هآرتس تكشف تفاصيل "مثيرة" في حادث سقوط الطائرة الروسية في سوريا
كتبت- هدى الشيمي:
رغم أن السلطات الروسية حملت إسرائيل المسؤولية – إن لم تكن غير مباشرة – في تحطم طائرة عسكرية في المتوسط قبالة السواحل السورية، إلا أن صحيفة هآرتس الإسرائيلي رأت أن الغموض لا يزال يكتنف الحادث بالنظر إلى تداخل العديد من الأطراف فيه، ما أدى إلى وجود الكثير من الأمور غير الواضحة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن بطاريات سورية مضادة للطائرات أسقطت الطائرة عن طريق الخطأ وهي من طراز إليوشن-20 وكانت تقل 15 عسكريا روسيا. بيد أن الوزارة ألقت باللائمة على إسرائيل لأن الحادث وقع في الوقت الذي كانت فيه طائرات إسرائيلية توجه ضربات جوية لأهداف في سوريا دون أن تحذر موسكو سوى قبل دقيقة واحدة من الهجوم مما عرض الطائرة للخطر وجعلها في مرمى النيران.
تقول الصحيفة الإسرائيلي إن سلطات الاحتلال نادرا ما تعترف بشن هجمات داخل سوريا، مشيرة إلى أن الهجوم الأخير يختلف تمامًا عن أي هجوم آخر حدث في هذه المنطقة لعدة أسباب: أولها أنه كان ضد هدف بالقرب من قاعدة حميميم الجوية الروسية.
في البيان الروسي أيضا إن سفنا حربية تابعة للبحرية الفرنسية كانت تشن ضربات جوية مكثفة على أهداف في نفس المنطقة في سوريا في نفس وقت تحطم الطائرة.
ولفتت هآرتس إلى أن فرنسا انضمت إلى الولايات المتحدة وبريطانيا في تحذير الرئيس السوري بشار الأسد من استخدام نظامه أسلحة كيماوية في معركته المرتقبة في مدينة حلب، وهي أخر معاقل المعارضة في سوريا.
وكشفت الصحيفة عن أن الطائرات والقاذفات الإسرائيلية والفرنسية لم تكن الوحيدة التي تحلق في المجال الجوي بالمنطقة، ولكن الرادار المدني تتبع طائرة بريطانية جوية، والتي على غير العادة قامت بتشغيل أجهزة الارسال والاستقبال التابعة لها وحاولت تجنب التورط في عمليات إطلاق النار فوق اللاذقية.
ولفتت هآرتس إلى أن البيان الصادر عن وزارة الدفاع الروسي كان مُفصلاً كما أنه صدر بسرعة كبيرة، ووجه اللوم إلى النظام السوري الذي أسقط الطائرة بسبب خطأ غير مقصود، وإلى إسرائيل باعتبارها تعمدت خلق موقف خطير والسماح بحدوث ذلك، وإبلاغ موسكو عن عمليتها العسكرية من خلال الخط الساخن قبل دقيقة واحدة من تنفيذ الضربة.
تجد هآرتس أن هناك عدة أسباب تدفع للشك في التفاصيل الأساسية بخصوص هذا الهجوم، فمن المحتمل أن تكون إسرائيل من نفذ الهجوم، ولكن تدخل فرنسا في المسألة ما زال مثيرًا للفضول وغير مفهوم.
ومنذ تدخل روسيا في الأزمة السورية تجنب كل المسؤولين العسكريين والسياسيين الإسرائيليين، بداية من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وحتى أصغر مسؤول، القيام بأي تصرف من شأنه إزعاج الكرملين، أو الحاق أي ضرر بروسيا.
تشير الصحيفة إلى أن الخلافات وسوء التفاهم الذي يحدث بين روسيا وإسرائيل يتم حله سرًا.
وترى هآرتس أنه يصعب تخيل أن إسرائيل قد تعرض ترتيباتها مع روسيا إلى الخطر، ما يقوض حريتها في استهداف مواقع إيرانية في سوريا.
وذكرت هآرتس أن القوات العسكرية السورية والروسية تعملان معًا دائمًا، وتستخدم سوريا الطائرات والصواريخ الروسية الصنع، ما يجعل مسألة سقوط الطائرة بسبب خطأ سوري غير مقصود أمر يصعب تصديقه.
وربما يكون تأخر إسرائيل في اخطار القيادة العسكرية الروسية في سوريا أحد أسباب سقوط المقاتلة، ولكن الحادث يوضح أن هناك مشكلة بين الحلفاء الروس والسوريين، وفقًا لهآرتس.
وتجد الصحيفة الإسرائيلية أن السرعة التي أدانت بها روسيا إسرائيل، قبل القيام بتحقيق دقيق يوضح ملابسات وحقيقة الأمور، يُشير إلى أن موسكو لا تريد الاعتراف بوجود مشكلة حقيقية بينها وبين روسيا.
وتؤكد هآرتس أن المسؤولين العسكريين في كلا الجانبين سيكتشفان الحقيقة، ولكن أيا كانت ماهيتها، فإن إسرائيل ستضطر لوضع حدود لأفعالها وكلماتها في الأسابيع والأشهر المقبلة.
وتقول إن روسيا تعرف الحقيقة، ولكنها تريد إلقاء اللوم على جهة ما، لتبرير الكارثة الانسانية والعسكرية التي ألمت بهم، ولا يمكنهم لوم حلفائهم السوريين، لذا ستتحمل إسرائيل مسؤولية هذا الفعل أمام الجميع، ولكن إذا واجهت علاقة بوتين ونتنياهو الوثيقة أي مشكلة، ستجد تل أبيب طريقة لتجاوز الأمر، وستشن المقاتلات الإسرائيلية هجومًا على الأهداف الإيرانية في سوريا في وقت قريب.
فيديو قد يعجبك: