لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

اشتباكات طرابلس تتصاعد.. 50 قتيلا وسجناء هاربون وأسر نازحة وتحذيرات من حرب أهلية (تقرير)

12:07 ص الثلاثاء 04 سبتمبر 2018

الوضع في طرابلس أصبح متأزمًا (أرشيفية)

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

ارتفع عدد ضحايا أحداث العنف في مدينة طرابلس إلى 50 قتيلًا و128 مصابًا و8 مفقودين، في الوقت الذي تشهد فيه العاصمة الليبية انقطاعًا للكهرباء وحدوث إظلام تام في المنطقة الجنوبية، وأعلنت حكومة الوفاق حالة الطوارئ، في الوقت الذي فر فيه مئات السجناء وباتوا طلقاء في أرجاء العاصمة.

وقالت منظمة الصحة العالمية، في بيان صادر عنها، أمس الإثنين، إنها ولدعم جهود الاستجابة التي تقوم بها وزارة الصحة في ليبيا تقوم بنشر 10 فرق متنقلة من صدمات الطوارئ تتألف من الأطباء والمساعدين الطبيين والأدوية الأساسية والمعدات الطبية إلى المناطق التى يستمر القتال فيها.

موقع "المتوسط" الليبي، نقل عن شهود عيان، أن ميليشيا ليبية، هاجمت، الإثنين، مقر رئاسة حكومة الوفاق الوطني في ليبيا بوسط العاصمة طرابلس، وأن المسلحين اشتبكوا مع قوات الحراسة لعدة دقائق، قبل أن يلوذوا بالفرار، دون وقوع أي خسائر.

من جهتها، نفت حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، حدوث هجوم على مبنى رئاسة الوزراء الواقع في طريق السكة.

ونقلت وكالة الأنباء الليبية التابعة لحكومة الوفاق، الإثنين، عن إدارة التواصل قولها إن المجلس الرئاسي مستمر بعمله بشكل اعتيادي، وأن الموظفين بديوان رئاسة الوزراء يؤدون عملهم بشكل طبيعي.

من جهة أخرى، أعلنت قوات "اللواء السابع مشاة" عن استيلائها على "آليات للمجموعات المسلحة الهاربة في محور وادي الربيع" جنوب طرابلس.

وأشار المكتب الإعلامي للقوات والتي تُعرف محليًا بـ "الكانيات"، إلى تقدمه في محور وادي الربيع، بعد طرد مجموعات مسلحة من عدة مواقع، لافتًا إلى استمرار المواجهات في عدة محاور للاشتباكات.

العائلات النازحة

أعلن الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ، الدكتور أسامة علي، الإثنين، أن حوالي 1825 عائلة من مناطق عين زارة، وخلة الفرجان، والسدرة، والقرقني، ووادي الربيع، والدبلوماسي، وسيدي فطرة، نزحوا بسبب الاشتباكات العنيفة التي تشهدها ضواحي طرابلس الجنوبية منذ أكثر من أسبوع، إلى عدة مناطق آمنة، مشيرًا إلى أن الإحصائية تغطي الفترة من 27 أغسطس إلى 2 سبتمبر.

وأوضح "علي" أن نحو "350 عائلة وصلت لمدينة ترهونة، و140 إلى بني وليد، و37 عائلة إلى تاجوراء، و200 عائلة إلى قصر بن غشير، وحوالي 950 عائلة إلى مناطق أخري بضواحي طرابلس والمناطق المجاورة لها"، وذلك نتيجة الاشتباكات المسلحة.

وذكر الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ، أن حوالي 30 % من السكان بمنطقة الاشتباكات يرفضون مغادرة بيوتهم خوفًا من أعمال السرقة بالإكراه والنهب لمتلكاتهم، وفضلوا البقاء، منبهًا إلى أن جزءًا كبيرًا من هذه العائلات نفذ تموين البيت، ولديها احتياجات عاجلة كأولوية المياه والمواد الغذائية، وغيرها.

السراج يبحث الأضرار

فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق عقد اجتماعًا، أمس الإثنين، مع رئيس مجلس إدارة الشركة العامة للكهرباء عبدالمجيد حمزة، لمتابعة الخطط العاجلة التي اتخذتها الشركة لإصلاح الأضرار الناجمة عن الاشتباكات التي تشهدها ضواحي العاصمة طرابلس.

وبحسب بيان نشرته حكومة الوفاق الوطني، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ذكر أنّ السراج أكد اتخاذه إجراءات أمنية لتوفير الحماية اللازمة للمحطات الكهربائية وغرف التحكم، كما جرى بحث ما سبق إقراره من برامج للتغلب على العجز في إمدادات الطاقة الكهربائية.

وكان المدير التنفيذي لشركة الكهرباء علي ساسي، حذّر من أن الشبكة الكهربائية معرضة للانهيار في أي وقت نتيجة الأضرار التي لحقت بها جراء الاشتباكات المسلحة في طرابلس.

وقال ساسي، في مُداخلة لقناة "218 نيوز" الليبية، الإثنين، إن خطوط النقل أيضًا معرضة للفصل في أي لحظة حال استمرار الاشتباكات.

وأضاف أن الأضرار التي تعرضت لها الشبكة لا يمكن إصلاحها خلال أيام، مبينا أن الشركة ناشدت الأطراف المتنازعة للسماح لأطقم الصيانة لمعالجة أضرار الشبكة.

فرار السجناء

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أن نحو 400 سجينًا، فروا –الأحد- من سجن عين زارة جنوبي شرق طرابلس، وسط اشتباكات عنيفة بين جماعات مسلحة بالمدينة، بحسب الشرطة.

وأوضحت الشرطة أن المعتقلين تمكنوا من فتح الأبواب بالقوة ومغادرة السجن.

ونقلت وكالة فرانس برس للأنباء، عن الشرطة قولها إن "حراس السجن، لم يتمكنوا من منع الحادث، خوفًا على حياتهم".

يُذكر أن سجن "عين زارة" مليء بمؤيدي الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، حسبما تفيد تقارير إخبارية، ومُعظمهم أدينوا بالقتل خلال الانتفاضة ضد نظام حكمه في عام 2011.

احتمالية الحرب

من جهتها، حذرت لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في مجلس النواب الليبي بمدينة طبرق، من احتمالية خروج الوضع في طرابلس عن السيطرة ونشوب حرب أهلية ستؤدي في النهاية إلى تمزيق البلاد.

وقالت اللجنة، في بيان صحفي، نقلته وكالة "سبوتنيك" الروسية: "تعلن لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي تمسكها بالمبادرة الفرنسية"، معربة عن "قلقها من أن تؤثر الأحداث في العاصمة طرابلس على مشروع الانتخابات القادم".

وأشار البيان إلى أن "لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي تتابع باهتمام بالغ تطورات الأحداث في مدينة طرابلس، وتدعو الجميع إلى التهدئة وتجنيب المدينة وسكانها ويلات الحرب والدمار".

أسباب العنف

العنف الذي تشهده طرابلس خلال الفترة الأخيرة كان سببه -حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"- مهاجمة جماعة مسلحة من مدينة تقع إلى الجنوب من طرابلس مناطق جنوبية بالعاصمة، وهو ما أدى إلى قتال مع جماعة مسلحة محلية مؤيدة لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً.

ووصفت حكومة الوفاق الوطني تلك الاشتباكات، بأنها "محاولة لعرقلة الانتقال السياسي السلمي" في البلاد، مضيفة أنها "لا يمكنها البقاء صامتة، إزاء الهجمات على طرابلس وضواحيها، التي تمثل انتهاكًا لأمن العاصمة وسلامة المواطنين".

وأدانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية أعمال العنف في طرابلس.

وقالت مدير المنظمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سارة ليا واتسون، إن "تهور المجموعات المسلحة، التي تتقاتل فيما بينها حول السلطة، لا حدود له. والمدنيون هم من يدفعون الثمن"، مضيفة أن "جميع الأطراف مطالبة بفعل كل ما يمكنها للحفاظ على حياة المدنيين".

وتابع مدير المنظمة "المجموعات المسلحة التي تحاصر العائلات في مناطق القتال الكثيف، وتسرق عربات الإسعاف، لن تحصل أبدًا على الشرعية. وسيتم محاسبة القادة أيضًا إذا لم يتحركوا لوقف تلك الانتهاكات ومحاسبة المسؤول".

ردود فعل المجتمع الدولي

الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، قال إن "الاستخدام العشوائي للقوة يعد انتهاكا للقانون الدولي الإنساني، وقانون حقوق الإنسان"، وحث "كل الأطراف على توصيل مواد الإغاثة الإنسانية إلى الأشخاص المحتاجين".

ودعت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا، السبت، إلى وقف فوري للاشتباكات الدامية في العاصمة الليبية.

وجاء في بيان مشترك لهذه الدول: "ندعو الجماعات المسلحة إلى وقف كافة العمليات العسكرية فورا، ونحذر أولئك الذين يسعون لتقويض الاستقرار في طرابلس أو أي مكان آخر في ليبيا من أنهم سيحسابون على ذلك".

من جانبها أكدت مصر أنها تتابع بقلق عميق التطورات السلبية والخطيرة التي شهدتها ليبيا في الفترة الماضية، وبخاصة المواجهات المسلحة التي تشهدها العاصمة طرابلس وضواحيها.

وأكدت وزارة الخارجية - في بيان صادر عنها، الإثنين- على أهمية استعادة الاستقرار في ليبيا، واضطلاع مؤسسات الدولة الليبية بواجباتها رعاية لمصالح الشعب الليبي الشقيق، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية والمؤسسات الأمنية، والنأي بليبيا عن فوضى الميليشيات.

فيديو قد يعجبك: