"أكبر مُموّل لسد النهضة".. من هو محمد العمودي الذي أفرجت عنه السعودية؟
كتبت- رنا أسامة:
عاد الملياردير السعودي المولود في إثيوبيا، محمد حسين العمودي، إلى دياره في مدينة جدة، بعد أكثر من عام على احتجازه إلى جانب عشرات من نُخب المملكة في فندق ريتز كارلتون الشهير بالرياض، على خلفية تُهم فساد.
وأطلقت السلطات السعودية سراح العمودي، مساء الأحد، بعد أيام من الإفراج عن رجال الأعمال السعوديين (عمرو الدباغ وهاني خوجة وسامي الذهيبي)، الذين احتُجِزوا إلى جانب عشرات نُخب المملكة في إطار حملة مكافحة الفساد التي أطلقتها المملكة في 4 نوفمبر 2017.
وبثّ التليفزيون الرسمي الإثيوبي نبأ إطلاق سراح العمودي، وكذلك أكّده رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد على حسابه عبر تويتر، قائلًا إنه "أثار القضية مع الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته للرياض في مايو الماضي". فمن هو الشيخ العمودي الذي وصفته مجلة فوربس الأمريكية يومًا بأنه أغنى شخص أسود في العالم؟
وُلِد العمودي (71 عامًا) في إثيوبيا عام 1946 لرجل أعمال يمني وأم إثيوبية. هاجر إلى السعودية في سن المراهقة، حتى صار مواطنًا سعوديًا في ستينيات القرن الماضي.
ويُعد العمودي الذي تُقدّر ثروته بـ13.5 مليار دولار، المُساهِم الرئيسي وأكبر الداعمين لمشروع سد النهضة المُثير للخلاف بين مصر وإثيوبيا. في سبتمبر 2011، أعلن رسميًا تعهّده بدفع ما يقرب من 90 مليون دولار للحكومة الإثيوبية لصالح بناء السد، لا سيّما لمرحلة البنية التحتية.
وفي الثمانينيات أنشأت شركاته مرافق تخزين النفط تحت الأرض، كما عملت شركاته في مجالات متنوعة مثل البناء والهندسة والأثاث والأدوية، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
دخلت حياته منعطفًا حادًا في نوفمبر 2017، باعتقاله ضمن حملة مكافحة الفساد. وعزت تقارير إعلامية، وقتذاك، أسباب إيقافه إلى تورطه في الحصول على اعتمادات بقيمة 4 مليارات دولار من صندوق الملك عبدالله للاستثمار الزراعي السعودي، لتمويل مشاريع زراعية للأرز في إثيوبيا، وبناء رصيف مينائي في إريتريا لتصدير هذا الأرز إلى المملكة.
يقول مساعدو العمودي إنه كان على علاقة وثيقة بالأمير سلطان بن عبد العزيز الذي كان وزيرا للدفاع ووليًا للعهد وتوفي عام 2011، حيث أدار العمودي أعماله اعتمادا على أموال الأمير ونفوذه، ومن حلفائه الأقوياء أيضا الملياردير خالد بن محفوظ، الذي ارتبط اسمه ببنك الاعتماد والتجارة الذي انهار عام 1991، وفق (بي بي سي).
وفي تقرير سابق لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، ذكر أن العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز كان مؤيدًا لمبادرة "النجمة السعودية للتنمية الزراعية"، وهو المشروع الزراعي الكبير في إثيوبيا، والذي أطلقه العمودي لتزويد السعودية بالأرز.
وفي الوقت ذاته، يُمثّل العمودي الداعم الرئيسي للنظام في إثيوبيا، لدرجة أن المعارضة أعربت عن ارتياحها لاحتجازه، كما يقول سيماهاجن أبيبي، الأستاذ المساعد للدراسات الدولية بجامعة إنديكوت الأمريكية. بينما أعلن الحزب الحاكم أن ما حدث "خسارة".
كما قال هينوك جابيسا، الأستاذ الزائر بكلية الحقوق بجامعة واشنطن ولي، لبي بي سي: "إن حضور أو غياب الشيخ العمودي في إثيوبيا يشكل فارقًا كبيرًا".
وعن نفوذه في إثيوبيا، تُشير وثائق وزارة الخارجية الأمريكية التي تسربت لويكيليكس إلى أنه ومنذ عام 1994 حصلت شركاته على امتياز أغلب المشاريع في ذلك البلد وتغطي أنشطتها مجالات عديدة بداية من القهوة وحتى السياحة.
وضخ العمودي، وهو في السبعينات من عمره، استثمارات ضخمة في قطاعات البناء والزراعة والتعدين في إثيوبيا، ثم اشترى بعد ذلك مصافي نفطية في المغرب والسويد.
صُنِف العمودي ثاني أغنى رجل عربي حسب مجلة فوربس الأمريكية عام 2008.
وقدّرت فوربس، التي سبق ووصفته بأنه "أغنى شخص أسود في العالم"، ثروة العمودي بأكثر من 10 مليارات دولار في 2016.
فيديو قد يعجبك: