لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تفاصيل احتجاز الفتاة السعودية الهاربة في تايلاند: "حياتي على المحك"

04:23 م الإثنين 07 يناير 2019

رهف محمد القنون

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - رنا أسامة:

على مدى الأيام القليلة الماضية، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام العالمية والخليجية بقصة الفتاة السعودية رهف محمد التي هربت من عائلتها المُقيمة في الكويت إلى تايلاند، خوفًا من تعرّضها للقتل بعد إعلانها التحوّل للإلحاد، وسط تضارب الروايات الرسمية في الرياض وبانكوك بشأن مصيرها.

ولا تزال رهف محمد القنون (18 عامًا) عالِقة في فندق تابع لمطار سوفارنابومي الدولي في بانكوك، منذ السبت الماضي، بعد أن رفض مسؤولو الهجرة التايلانديون السماح بدخولها البلاد، نافين اتهامها لهم باحتجازها بناءً على طلب من الحكومة السعودية، وهو ما تروّج له الفتاة.

البداية.. "حياتي على المحك"

بدأت القصة بتغريدة نشرتها رهف محمد مُطلق القنون (18 عامًا)، على حساب منسوب لها على تويتر، السبت الماضي، جاء فيها "أنا الفتاة الهاربة من الكويت إلى تايلاند، حياتي على المحك وأنا الآن في خطر حقيقي إذا تم إرجاعي بالقوة إلى السعودية".

وأرجعت رهف سبب هروبها من عائلتها السعودية المُقيمة في الكويت إلى تعرّضها للتعنيف الأُسري ومحاولة إجبارها على الزواج، فضلًا عن أنها باتت مُهدّدة بالقتل بعد إعلانها الإلحاد.

وتبيّن أن والدها مسؤول سعودي من أسرة معروفة واسمه محمد بن مطلق القنون الشمري، وهو محافظ محافظة السليمي بمنطقة حائل، حيث تداولت حسابات بمواقع التواصل الاجتماعي صوره. وأكدت رهف هوية والدها بإعادة نشر صورته.

وقالت رهف لرويترز إنها فرّت من الكويت عندما كانت عائلتها تزور البلاد وإنها كانت تخطط للسفر من تايلاند إلى أستراليا لطلب اللجوء. وأوضحت أن السلطات احتجزتها بعد أن غادرت طائرتها في بانكوك وأبلغتها بأنها ستُعاد إلى الكويت.

وأضافت في رسالة نصية وصوتية من بانكوك أمس الأحد "سيكون إخوتي وعائلتي والسفارة السعودية في انتظاري بالكويت". وتابعت "سيقتلونني.. حياتي في خطر. عائلتي تهدد بقتلي على أبسط الأشياء".

وعزت رهف سعيها للجوء إلى أستراليا إلى "التعنيف الجسدي والنفسي واللفظي والحبس في المنزل لمدة شهور، تهديدهم بقتلي أو فصلي عن الدراسة". وأضافت "أواجه صعوبة في تحقيق طموحاتي لأن أهلي يرفضون كل شيء، حتى اختيار التخصص والوظيفة، مكتومة"، وفق رويترز.

ورفضت رهف، الاثنين، مغادرة غرفتها أو الموافقة على طلب مسؤولين من طيران الكويت يقفون خارج الغرفة، بالتوجه إلى طائرة كانت في طريقها إلى مدينة الكويت.

1

ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن فيل روبرتسون، نائب رئيس منطقة آسيا في منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية، قوله إن "رهف التي هربت من عائلتها لمزاعم تعرضها للعنف الأُسري، حصّنت نفسها داخل غرفة فندقية بمطار بانكوك في تايلاند".

وأوضح روبرتسون أن الفتاة "تعتقد أن عائلتها ستقتلها" وأن والدها له نفوذ في الحكومة باعتبار أنه "مسؤول سعودي". فيما لم تتمكن الشبكة الأمريكية من الوصول إلى عائلة القنون للرد على ادعاءات تعرض رهف للتعنيف.

ومنذ السبت الماضي، مضت الفتاة السعودية المُثيرة للجدل في استخدام تويتر، الذي بات نافذتها الوحيدة للتواصل مع العالم الخارجي، لرواية تفاصيل قصتها وبثّ ما يُستجد خلال تواجدها في مطار بانكوك الرئيسي، بما فيها مصادرة مسؤول من السفارة السعودية في تايلاند جواز سفرها الذي يحوي تأشيرة تخولها السفر إلى أستراليا.

ونشرت الفتاة السعودية صورة من جواز سفرها، على حسابها الذي دشّنته يناير الجاري عبر تويتر، في محاولة للرد على المُشكّكين في هويّتها وفي قصتها.

3

كما ناشدت الأمم المتحدة التدخّل لحمايتها من القتل بسبب إلحادها المحظور بالفعل في المملكة. وكتبت: "استنادًا إلى اتفاقية 1951 وبروتوكول عام 1967، أنا رهف محمد، أطلب رسميًا من الأمم المتحدة أن تمنحني وضع لاجئ لأي دولة تحميني من التعرض للضرر أو القتل بسبب ترك الدين والتعذيب من عائلتي".

2

وبثّت رهف في إحدى تغريداتها مقطع فيديو قالت إنه يُمثّل "أحد الأدلة التي تملكها وتوثّق احتجازها قسرًا رغمًا عنها، برغم كونها إنسانة بالغة لم ترتكب أي جريمة، واحتجاز جواز سفرها قسرًا بدون موافقتها"، على حدّ قولها.

وقالت رهف لرويترز إنها حصلت على تأشيرة أسترالية وحجزت رحلة في إطار خطتها لقضاء بضعة أيام في تايلاند، كي لا تثير الشكوك عند مغادرتها الكويت.

ونقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن رهف قولها إنه "مع وصولها إلى مطار بانكوك، أبلغها شخص أنه بإمكانها الحصول على تأشيرة دخول تايلاند في المطار، ثم أخذ جواز سفرها، وعاد بعد ساعة وبصحبته 5 أو 6 أشخاص، رجّحت أنهم من الشرطة، لكنهم حاولوا إقناعها بالعودة إلى السعودية".

نفي سعودي وتايلاندي

الأمر الذي نفاه القائم بأعمال سفارة المملكة في بانكوك، عبدالإله الشعيبي، قائلًا إن "الفتاة لم يلتقها أحد من الدبلوماسيين لأنها موقوفة في منطقة بالمطار يحظر فيها وصول الدبلوماسيين"، موضحًا أن السلطات التايلاندية هي التي سحبت جواز سفرها لمخالفتها الأنظمة، في إشارة إلى قوانين الهجرة التايلاندية.

وأوضح الشعيبي أن "أسرة الفتاة الهاربة تتنقل باستمرار بين الكويت وحائل السعودية، وأنه في وقت هروبها كانت العائلة متواجدة في الكويت، ما دفع الفتاة للهرب منها متوجهة إلى تايلاند"، مُشيرًا إلى أن "القصة بدأت باتصال معهم من قِبل والدها طالبًا المساعدة بعد مغادرة ابنته إلى تايلاند".

وفي مقابلة سابقة على قناة "روتانا خليجية"، بيّن الشعيبي أن "القانون التايلاندي يمنع إيقاف الشخص في سن العشرين، لكن بعد وصول الفتاة اتضح أن أوراقها غير مكتملة، حيث لم تحجز تذكرة عودة ولم تثبت وجود أي خطة سياحية لها، ما دفع السلطات التايلندية لإيقافها في المطار".

وقالت السفارة السعودية في بانكوك في بيان، الاثنين، إن "الفتاة التي تدّعي هروبها من أسرتها إلى تايلاند لدواعي تعنيف لا يوجد لديها حجز عودة ولا برنامج سياحي ما يتطلب ترحيلها من قبل السلطات التايلاندية.. سيتم ترحيلها اليوم إلى الكويت التي يقيم فيها أهلها بشكل شبه دائم".

وأضافت: "السفارة لا تملك سلطة إيقاف في المطار أو غيره. السفارة تتواصل مع والد الفتاة. إيقافها تم من قبل سلطات المطار بسبب مخالفتها القوانين. لم يتم سحب جواز السفر الخاص بها".

وبالمثل نفت سلطات الهجرة التايلاندية اتهام رهف لها بأنها تتصرف بناء على طلب الحكومة السعودية، وقالت إنها منعتها من دخول تايلاند لأنها لا تملك الوثائق اللازمة للحصول على تأشيرة لدى وصولها. وأوضحت أنها "اشترت تذكرة العودة إلى السعودية بنفسها"، بحسب وكالة فرانس برس.

كما دحض رئيس مصلحة الهجرة التايلاندية سوراتشات هاكبارن تواصله مع أي مسؤولين سعوديين أو وزير خارجية تايلاند قبل وصول رهف. وقال إنها مُنعت من الدخول لأنها لم تكن تملك تذكرة عودة أو حجز فندق.

وأضاف "كانت تبالغ بشدة. هربت من عائلتها من السعودية ووصلت إلى تايلاند ولكن لم تكن لديها الوثائق اللازمة للدخول. كان على سلطات الهجرة التايلاندية أن تمنع دخولها"، بحسب رويترز.

وفي حين تزعم رهف أنه تم إيقافها بعد أن ناشدت عائلتها الخطوط الجوية الكويتية، قال متحدث باسم الخطوط الجوية الكويتية لرويترز إنه ليس لديه معلومات عن القضية.

ما شروط الهجرة إلى تايلاند؟

أن يسبق لمقدم الطلب الإقامة داخل الأراضي التايلاندية فترة لا تقل عن عام.

أن يكون مقدم الطلب حاصلًا على الإقامة داخل تايلاند لمدة 3 أعوام بعد التجديد أكثر من مرة.

أن يحصل مقدم الطلب على تأشيرة لغير المهاجرين.

أن يكون مقدم الطلب ضمن إحدى الفئات الثلاثة للمهاجرين: "المستثمرين، العُمال، الأكاديميين".

"احتجاز لدواعٍ أمنية"

وأعلنت سلطات الهجرة في تايلاند عدم ترحيل الفتاة السعودية الهاربة، اليوم الاثنين، لاعتبارات تتعلق بالسلامة. كما رفضت المحكمة الجنائية في بانكوك التماسًا قدّمته المحامية المدافعة عن حقوق الإنسان نادثاسيري برجمان، لمنع ترحيل رهف.

وقالت "هيومن رايتس ووتش" المعنية بحقوق الإنسان، ومقرها نيويورك، إن على تايلاند ألا تعيد رهف إلى عائلتها لأنها تواجه خطرًا.

ورأى مايكل بيج، نائب مدير قسم الشرق الأوسط بالمنظمة الحقوقية، في بيان الاثنين، أنه "على السلطات التايلاندية أن توقف على الفور أي ترحيل وأن تسمح لها بمواصلة سفرها إلى أستراليا أو أن تسمح لها بالبقاء في تايلاند لطلب الحماية كلاجئة".

فيديو قد يعجبك: