لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

واشنطن بوست: تغريدات ترامب لن تنقذ السوريين في إدلب

12:46 م السبت 08 سبتمبر 2018

ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود:

انتقدت صحيفة واشنطن بوست الامريكية، رد فعل الرئيس دونالد ترامب تجاه تطورات الأحداث في سوريا، قائلة إن تغريدات ترامب التحذيرية من الهجوم على إدلب الواقعة شمالي سوريا لن تحول دون حدوث هذه المجزرة.

وحذرت الصحيفة -في مقال نشرته أمس الجمعة بعنوان "الفرصة الأخيرة في سوريا"- من أن الهجوم المرتقب على إدلب، لن يتسبب في كارثة إنسانية داخل سوريا فقط، بل ستصل نتائجه إلى أبعد من الحدود السورية.

بدأ مئات المدنيين، الخميس، الفرار من المنطقة خوفًا من الهجوم الوشيك للقوات الحكومية، بينما حذّرت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي من أن هجومًا واسع النطاق على المحافظة سيؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة منذ بدء النزاع السوري في العام 2011 والذي خلف 350 ألف قتيل.

تساءلت الصحيفة الأمريكية "هل يمكن للتغريدات أن تغسل حمام دم جديد في سوريا؟"، موضحة أنه بعد ساعات من استخدام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لـ"وسيلته المُفضلة" لتحذير روسيا من هجوم جديد على محافظة إدلب السورية، قائلاً إن هذا سيكون "خطأ إنساني كبير"، شنّت الطائرات الروسية عشرات الضربات على إدلب، ما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين.

قالت الصحيفة إن هذا الهجوم كان ذلك مجرد بداية لما يمكن أن يصبح أكثر الهجمات رعبًا منذ بداية النزاع السوري الذي دام أكثر من سبع سنوات؛ فهناك حوالي ثلاثة ملايين مدني مُحاصرون في إدلب، نصفهم تقريبًا من النازحين الفارّين من مناطق أخرى، فلم يكن ترامب يبالغ عندما قال إن "قصف إدلب يمكن أن يقتل مئات الآلاف من المدنيين".

ووفقا لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، فقد تعهدت روسيا بالحفاظ على إدلب "منطقة خفض تصعيد" وإنهاء الحرب من خلال الحلول الدبلوماسية، ومع ذلك يبدو الآن أنها مستعدة لتقديم الدعم الجوي للرئيس السوري بشار الأسد من أجل الهجوم على إدلب والسيطرة عليها.

تشير موسكو إلى وجود مجموعة معارضة مُسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي، تسيطر على معظم الأراضي في إدلب، وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إنه "خراج مقيت" يجب "تصفيته".

لكن مبعوث الأمم المتحدة في سوريا يقدر أن هناك حوالي 10 آلاف مقاتل في الجماعة المتطرفة، إذا اتبعوا طريقة عملهم المعتادة، فإن قوات الأسد والقوات الإيرانية والروسية ستقاتلهم من خلال استهداف السكان المدنيين والبنية التحتية بشكل منهجي، بما في ذلك الأسواق والمدارس والمستشفيات.

وأوضحت الصحيفة أن الضرر سينتشر إلى ما هو أبعد من سوريا؛ فالهجوم على إدلب من شأنه أن يتسبب في فرار مئات الآلاف من اللاجئين شمالاً إلى تركيا، والتي تحتضن بالفعل حوالي 3.5 مليون سوري.

وفي الوقت الحالي، يمنع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اللاجئين من التدفق إلى أوروبا، إذ أدى تدفقهم الجماعي في عام 2015 إلى رد فعل سياسي بعيد المدى، ولكن إذا اندلعت عملية إدلب العسكرية، فقد يتغير ذلك، بحسب الصحيفة.

في مواجهة هذه المخاطر، كانت استجابة إدارة الرئيس الأمريكي "ضعيفة بشكل مثير للشفقة" –على حد وصف الصحيفة- إذ لجأ بومبيو إلى التغريد بأن "العالم يراقب" - مرددًا الكلمات الضعيفة التي استخدمها وزير الخارجية آنذاك جون كيري عندما قامت القوات السورية والروسية بالهجوم العسكري على مدينة حلب وتحويلها إلى أنقاض.

الخط الأحمر الوحيد الذي رسمه البيت الأبيض هو أنه يقف ضد استخدام الأسلحة الكيميائية، محذرًا من أنه في حال تم استخدامها "سوف يرد بسرعة وبالشكل مناسب".

وقالت الصحيفة، إن ردع الهجمات الكيماوية أمر مهم، ولكن للوقوف في الوقت الذي تنشأ فيه كارثة إنسانية بالوسائل التقليدية، وينجح التحالف بين الأسد وروسيا وإيران السيطرة على سوريا، سيكون تنازل آخر مدمرًا للقيادة الأمريكية.

وختمت "في هذه المرحلة، يبدو أن الآمال ضئيلة في تفادي سفك الدماء الجماعي مع تركيا، وهي داعم قديم لقوات المعارضة السورية في إدلب، لكن لسوء الحظ، فإن نظام الأسد وحلفائه الروس لديهم سجل طويل في رفض حل وسط للأرض المحروقة، كما سيحكمون على أنه يمكن تجاهل رسائل تويتر الواردة من رئيس الولايات المتحدة بأمان".

وفشل رؤساء إيران وتركيا وروسيا خلال قمة عُقدت، الجمعة، في طهران في تجاوز خلافاتهم حول محافظة إدلب السورية، آخر معقل للمتشددين ومقاتلي المعارضة، والمهددة بهجوم وشيك من قوات النظام السوري.

وشدّد الرئيسان الإيراني حسن روحاني والروسي فلاديمير بوتين على ضرورة استعادة حليفتهما دمشق السيطرة على محافظة إدلب التي يقطنها حاليا حوالى 3 ملايين شخص، نصفهم من النازحين من مناطق أخرى، بينما حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الداعم للمعارضة من "حمام دم"، ودعا إلى إعلان "وقف لإطلاق النار" في المحافظة الواقعة على حدوده.

فيديو قد يعجبك: