لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

انتحرتا أم قتلهما مُحقق أمريكي؟.. تطوّر جديد في "غريقتيّ نيويورك" السعوديتين

01:02 م الإثنين 28 يناير 2019

تالا وروتانا الفارع

كتبت- رنا أسامة:

في تطوّر جديد للحادث الغامض الذي أفضى للعثور على جثّتي شقيقتين سعوديتين على نهر هيدسون بنيويورك، قال والدهما إنهما "قُتِلا" على يد مُحقق أمريكي ذو نفوذ قوي، رافضًا تقرير الطب الشرعي الأمريكي الذي أعلن رسميًا، الخميس الماضي، أن سبب الوفاة كان "انتحارًا".

واتهم والد الفتاتين في حوار مع صحيفة "سبق" السعودية، نُشر الاثنين، السلطات الأمريكية بالتواطؤ مع محقّق أمريكي يعمل في قسم شرطة كانت الفتاتان تقطنان بجواره، موضحًا أن يملك عديدًا من الأدلة التي تثبت علاقة ذلك المحقق باختفاء الفتاتين وقتلهما بعد ذلك.

كانت الشرطة الأمريكية قد عثرت على جثّيّ تالا (16 عامًا) وروتانا (22 عامًا) الفارع، في أواخر أكتوبر الماضي، ترتديان الأسود ومُقيّدتين بشريط لاصق من الخِصر والقدمين، ووجهيهما يُلاصِقان بعضهما بعضًا عند نهر هدسون في نيويورك.

بداية القصة

وقال الفارع (55 عامًا)، في حديث هاتفي مع الصحيفة السعودية: "بدأت القصة في ديسمبر الماضي؛ حيث كنا نسكن حيث تدرس ابنتي الكبرى روتانا، برفقة أخيها بولاية فرجينيا، خرجنا تلك الليلة أنا وزوجتي لشراء طلبات للمنزل، وعندما عدنا لم نجدهما، وتوقعنا أنهما ذهبا للمشي كالعادة، لكن حينما تأخرا أكثر من اللازم قدّمنا على الفور بلاغًا للشرطة التي طلبت الانتظار 24 ساعة حسب الأنظمة".

ويتذكّر الفارع، الذي تعرَّض لأزمة قلبية بعد اختفاء ابنتيه، ليلة الاختفاء، قائلًا: "لم نشك لحظة في هروبهما، لأنهما لم تأخذا شيئًا من أغراضهما وممتلكاتهما، حتى إنهما في تلك الليلة اشترتا أغراضًا وتركتا الكيس على الطاولة، ما يعني عدم تبييت نيّة الهرب على الإطلاق".

ويُضيف أنه في اليوم التالي لاختفائهما، اتصل بهم مُحقق أمريكي في المنطقة التي يعيشون بها، ويُدعى براندون ميلر، وأبلغهم أنه "سحب البلاغ وأودع الفتاتين في مكانٍ آمن". وتابع: "حاول استفزازنا بقوله إنه يعلم تعامل العرب السيئ مع أبنائهم لكننا لم نرد عليه، وطالبنا برؤيتهما أو إعادتهما، فرفض ذلك وطلب منا التزام الهدوء ووعد بإعادتهما خلال أسبوع".

وأكمل الفارع: "عاد إلينا المُحقّق بالفعل بعد أسبوع ولكن برفقة هيئة حماية الأطفال، محاولًا اتهامنا بأننا عنّفناهما، لكن تفقّد أفراد الهيئة الشقة ولم يجدوا أثر للتعنيف؛ بل إنهم استغربوا عدم أخذ الفتاتين أي شيءٍ من ممتلكاتهما، وبعد اقتناعهم أرسلوا إلينا تقريرًا بأن الأسرة بريئة من تهمة التعنيف".

بعد ذلك، حاولت عائلة الشقيقتين السعوديتين التواصل مع هذا المحقق لكنه رفض التجاوب، وطلب منهم التوجّه إلى المحكمة بدعوى أن أوراق القضية تحوّلت إلى هناك. يقول الفارع "عندما ذهبنا للمحكمة لم نجد أثرًا للقضية، وكان واضحًا أن نفوذه قوي بدليل تجاوزاته للقانون، حتى إننا حاولنا التواصل مع محامين في فيرجينيا لرفع دعوى لكنهم رفضوا وتهرّبوا بدون سبب مُقنع، ما أوقعنا في أزمة مع هذا المحقق المتسلط".

وأشار الفارع إلى أن ثمة ضابط تعاطف معهم خلال مراجعتهم قسم الشرطة، واتهم المحقق الأمريكي ميلر بتجاوز القانون وتواطؤه في اختفاء الفتاتين بهذه الطريقة، لكنه رفض أن يدوّن ذلك في محضر التحقيقات رسميًا، مُكتفيًا بتوجيه الاتهام "شفاهة".

وبعد تصاعد الأزمة، اضطر الفارع إلى العودة إلى السعودية بعد أن ساءت صحته، حيث أجرى عملية قلب مفتوح، في حين واصلت الأم المكلومة البحث عن ابنتيها وسط اختفاء غامض لأي معلومة حولهما، وصمت مُطبق للسلطات الأمريكية حول مكان وجودهما، وفق سبق.

اختفاء رسمي

بعد أشهر من الاختفاء، أصدرت شرطة فيرجينيا بيانًا رسميًا يؤكّد اختفاء الفتاتين، وبعدها بأسبوع أعلنت وفاتهما رسميًا وسط أحداث دراماتيكية ومعلومات متضاربة حسب تأكيدات الأب.

يقول الفارع للصحيفة السعودية: "عندما أُعلن خبر وفاتهما، جاءت الشرطة إلينا وأبلغتنا باكتشاف الجثتين مربوطتين إلى وجهيهما، مؤكدين أنهما انتحرتا قبل أن يجري الطب الشرعي التحقيقات".

وتابع: "عندما طلبنا رؤية الجثمانين في ثلاجة الأموات، تلكّات السلطات الأمريكية في البداية وبعدها استجابت، وذُهِلنا عندما وجدنا علامات ضرب ولكمات تملأ وجهَي الفتاتين، وتحديدًا الصُغرى، ما يؤكد أنهما تعرّضتا لضرب مُبرِح قبل وفاتهما".

الأمر الذي يُناقض تقرير مكتب الفحص الطبي بنيويورك، الذي أفاد بعدم العثور على أي علامات واضحة أو آثار تعذيب على جسديّ الفتاتين، وأنه عُثِر على جثتيهما مُرتديتين ملابسهما بالكامل، وكانتا مُتحللتين قليلًا نسبيًا.

وفي نهاية أكتوبر الماضي، قالت والدتهما للمُحقّقين إنها علمت اليوم الذي سبق اكتشاف جثّتيهما أنهما تقدّما بطلب لجوء للولايات المتحدة، حسبما نقلت صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية عن مصادر شُرطية.

وقالت المصادر إن والدة الفتاتين أخبرت المُحقّقين أنها تلقّت اتصالًا هاتفيًا يوم 23 أكتوبر من مكتب السفارة السعودية بواشنطن ليُعلموها بأن "إقامة ابنتيها في الولايات المتحدة على المحك لأنهما تقدّما بطلب لجوء في أمريكا".

لم تنتحرا

ويستبعد الأب، في حديثه إلى سبق، نظرية الانتحار. ويُعزّز ذلك بقوله "ابنتاي تخشيان البحر ولا تجيدان السباحة، والمكان التي ادعت السلطات أنهما انتحرتا فيه مليء بالصخور ومستحيل أن تقفزا بتلك الطريقة، فضلاً عن الضربات المبرحة التي تعرضتا لها".

وأضاف "ورغم ذلك أخذنا جثتيهما إلى السعودية، حيث قُمنا بدفنهما، ونحن في حالة يُرثى إليها من فقدان ابنتينا".

كان المحقّقون الأمريكيون قد اشتبهوا في البداية في انتحار الفتاتين بالقفز من أعلى جسر جورج واشنطن، وهو ما نفته عائلتهما. وبعدها تراجعت عن هذه النظرية، انطلاقًا من أنه "في حال قفزت الفتاتان من أعلى الجسر، كان الشريط اللاصق الذي تم تقييدهما به من الخِصر والقدمين سيتعرّض للضرر".

وأوضح الفارع أنه "عاد برفقة زوجته وابنه إلى أمريكا بعد العزاء لتسليم الشقة"، لكن تم استفزازهم بشكل مريب في المطار، حيث أوقفوهم لخمس ساعات وطلبوا منهم مغادرة البلاد خلال 14 يومًا بأقصى تقدير وإلغاء الفيزا الدراسية F1 للابن.

الأمر الذي حالهم دون رفع دعوى ضدّ المحقق المتسلط الذي يزعم الفارع أنه "وراء اختفاء وقتل ابنتيه"، مُشيرًا إلى أنه "أوكل محامي السفارة السعودية هناك وسيُطالب بتوجيه اتهام رسمي للضابط بالتسبّب في كل تلك المآسي التي تعرّضت لها الأسرة خلال الأشهر السبعة الماضية"، بحسب قوله.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان