"زيادة رواتب الموظّفين".. كيف احتفلت شركات العمودي بإطلاق سراحه؟
كتبت- رنا أسامة:
احتفلت شركات مجموعة "ميدروك" الإثيوبية للإنشاءات بإطلاق سراح مالكها الملياردير الشيخ محمد حسين العمودي، بعد أكثر من عام على توقيفه في إطار حملة مكافحة الفساد التي أطلقتها السعودي 4 نوفمبر 2017.
واحتفاءً بعودة العمودي، وهو أحد أبرز رجال الأعمال السعوديين المولود في إثيوبيا، رفعت شركات "ميدروك" رواتب وحوافز موظّفيها، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية (إينا).
كما تبرعت بمبلغ 250 ألف (بِر) إثيوبي إلى بنك إثيوبيا للعيون، ومليون( بِر) إلى مدارس مختلفة في المناطق التي تستثمر فيها الشركات .وكذلك قدّمت منحة للطلاب الذين يدرسون في جامعة "ينيتي" التابعة للعمودي .
تُدير "ميدروك" مشروعات فى العديد من القطاعات، وعلى رأسها مناجم الذهب بإثيوبيا، إذ تُصدّر إنتاجها السنوي الذى يقدر بـ5400 كيلوجرام من الذهب والفضة إلى الخارج.
وفي 1988، فازت "ميدروك" بعقد قيمته مليارات الدولارات لبناء مجمع تخزين للنفط تحت الأرض في السعودية. كما استحوذت على شركة ينبع للصلب في المملكة عام 2000.
كان الملياردير السعودي- الإثيوبي عاد إلى دياره في مدينة جدة، بعد أكثر من عام على احتجازه إلى جانب عشرات من نُخب المملكة في فندق ريتز كارلتون الشهير بالرياض، على خلفية تُهم فساد.
وأطلقت السلطات السعودية سراح العمودي، مساء الأحد، بعد أيام من الإفراج عن رجال الأعمال السعوديين (عمرو الدباغ وهاني خوجة وسامي الذهيبي)، الذين احتُجِزوا إلى جانب عشرات نُخب المملكة في إطار حملة مكافحة الفساد.
ويُتوقع أن يصل العمودي في وقت قريب إلى إثيوبيا، بحسب (إينا).
يُعد العمودي الذي تُقدّر ثروته بـ13.5 مليار دولار، من أكبر المستثمرين فى إثيوبيا، لاسيّما في القطاع الزراعي؛ إذ تدير شركاته أكثر من 56 ألف هكتار من الأراضى الزراعية فى عدد من الولايات، أبرزها أوروميا وأمهرة. وتنتج وتُصدّر "البن، الزهور، الحبوب، الشاى، والخضروات".
وللعمودي مكانة خاصة في قلوب الإثيوبيين؛ فهو المُساهِم الرئيسي وأكبر الداعمين لمشروع سد النهضة الذي يعدّونه "طفل الإثيوبيين". في سبتمبر 2011، أعلن رسميًا تعهّده بدفع ما يقرب من 90 مليون دولار للحكومة الإثيوبية لصالح بناء السد، لا سيّما لمرحلة البنية التحتية.
وضخ العمودي، وهو في السبعينات من عمره، استثمارات ضخمة في قطاعات البناء والزراعة والتعدين في إثيوبيا، ثم اشترى بعد ذلك مصافي نفطية في المغرب والسويد.
صُنِف العمودي ثاني أغنى رجل عربي حسب مجلة فوربس الأمريكية عام 2008.
وقدّرت فوربس، التي سبق ووصفته بأنه "أغنى شخص أسود في العالم"، ثروة العمودي بأكثر من 10 مليارات دولار في 2016.
ويُمثّل العمودي الداعم الرئيسي للنظام في إثيوبيا، لدرجة أن المعارضة أعربت عن ارتياحها لاحتجازه، فيما أعلن الحزب الحاكم أن ما حدث "خسارة".
قال هينوك جابيسا، الأستاذ الزائر بكلية الحقوق بجامعة واشنطن ولي، لبي بي سي: "إن حضور أو غياب الشيخ العمودي في إثيوبيا يشكل فارقًا كبيرًا".
وتناولت وسائل الإعلام الإثيوبية، الحكومية والخاصة، خبر إطلاق العمودي بتغطيات خبرية مُكثّفة.
كما أكّد الأمر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد على حسابه عبر تويتر، قائلًا إنه "أثار القضية مع الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته للرياض في مايو الماضي".
وفي خطاب سابق له في مايو الماضي، قال آبي أحمد إن قضية الشيخ العمودي "قضية كل إثيوبي".
فيديو قد يعجبك: