تعرّف على أول حرب خاضها الجيش السعودي
القاهرة – (مصراوي):
دونت الوثائق التاريخية أسماء الجنود والمتطوعين السعوديين الذين استُشهدوا خلال حرب 1948، والتي شاركت فيها كلا من مصر والمملكة الأردنية والعراق وسوريا ولبنان والمملكة العربية السعودية ضد المليشيات الصهيونية المسلحة في فلسطين.
ويمتلك مركز المعلومات الوطني الفلسطيني "وفا"، قائمة تضم اسماء 155 شهيدًا سعوديًا، قضوا على أرض فلسطين، والتي نشرها موقع "العربية.نت" السعودي.
وذكرت صحيفة "أم القُرى" السعودية، أن عدد شهداء الجيش السعودي بلغت 40 شهيدًا، فيما تحدثت شهادات بعض الضباط عن 173 شهيدًا بينهم 4 ضباط، و64 من رُتب أخرى، و104 ليسوا في سلك الجُندية.
فيما قالت صحيفة "سبق" السعودية، إن عدد الشهداء وصل إلى أكثر من 96 شهيدًا على أرض فلسطين من الجيش السعودي في معارك مختلفة من فلسطين، منها في اللد وحيفا ويافا والقدس والرملة والنقب وباب الواد وغيرها، أما السعوديون المتطوعون الذين استُشهدوا في الحرب فيبلغون ثمانية وثمانين شهيدًا، على حد قول الصحيفة.
نقل موقع "العربية" ما وثّقه الباحث محمد بن ناصر الأسمري في كتابه "الجيش السعودي في حرب فلسطين 1948" ملامح وشهادات ومذكرات رسمية تؤرخ لتلك الفترة.
وبيّن الباحث أن القوة السعودية في المعارك باشرت القتال جنباً إلى جنب مع القوات المصرية. ونقل عن شكيب الأموي المراسل الحربي لصحيفة "أم القرى" الذي رافق الجيش السعودي في تقرير نشرته الصحيفة بتاريخ 25 يونيو 1948 ما نصّه: "المعركة الأولى للجيش السعودي كانت في بيت حانون على بعد 9 كم عن غزة شمالاً، وتواجه المعسكر السعودي مستعمرة بيرون إسحاق التي تؤمّن 3 قرى أخرى بالماء، وكان السجال بين القوات المصرية واليهود على هذا الموقع، وتقرر طرد اليهود من الموقع فتقدمت القوات المصرية ومعها السعودية بقيادة القائم مقام سعيد الكردي".
كما أورد الباحث أن "أهم المواقع والمعارك التي شارك وتواجد الجيش السعودي فيها في فلسطين كانت: دير سنيد، أسدود، نجبا، المجدل، عراق سويدان، الحليقات، بيرون إسحاق، كراتيا، بيت طيما، بيت حانون، بيت لاهيا، غزة، رفح، العسلوج، تبة الخيش، علي المنطار والشيخ نوران"، بحسب ما نقلته العربية.
ومن ضمن الشهادات الأخرى عن هذه الحقبة، شهادة أوردها اللواء المتقاعد حسين العساف حيث ذكر أنه في بداية عام 1948 تطوع للجهاد في فلسطين بعد نداء الجامعة العربية بذلك، عندما شكلت جيشاً أسمته "جيش الإنقاذ". وكان وفقاً للعساف عدد المتطوعين السعوديين يفوق 500 شخص من مختلف أبناء القبائل والمناطق.
فيما قال موقع "المجلة" اللندنية، إنه بعد صدور قرار التقسيم بخمسة أشهر، اندلعت المعارك الطاحنة بين الثوار الفلسطينيين والإسرائيليين، ووصل وفد عربي إلى المملكة ضمّ كلا من عبد الرحمن عزام الأمين العام للجامعة العربية، ومفتي فلسطين أمين الحسيني، ورياض الصلح رئيس وزراء لبنان، وجميل مردم بك رئيس وزراء سوريا، وعرضوا على الملك عبد العزيز خلاصة الموقف في فلسطين - وفقًا لدراسة تاريخية أعدها الباحثان رياض شاهين، وعبد الحميد الفراني في مؤتمر بجامعة نابلس عن موقف السعودية من القضية الفلسطينية.
وأضافت "المجلة"، أن الملك عبد العزيز كان يعتقد أن الوسيلة الوحيدة لمنع قيام دولة عبرية هي تنظيم حرب عصابات ضد الكتائب اليهودية، وانسجاما مع هذه النظرة أصدر أوامره إلى رؤساء قبائل نجد وما حولها بتقديم متطوعين تتراوح أعمارهم بين العشرين والخمسين سنة، وإرسالهم إلى الجوف - شمال غربي المملكة - كي يعمل على إيفادهم لنجدة الفلسطينيين.
غادرت القوات السعودية الطائف في 21 مايو 1948 إلى جدة، ثم إلى القاهرة، فأنزلت قواتها خفيفة التسليح في ميناء فاروق الجوي "مطار القاهرة حاليًا"، أما الأسلحة الثقيلة والقوات المدرعة والذخائر والتجهيزات الاحتياطية فقد أُرسلت بحرًا فأنزلت في ميناء السويس.
وبعد أن تجمّعت القوات السعودية-المصرية في العريش دخلت فلسطين عن طريق رفح، وواصلت سيرها إلى غزة، وعند وصولها غزة أشغلت تلة المنطار المقابلة للمستعمرات اليهودية الشرقية، وبعد شغلها المواقع شاغلت العدو الذي كان يرابط في تلك المستعمرات.
وقامت القوات بدوريات مقاتلة بين تلك المستعمرات، كما قامت بنسف أنابيب المياه وعرقلة سير القوافل التي كانت تموّن المُستعمرات، واشتركت في خطوط القتال الأمامية إلى جانب القوات المصرية.
كان من نتائج القتال أن استطاعت القوات المصرية-السعودية استرداد الشريط الساحلي المحاذي لساحل البحر الأبيض من رفح على الحدود المصرية جنوبا حتى مدينة أسدود شمالا، مرورًا بدير البلح وخان يونس وغزة ودير سنيد والمجدل، بحسب المجلة.
فيديو قد يعجبك: