لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الحرب في أفغانستان تكبد الصحافيين أرواحهم بأعداد قياسية

02:27 م الجمعة 21 سبتمبر 2018

ارشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(أ ف ب):

بعد لحظات على إنهائه رسالته المباشرة حول الهجوم الانتحاري الأخير في كابول الشهر الماضي لقي الصحافي الافغاني ساميم فارامرز مصرعه في انفجار سيارة مفخخة على بعد أمتار قليلة عنه أودى أيضا بحياة المصور رامز أحمدي.

ويحاول زملاؤهما في محطة تولو نيوز الاخبارية حبس دموعهم لدى الاعلان عن وفاتهما مباشرة على الهواء، ما يطرح جدلا بشأن عمل الصحافيين الأفغان في أوضاع خطيرة كتلك.

وبمقتل فارامرز وأحمدي في الخامس من سبتمبر يرتفع عدد الصحافيين وأفراد طواقم الاعلام الذين قتلوا في أفغانستان هذا العام إلى 14 شخصا ما يجعل هذه الدولة الأكثر خطورة على عمل الصحفيين.

و13 من القتلى صحافيون -- وهذا أكبر عدد للصحافيين القتلى في أفغانستان في عام واحد منذ اندلاع الحرب.

وتشكل هذه الخسائر ضمن هذا المجتمع المعروف بالعلاقات الوثيقة بين أفراده، فادحة للصحافيين الذين يواجهون خطر وقوع مأساة كلما توجهوا إلى العمل.

وقال حميد حيدري الصحافي لدى وان.تي.في "عندما نغادر منازلنا لا نعرف إن كنا سنعود أحياء". ويعرض هذا الصحافي على رف فوق مكتبه صور صحافيين قضوا أثناء عملهم.

وكان حيدري قد توجه إلى موقع الانفجار الذي أودى بحياة فارامرز وأحمدي لكنه عاد إلى مكتبه قبل دقائق على وقوع الانفجار الثاني.

وقال لطف الله نجفيزاده مدير تولو، أكبر شبكة تلفزيونية خاصة في افغانستان "الوضع يرهقنا أساسا".

وأوضح بأنه مع استمرار تردي الوضع الأمني في افغانستان فإن الخوف والقلق موجودان باستمرار.

وأضاف بأن الخطر "لا يتعلق فقط بموقع الانفجار بل يتعداه إلى الولاية وصولا إلى المكتب أو التواجد في المكتب -- جميعها تواجه مخاطر ومن الصعب أحيانا تقليصها جميعا إلى الصفر".

وقتل 60 من الصحافيين وأفراد طواقم الاعلام في أفغانستان منذ الغزو بقيادة الولايات المتحدة في 2011 الذي ادى للاطاحة بنظام طالبان وسمح بظهور وسائل الاعلام المستقلة بمعدل ثلاث كل عام، بحسب منظمة صحافيون بلا حدود، فيما تقول منظمة "ناي" الأفغانية لحماية الصحافيين أن العدد يصل إلى 95.

لكن انسحاب القوات المقاتلة التابعة لحلف شمال الأطلسي في نهاية 2014 كان بمثابة نقطة تحول، بحسب أرقام منظمة صحافيون بلا حدود التي تظهر أن 39 من الصحافيين وطواقم وسائل الأعلام -- أكثر من نصف العدد الإجمالي -- قتلوا منذ تجدد هجمات طالبان وظهور تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان.

وقلّصت وسائل الاعلام تغطيتها الميدانية. لكن الهجمات الانتحارية التي استهدفت المدن بقيت حتى هذا العام مادة لغرف التحرير.

وتغّير الوضع في أعقاب تفجير مزدوج في العاصمة الافغانية في 30 نيسان/ابريل.

فقد قتل تسعة صحافيين، بينهم كبير مصوري مكتب وكالة فرانس برس شاه ماراي في تفجير مزدوج، هو الأكثر دموية بالنسبة لوسائل الإعلام منذ سقوط طالبان.

وبعد أقل من ثلاثة أشهر على ذلك، قتل السائق لدى وكالة فرانس برس محمد أختر في هجوم انتحاري اثناء توجهه إلى عمله. ثم قتل فارامرز وأحمدي في سبتمبر.

وتضع تلك الحوادث الدامية وسائل الاعلام أمام تساؤلات بشأن كيفية عملها خصوصا وسط الاستعدادات لمواجهة مزيد من أعمال العنف قبيل الانتخابات البرلمانية في أكتوبر.

على من تقع المسؤولية

تم تحميل الحكومة الأفغانية والقوات الأمنية معظم مسؤولية مقتل صحافيين لعدم قيامهما بحمايتهم.

لكن وسائل الإعلام ايضا واجهت انتقادات لتعريضها بشكل متكرر موظفيها للخطر.

وقال سيد إكرام أفضلي، المدير التنفيذي لمجموعة إنتغريتي ووتش الأفغانية المدافعة إن "خسارة صحافيين في أحداث مشابهة الواحد تلو الآخر وعدم التعلم من الأخطاء، ينم عن سوء إدارة من جانب كل من المؤسسات الإعلامية والحكومة".

ويحتل المتمردون العناوين الرئيسية لقتلهم مدنيين وقوات أمن ومسعفين وصحافيين.

لكن منعا تاما لتغطية الهجمات الانتحارية "سينم عن عدم احترام للقتلى" بحسب مدير مكتب بي.بي.سي شعيب شريفي.

وتبذل الشبكة البريطانية جهدا كبيرا لتقليص المخاطر. ويضيف شريفي "نقوم فعليا بتقييم ومراقبة كل خطوة خارج المكتب".

وحتى الآن ستستمر شبكة وان تي.في الأفغانية التي تكبدت العديد من القتلى والجرحى في تفجيرات هذا العام، في التوجه إلى موقع التفجيرات الانتحارية، بحسب مدير الأخبار والشؤون الحالية عبد الله خنجاني.

وأضاف "أعتقد أنه يحق للناس معرفة ما يحدث في بلدهم".

لكنهم ما عادوا يهرعون ليكونوا أول الواصلين إلى الموقع، وبات ارتداء السترات الواقية والخوذ إلزاميا.

أما صحيفة نيويورك تايمز "فموقفها الافتراضي هو +عدم التوجه+ ما لم ... نتفق على وجود سبب استثنائي للذهاب" بحسب مدير المكتب رود نوردلاند.

وأضاف "في معظم الحالات نقول أن ليس هناك سبب استثنائي".

وبدلا من ذلك تتوجه الصحيفة إلى المستشفيات أو منازل عائلات الضحايا لتسليط الضوء على المعاناة الإنسانية التي تسببها تلك الهجمات، فيما تواصل مساعيها إيجاد سبل لكتابة تقاريرها حتى دون التوجه إلى موقع الهجوم.

وتبنت وكالة فرانس برس سياسة مماثلة.

وقال نوردلاند "إن مخاطر التوجه إلى موقع انفجار والإصابة في انفجار ثان ... أهم من القيمة الصحافية لتلك المهمة".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: