سي إن إن: الفلبين تتعهد بالقضاء على الإرهابيين ولكن الأمر لن يكون سهلاً لهذه الأسباب
كتبت- هدى الشيمي:
بعد أقل من عامين على إعلان النصر على الإرهابيين المواليين لتنظيم داعش في مدينة مراوي، عاد خطر التطرف والإرهاب إلى جنوب الفلبين مرة أخرى.
تقول شبكة سي إن إن الأمريكية إنه عوضًا عن المضي قدمًا في اتفاقية تاريخية من شأنها تزويد سكان المنطقة ذات الأغلبية المسلمة بدرجة أكبر من الاستقلالية، يبدو أن جزيرة مينداناو، ثاني أكبر جزر الفلبين والتي تقع في المنطقة الجنوبية، تنزلق مرة أخرى في أعمال العنف، بعد القصف المميت لمباني دينية في أقل من أسبوع.
من جانبه، تعهد الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي بالرد على المتشددين بقوة، إلا أن الشبكة الأمريكية ترى أن قراره بتدمير الجماعات المرتبطة بتنظيم داعش التي يُعتقد أنها المسؤولة عن تفجير الكنيسة، الذي وقع يوم الأحد الماضي، قد يكون تنفيذه أصعب من المتوقع.
قال دوتيرتي إنه لن يتوقف عن العمل على تدمير جماعة أبو سياف الإرهابية، وتدمير جماعة جيش الشعب الجديد الشيوعية المتمردة، وتدمير الجماعات الإرهابية، موضحًا أنه يقصد من كلمة "تدمير" قتل كل الأشخاص المنتسبين لهذه الجماعات.
وكانت السلطات الفلبينية قد اتهمت جماعة أبو سياف الإرهابية المتشددة، والتي تنتمي إلى تنظيم داعش، بتنفيذ الهجوم الإرهابي في الكنيسة يوم الأحد الماضي.
توضح (سي إن إن) أن مينداناو عانت على مدى عقود من النزاع بين الانفصاليين والسلطات، ما أودى بحياة عشرات الآلاف، وفي عام 2017 حاصر مسلحون فلبينيون ينتمون إلى تنظيم داعش في الفلبين الجزيرة لمدة خمسة أشهر.
وأجبرت أعمال العنف التي تلت تلك الأحداث حوالي 350 ألف شخص على الفرار من المنطقة والمناطق المحيطة بها، خاصة بعد تدمير منازلهم وتحولها إلى أنقاض بفعل الضربات الجوية الحكومية.
وتشير التقديرات إلى أن عملية النزوح لا تزال مستمرة حتى الآن.
من هي جماعة أبو سياف؟
جماعة أبو سياف أحد أكثر الجماعات الإرهابية المسلحة شراسة في جنوب شرق آسيا، وقد انشقت الجماعة عن جبهة التحرير الوطنية "جبهة مورو" عام 1991م في جنوبي الفلبين، والتي أنشأها عبد الرزاق أبو بكر جنجلاني، بعد عودته من ليبيا في أوائل التسعينيات، بهدف إنشاء دولة إسلامية غربي جزيرة مندناو جنوبي الفلبين، حيث تعيش هذه الجزيرة أغلبية من السكان المسلمين.
ومن المرجح أن يكون لها مقاتلين وخلايا في عدة نقاط حيوية بالمنطقة، وحسب تقارير فإن مسلحي الجماعة ينتشرون في جزر باسيلان، سولو وتاوي تاوي، ويصل نشاطهم إلى مانيلا، وهي غالبًا ما تقوم باختطاف أشخاص بارزين من أجل الحصول على فدية، كما أنها تستهدف الرعايا الأجانب، وتسعى إلى تأسيس دولة إسلامية في المنطقة.
بيئة عدوانية
تقول (سي إن إن) إن هذه المنطقة تعد بيئة خصبة للجماعات الإرهابية والمتشددة، بالنظر إلى أنها عانت على مدار التاريخ من إهمال السلطات وتجاهل مطالب المواطنين، الذي أفقدهم الشعور بالانتماء للبلد، ودفع كثيريون إلى المطالبة بتأسيس دولة مستقلة.
فضلاً عن ذلك، فإن تضاريس هذه الجزيرة، حيث يوجد الكثير من الغابات والجبال، والتي يحفظها أهلها عن ظهر قلب بينما لا يعرفها الجنود الفليبنيون، ساعدت المقاتلين على التفوق على القوات النظامية، كما أنها تقضي على أي فرصة للتخلص من الإرهابيين تمامًا.
ويقول مسؤولون في الجيش الفلبيني إنه من الصعب السيطرة على هذه الجزيرة، نظرًا إلى أنها مكونة من آلاف الجزر وبها الكثير من الممرات البحرية الشاسعة التي يصعب تفتيشها وضمان خلوها من المقاتلين.
ويوضح مسؤولون في وزارة الدفاع الفلبينية أن المقاتلين الشباب في جماعة أبو سياف، والذين قتلت السلطات ابائهم، يحملون على عاتقهم مهمة الثأر لهم، ما يجعل الاستراتيجية العسكرية وحدها غير قادرة على هذه الأزمة والقضاء على الإرهابيين تمامًا.
فيديو قد يعجبك: