كيف أقنع الكونجرس ترامب بإنهاء أطول إغلاق حكومي في الولايات المتحدة؟
كتبت- هدى الشيمي:
مرت الأسابيع الخمسة الماضية على الولايات المتحدة ثقيلة نظرًا إلى استمرار الاغلاق الجزئي للحكومة الذي يعد الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، بينما يرفض الرئيس دونالد ترامب الموافقة على أي اتفاق من شأنه حل الأزمة دون الحصول على التمويل المادي لبناء الجدار الحدودي على طول الحدود الأمريكية المكسيكية، والذي تعهد بإنشائه خلال حملته الانتخابية.
واستجاب ترامب للضغوط السياسية لكي ينهي أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة، إذ وافق على اتفاق لتمويل الوكالات الحكومية الفيدرالية لمدة ثلاثة أسابيع، وكلنه لا يتضمن تخصيص أية مبالغ للإنفاق على الجدار الحدودي.
تقول وكالة أسوشيتيد برس الإخبارية، إن شعبية الرئيس الأمريكي شهدت هبوطًا حادًا خلال الأسابيع المنصرمة، لاسيما مع معاناة حوالي 800 ألف موظف فيدرالي من عدم تقاضيهم رواتبهم، وتجميد بعض الخدمات الأساسية، ما خلق حالة من الارتباك الشديد في واشنطن.
ونقلت الوكالة الإخبارية عن عدد من المسؤولين في مجلس الشيوخ ومجموعة من الجمهوريين – الذين يشعرون بالإحباط الشديد- أن ترامب شعر وأنه ليس لديه أي مخرج من هذه الأزمة، فقرر التراجع عن موقفه المتشدد.
تقول أسوشيتيد برس إن ترامب فعل ما اعتاد القيام به دائمًا وهو التراجع عن موقفه، وإنهاء معركة متعهدًا ببدء واحدة جديدة، مُشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي وافق على الاتفاق ولكنه هدد بامكانية إغلاق الحكومة مرة أخرى إذا لم يحصل على ما يريد.
وكان البيت الأبيض قد أكد أن هناك عدد كبير من الديمقراطيين المستعدين لإعلان دعمهم لمطلب ترامب بتمويل الجدار الحدودي، إلا أن قلة قليلة فقط هي من أعلنت عن ذلك أمام الجميع. ثم وافق كل من ميتش ماكونيل زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ وتشاك شومر زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ على وضع اتفاق من أجل التصويت عليه.
توضح أسوشيتيد برس أنه سيكون هناك تصويت على خطتين لإعادة فتح الحكومة، الأول يدعمه ترامب أم الثاني فيدعمه الديمقراطيون. وترجح الشبكة الأمريكي أن تحظى خطة الديمقراطيين بأغلبية الأصوات، رغم سيطرة الحزب الجمهوري على الأغلبية في مجلس الشيوخ.
وحسب 8 أشخاص مطلعين على المحادثات التي جرت في البيت الأبيض، فإن الرئيس الأمريكي كان في موقف لا يُحسد عليه، لأنه أدرك أنه ليس بيده حيلة وعليه الامتثال إلى الديمقراطيين.
وقال تشاك شومر، الجمعة، إن الرئيس الأمريكي كان يعلم أنها كانت قضية خاسرة.
وكان ميتش ماكونيل، رئيس الجمهوريين في مجلس الشيوخ، قد قال لباقي السياسيين قبل التصويت الثاني لإغلاق الحكومة إنه يستعد للتواصل مع شومر من أجل إجراء محادثات ومحاولة التوصل إلى اتفاق يُنهي الأزمة.
من جانبهم، اعترف بعض المسؤولين في البيت الأبيض بأنهم غير قادرين على فعل أي شيء من شأنه التقليل من حجم ضرر إغلاق الحكومة على الموظفين الفيدراليين، وما زاد الأمر سوءًا هو أنه بحلول صباح يوم الجمعة الماضي، نُشرت تقارير تفيد بتأخر رحلات الطيران عن موعدها بشكل ملحوظ، علاوة على تأكد الجميع من أن الموظفين لم يكن في وسعهم تحمل الأمر أكثر من ذلك.
في تلك المرحلة، لم يكن من الصعب إقناع ترامب بقبول الاتفاق المؤقت.
تُشير أسوشيتيد برس إلى أن كل من مايك بنس نائب الرئيس وعدد من كبار مستشاريه من بينهم جاريد كوشنر وغيرهم من أعضاء فريقه دعموا استراتيجية إنهاء الإغلاق، فيما أكد بعض المقربين من الرئيس الأمريكي أن ترامب لا يتعامل مع الأمر على أنه استسلام للأمر الواقع، أو خضوع للديمقراطيين، بل أنه فرصة أخرى لاتمام الصفقة التي يحلم بها.
حسب مساعدي الرئيس الأمريكي فإن ترامب يعتقد أن هناك ديمقراطيين مستعدين للعمل على بناء الجدار، وأنهم سوف يتفاوضون مع قادتهم من أجل بناء الجدار الحدودي.
وقال ترامب، عبر تويتر أمس السبت، إنه لن يكون من السهل التوصل إلى اتفاق يُنهي الأزمة، مؤكدًا أنه سيتم بناء الجدار.
فيديو قد يعجبك: