إعلان

كاتبة تركية: بلادي تنزلق للخلف.. تركيا التي عرفتها لم تعد موجودة

08:19 م الثلاثاء 04 سبتمبر 2018

الكاتبة التركية إيلاف شافاق

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد عطايا:

عبرت الكاتبة التركية إيلاف شافاق عن صدمتها الكبيرة مما يحدث حاليًا في بلادها، ومحاولات القادة السياسية البعد عن أوروبا والغرب، والنأي بالنفس.

قالت شافاق في مقال نشرته بصحيفة الجارديان البريطانية يوم الاثنين، إن "الدولة التركية الساذجة والمتفائلة التي عرفتها سابقًا وتحدثت عنها مرارًا في أكثر من مناسبة وحفل جماهيري لم تعد موجودة بعد الآن."

وأضافت أنه تركيا أصبحت على مدار سنوات منعزلة، تهتم بالداخل فقط، وتعادي الأوروبيين، وواكب الحكم السطحي الحالي في أنقرة، تصاعد النزعة القومية والعصبية الدينية في تركيا.

وقالت إن "تلك الصفات في الدولة التركية الحديثة أدت إلى زيادة التمييز وعدم المساواة بين الجنسين، بالإضافة إلى أن العنف ضد المرأة ارتفع بشكل درامي، حيث زادت جرائم قتل النساء 25% العام الماضي."

وتابعت الكاتبة أن الأجيال القادمة أصحبت مستهدفة سواء في المدارس والشوارع "لزرع البلاغة القومية العرقية الرجعية، ورفع شعبية اليمينيين."

وقالت إن حالة الطوارئ التي عقبت الانقلاب الفاشل ضد الرئيس رجب طيب أردوغان انتهت، ولكن لم تعود الأمور إلى طبيعتها بعد.

الأسبوع الماضي، أعلنت قناة "تي آر تي" التابعة للحكومة التركية، أنه لن يتم إذاعة أي أفلام رعاة البقر الأمريكية.

فسرت إيلاف شافاق تلك الخطوة بأنها أخر تطور للصراع بين تركيا والولايات المتحدة، الذي دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى توقيع عقوبات اقتصادية على حليفه في "الناتو".

العقوبات أدت إلى ضعف الليرة التركية، التي كانت تعاني بالفعل نتيجة سياسات حزب العدالة والتنمية الحاكم، وإنقلاب أنقرة على الديمقراطية، ما أدى إلى تسجيل العملة المحلية مستويات منخفضة.

في المقابل، طلب أردوغان من أمته مقاطعة المنتجات الإلكترونية الأمريكية: "إذا كانوا يملكون آي فون، هناك سامسونج في كل مكان، ولدينا فيستال مُصنع محلي تركي".

كما طالبت الحكومة أيضًا شعبها لتحويل الدولار إلى الليرة التركية.

وفي كل يوم خلال شهر أغسطس، شجعت القنوات التلفزيونية الشعب التركي على إيجاد طريقة مبتكرة للتظاهر ضد أمريكا، والغرب أجمعين، بحسب الكاتبة.

وأشارت شافاق إلى حادثة حرق أب في مدينة أضنة جوازي السفر الأمريكي لولديه علنا، فيما تظاهرت مجموعة من المتطرفين في مدينة أضنة، وحرقوا دولارات أمريكية أمام كاميرات التلفزيون.

وقال قائد المظاهرة حينها: "سنتغلب على تلك الأزمة، وسوف نحول القس إلى إمام"، في إشارة إلى رجل الدين الأمريكي المسجون لمدة عامين، ووضعته السلطة التركية بعد ذلك في إقامة جبرية داخل منزله.

وفي مدينة موغلا، بالجنوب الغربي، تقدم فرحات دولار إلى المحكمة لتغير اسم لقب عائلته.

أكدت الكاتبة إيلاف شافاق، أن القومية المتطرفة لم يشترك فيها كل الشعب التركي، مشيرة إلى أن الأمثلة الماضية كانت لقلة من المتباهين اتخذوا من الشوارع ضربًا للاستعراض.

وأضافت أن في دولة تفرض الرقابة والقمع على المعارضة، يظهر فقط في وسائل الإعلام من يحرق الدولار ويغير اسمه، وأي فرد يرفض تلك الإجراءات يسمى خائن. وقالت إن تركيا يحدث بيها تغير ثقافي كبير، وتبرهن نفسها في كل تفصيلة صغير يوميًا.

وكتبت: "يتم دفعنا إلى قبلية اصطناعية، كما أخبرونا أننا أخلاقيًا ودينيًا وتاريخيًا، مختلفين تمامًا عن الغرب، ولن نكون أبدًا جزء منهم".

وقالت إن الثقافة باتت هي ميدان المعركة الجديد، في الوقت الذي تختفي فيه العلمانية مع تصاعد أعداد المدارس الدينية.

وبحسب الكاتبة التركية، فإنه تم رفع نظرية "التطور" من المناهج الدراسية، مشيرة إلى أن التعليم تم إعادة تشكيله لتوظيفه في تكوين مبادئ التعصب الديني والقومية العرقية، مؤكدة أن أردوغان أعلنها صريحة: "نريد تربية جيل ورع".

وأشارت إلى كلمة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التي وصف فيها أنقرة بأنها ضد الأوروبيين، قائلًا: "تركيا في عهد أردوغان ليست كما كنا نعرفها في عهد مصطفى كمال أتاتورك".

وأكدت الكاتبة التركية في مقالها بـ"جارديان"، أن انزلاق أنقرة في منحنى مضاد للغرب بشكل عام؛ سيسوق عوائق سلبية لبلادها وللغرب على حد سواء.

وتابعت، أن ذلك هو التحدي للسياسيين الأوروبيين، ليس لنشر الديمقراطية في تركيا وحسب، ولكن لعدد الدول التي يرتفع بها اضطهادها للديمقراطية.

واستطردت أنه يجب أن يكون هناك مواجهة مفتوحة ونقد لا هوادة فيه لكل الحكومات الاستبدادية، وسجلاتهم غير الجيدة مع حقوق الإنسان، والديمقراطية، وحرية التعبير.

وكتب شافاق: "مثلما يقوم به أردوغان ومن حوله من تقديم أنفسهم على أنهم المتحدثين باسم الشعب، يجب أن نميز الفارق بين العامة والنخبة هناك في الدول غير الديمقراطية قبل أن يتلفظ أحد بتلك الطريقة".

وقالت الكاتبة إن تركيا "تزلق إلى الخلف... ويقودها تيار الشوفينية برعاية الحكومة. وتبحر بعيدا عن الغرب وأوروبا فيما لا يزال المجتمع المدني يقاوم."

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان