"سبب كل الشر".. كيف تُكرر أمريكا سيناريو العراق في إيران؟
كتب – محمد عطايا:
في مقاله الجديد بصحيفة "إندبندنت" البريطانية، أكد الكاتب الصحفي الكبير باتريك كوكبيرن، أن عملية استهداف الميليشيات التابعة لتركيا في مدينة عفرين، على يد القوات الكردية الموالية للولايات المتحدة، منذ أيام، وما تبعها من هجوم مشابه في الأحواز، أعلن المسؤولية عنه تنظيم داعش، والمقاومة الأحوازية، ينذر بمعارك وحرب جديدة في الشرق الأوسط.
أشار كوكبيرن إلى أن تتابع الأحداث مهم للغاية، لأنه من الممكن أن يكون منذرًا بالجولة الجديدة من المواجهات، و"الكوارث"، و"الحرب"، التي تغلف الشرق الأوسط.
وأكد أن الحرب الحالية ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق انتهت، ولكن ستستبدل قريبًا جدًا بواحدة أخرى، ولاعبين جدد، وأسباب مختلفة.
وأوضح أن حرب العصابات الدائرة في مدينة عفرين السورية، هي حلقة واحدة من تصعيد المواجهات بين تركيا والقوات الكردية، والتي سينضم لها الولايات المتحدة وروسيا.
وتابع أن الشرق الأوسط دائمًا يحوي مكامن الخطورة، لأنها أشبه بجزيرة البلقان قبل عام 1914، حيث كانت مليئة بجميع المشكلات إلا أن سياسات قادة الدول الأوروبية حينها تمكنت من حلها، وهو ما يختلف حاليًا بوجود دونالد ترامب على رأس الإدارة الأمريكية، لأنه جعل الخطر مضاعفًا.
في كل مكان يرى الرئيس الأمريكي وإدارته أن الخطر منبعه النظام الإيراني الحالي، وهو ما كان –بحسب الصحفي البريطاني- يشبه نبرة حديث جورج بوش، وتوني بلير، خلال حديثهم عن غزو العراق في 2003، عندما ألقوا باللوم على صدام حسين.
وأضاف أن التضخيم من حجم "التهديد الإيراني" الذي قامت به إدارة ترامب الأسبوع الماضي في الأمم المتحدة، كان يشبه تمامًا ما كان يقال عن العراق قبل 15 عامًا مضوا.
وأشار إلى أن القوات الأمريكية المتواجدة في سوريا والتي وجهت ضربات عسكرية ضد "داعش" في البلد الممزق أطرافها، يمكن أن تستهدف الأيام المقبلة إيران.
وأوضح أن الولايات المتحدة قررت الاحتفاظ بقوة عسكرية في شمال شرق سوريا من أجل إحباط الطموحات الإيرانية ، لكن البلد الأكثر تضررًا من ذلك ليس إيران بل تركيا.
لا يمكن للولايات المتحدة البقاء في هذا الجزء من سوريا إلا بالتحالف مع الأكراد السوريين ، الذين تتعهد دولتهم الفعلية ، التي يسمونها بـ"روج آفا"، تركيا بالقضاء عليها.
وأضاف الصحفي البريطاني في مقاله بـ"إندبندنت"، أن جعل ايران سبب لكل الشر من قبل ترامب وبولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو وسفيرة الأمم المتحدة نيكي هالي، لهو أمر انتقل من العقلية البسيطة الى حد البلاهة من قبل الإدارة الأمريكية.
وأكد أن رد هالي على مجزرة الأحواز بإخبار الحكومة أن "تنظر في المرآة" هو دليل على التوعد من قبل الإدارة الأمريكية.
وأشار إلى وعد بولتون العام الماضي لجماعة المعارضة الإيرانية المنفية "مجاهدي خلق"، والتي دعا فيها أنه بحلول عام 2019 سيحكمون إيران، كان يقول هذا الأسبوع إنه سيكون هناك "جحيم يدفع" إذا وقفت إيران في طريق الولايات المتحدة.
فيديو قد يعجبك: