسية والمحلية والبرلمانية: "هذه هي أكثر الانتخابات المثيرة للاهتمام على الإطلاق في موزمبيق والمنطقة وربما أفريقيا".
وأضاف رئيس حزب فريليمو الحاكم أنه يأمل في أن يدير الموزمبيقيون العملية جيدا.
يشار إلى أن هذه الانتخابات، التي تعتبر حاسمة لتحقيق الاستقرار في البلاد، قد خيمت عليها تقارير الترهيب والتمرد، وكذلك الأعاصير المدمرة، في البلد الواقع جنوبي أفريقيا.
وفي الفترة التي سبقت الانتخابات، قال المحللون إنهم يشكون في أن العملية الانتخابية سوف تكون حرة ونزيهة، ولا يعتقدون أن الانتخابات في مقاطعة كابو ديلجادو شمالي البلاد سوف تكون قادرة على المضي قدما بسبب العنف الذي تمارسه الجماعات الإرهابية السائدة في تلك منطقة.
وبالفعل، أعلنت اللجنة الوطنية للانتخابات في وقت متأخر من أمس الاثنين أن 10 مراكز اقتراع في كابو ديلجادو لن تتمكن من فتح أبوابها للتصويت.
وقال عبد الكريم، رئيس اللجنة، إن إغلاق هذه المراكز سوف يؤثر على 5400 ناخب. وأضاف أنه واثق من أن التصويت في المراكز الأخرى سوف يمر دون حوادث.
وحث قائد الشرطة في كابو ديلجادو، فيسنتي دينو شيكوتي، الناخبين على عدم الذهاب إلى مراكز الاقتراع بشكل فردي.
ونبه شيكوتي قائلا: "في المناطق التي يهاجم فيها المخالفون (المعتدون)، نوصي المواطنين بالذهاب إلى مراكز الاقتراع في مجموعات من خمسة أشخاص من أجل أمنهم".
وانتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش إغلاق مراكز الاقتراع، قائلة في بيان: "لقد خذلت السلطات الموزمبيقية آلاف الأشخاص المتضررين والمشردين بسبب انعدام الأمن في كابو ديلجادو".
وبالنسبة لأوسوفو موماد، مرشح حزب المعارضة الرئيسي "رينامو"، فإن عملية التصويت لم تكن سلسة.
وكتبت زينايدا ماتشادو، المحللة في هيومن رايتس ووتش، في تغريدة على تويتر أن التصويت قد تم تعليقه مؤقتا في مركز الاقتراع المسجل به اسم موماد في مقاطعة نامبولا مسقط رأسه بعد وقوع شجار بين الموظفين .
ومع ذلك، فبعد نحو ساعة قالت ماتشادو إن موماد تحدث إلى الصحفيين بعد الإدلاء بصوته، وقال للمواطنين ألا يخافوا من تواجد الشرطة المدججة بالسلاح في الشوارع.
وبالإضافة إلى موماد، ينافس الرئيس نيوسي أيضا على الرئاسة كل من ديفيز سيمانجو، من الحركة الديمقراطية لموزمبيق، وماريو ألبينو من "عمل الحركة المتحدة من أجل الخلاص الشامل".
ويقول محللون إنه لأول مرة في فترة حكمه الممتدة لـ 40 عاما، يواجه حزب فريليمو خطر الخسارة أمام رينامو، الذي سيكون قادرا على تعيين حكام في الأقاليم التي يفوز فيها بأغلب الأصوات، بناء على تعديل في القانون الانتخابي.
وحتى ظهر أمس الاثنين، لم يتمكن آلاف من مراقبي الانتخابات المستقلين من تلقي تصاريح اعتماد لمراقبة مواقع الانتخابات.
وقال دومينجوس دو روزاريو ، رئيس رابطة منظمات المراقبة ، إنه لم يتم منح سوى أربعة آلاف من أصل سبعة آلاف مراقب أوراق اعتماد لتغطية الانتخابات.
وتجري الانتخابات في الوقت الذي تواصل فيه البلاد جهود التعافي من إعصارين، مما خلف العديد من النازحين وبدون وثائق الهوية المطلوبة للتصويت.
ويحق لأكثر من 12 مليون ناخب الإدلاء بأصواتهم في نحو 20 ألف مركز اقتراع.
فيديو قد يعجبك: