الصحف اللبنانية: مساعي تشكيل الحكومة غير واضحة
بيروت - أ ش أ
وصفت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم، المساعي لتشكيل الحكومة الجديدة للبلاد، بأنها غير واضحة وأن الفراغ الحكومي مستمر لفترة غير معلومة في ظل انسداد الأفق، وسط مخاوف من بقاء لبنان على هذا الوضع لأشهر طويلة، وتسريبات عن احتمالية إرجاء القمة العربية الاقتصادية المقرر انعقادها في العاصمة بيروت يومي 19 و 20 يناير الجاري بسبب عدم وجود حكومة للبنان.
وذكرت صحيفة (النهار) أن المساعي الحكومية لم يعد واضحا بعد مُضي 225 يوما على التكليف، لماذا يتم تعطيلها، ونقلت عن مصدر دبلوماسي عربي قوله إن الحكومة "تحتاج بعض الوقت وربما كانت ترتبط بإمكان دعوة سوريا إلى القمة الاقتصادية في بيروت".. مشيرة في ذات الوقت نقلا عن مصادر معنية بمشاورات التأليف الحكومي، أن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، يكثف اتصالاته السياسية فيما يوحي بقرب الخروج من عقدة التأليف.
ونقلت الصحيفة عن رئيس مجلس النواب نبيه بري قوله تعليقا على التعثر المستمر في ملف تشكيل الحكومة: "لا نقول إننا عدنا إلى نقطة الصفر، بل إلى ما قبل الصفر، وسبق لي أن طرحت الحل وهو سهل جدا ويمكن السير به فورا ولا حل دونه إذا صدقت النيات والتوجهات، وهو هناك وزير سُنّي يجب التنازل عنه ويُحصر تمثله بكتلة اللقاء التشاوري وينطق باسمه ويلتزم سياساته لا أكثر ولا أقل".
من جانبها، أشارت صحيفة (الجمهورية) نقلا عن مصادر وصفتها بأنها معنية بالملف الحكومي، تأكيدها أن "الصورة لاتزال قاتمة والأفق مسدود، وإذا استمر هذا الوضع يبقى لبنان أمام أشهر طويلة من التعطيل، وهو لا يتحمل، بل أنه ينزلق شيئا فشيئا إلى الهاوية ولا أحد يساعده".
وأضافت الصحيفة أن أجواء اللقاءات التي تُعقد في الملف الحكومي، لم تصل بعد إلى أي نتيجة إيجابية، مشيرة إلى أن ما تخلل تلك اللقاءات "أعاد الأمور إلى نقطة السلبية الشديدة، الأمر الذي لا يبشر بالخير" بحسب تعبير مصادر مسئولة للصحيفة، والتي أكدت أيضا أنه لا يوجد حتى الآن أي طرح جدي يفضي إلى حل جدي.
ونقلت الصحيفة عن رئيس المجلس النيابي قوله ممازحا في شأن الطرح بتأليف حكومة تضم 36 وزيرا، بدلا من الحكومة التي يجرى العمل على تأليفها من 30 وزيرا: "في هذه الحالة أصبح واجبا أن يتم عمل حكومة قوامها أن لكل نائب وزير".
وذكرت الصحيفة نقلا عن مصادر سياسية احتمالية إرجاء القمة العربية الاقتصادية المقررة في لبنان نظرا لعدم وجود حكومة، مشيرة في ذات الوقت إلى مشاركة 16 دولة من أصل 21 دولة وجهت إليها الدعوات، وفي انتظار تأكيد مستوى مشاركتها فيها.
من جهتها، أكدت صحيفة (الأخبار) أن مفاوضات تشكيل الحكومة لا تزال تتسم بالجمود، بسبب الخلاف حول التموضع السياسي للوزير الذي سيمثل كتلة اللقاء التشاوري (النواب الستة السُنّة حلفاء حزب الله).. مشيرة إلى أن رئيس التيار الوطني الحر يعمل على مجموعة من الأفكار بهدف التوصل إلى حلول لهذه الأزمة.
من ناحيتها، نقلت صحيفة (اللواء) عن مصادر وصفتها بأنها "واسعة الاطلاع" تأكيدها أن أي صيغة لتشكيل الحكومة تقوم على عدد من الوزراء يتجاوز الـ 30 وزيرا، غير واردة بتاتا، وأن الحكومة في حال تأليفها قريبا ستتأرجح ما بين 30 وزيرا و24 وزيرا فقط، وأن الغلبة السياسية في ما يبدو لصيغة "الثلاث عشرات" بمعنى أن أي قوى سياسية لن يكون بيدها منفردة الثلث المعطل داخل الحكومة.
وتعد أزمة التمثيل الوزاري للنواب الستة السُنّة حلفاء حزب الله، العقبة الأكبر أمام الانتهاء من تشكيل الحكومة الجديدة، حيث يرغب رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أن يكون "التموضع السياسي" للوزير الذي يمثل هؤلاء النواب، ضمن الحصة الوزارية المشتركة للتيار ورئيس الجمهورية، باعتبار أن المقعد الوزاري الذي سيشغله هذا الوزير تم اقتطاعه من الحصة الرئاسية.
ويساند حزب الله مطلب نواب كتلة اللقاء التشاوري في أن يكون الوزير الذي يختارونه، ممثلا حصريا لهم داخل الحكومة الجديدة دون أي تيار سياسي آخر، وهو الخلاف الذي ألقى بظلاله على العلاقات بين التيار الوطني الحر وحزب الله والتي شهدت اهتزازا كبيرا بين الجانبين خلال الأيام القليلة الماضية.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: