لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

قراءة في كتاب الخوف: صواريخ كوريا الشمالية تثير رعب ترامب (الحلقة الخامسة(

01:06 م الإثنين 17 سبتمبر 2018

كتاب الخوف

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

لا يُخفى على أحد الحرب الكلامية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، من وصف وزير خارجية كوريا الشمالية ري يونج هو للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه "مختل عقليًا ومصاب بجنوب العظمة"، ومن ثم تهديد ترامب له وزعيم بلاده كيم جونج أون بأنهما "لن يطول بقاءهما" إذ واصلا مثل هذه التصريحات، ووصف ترامب لكيم بأنه "رجل صاروخ في مهمة انتحارية".

انتهى هذا الخلاف - ظاهريًا على الأقل - عندما التقى الزعيمان في سنغافورة في يونيو الماضي، وأجريا محادثات ركزت على نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، وإقناع بيونجيانج بالتخلص من برنامجها النووي، وطالبت بيونجيانج برفع العقوبات الدولية وإنهاء العزلة المفروضة عليها، وانسحاب القوات الأمريكية من كوريا الجنوبية.

كان الصراع الأمريكي الكوري الشمالي أحد النقاط المهمة التي ركز عليها الكاتب الأمريكي بوب وودوورد في كتابه الأخير "الخوف: ترامب في البيت الأبيض"، والذي صدر يوم 11 سبتمبر الجاري، وباع أكثر من 750 ألف نسخة في أول أيامه، ويستعرض "مصراوي" في سلسلة حلقات، أبرز ما كشفه "وودورد" في كتابه الذي يصل إلى 500 صفحة، وقال إنه جمع ما فيه من مئات اللقاءات مع مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية.

الفصل الثالث عشر من الكتاب، خُصص للحديث حول كوريا الشمالية، ويقول فيه الكاتب: "في فبراير 2017، التقى الجنرال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة، بالسيناتور ليندساي جراهام في مكتبه، وكان دانفورد مصدومًا بعد أن طلب ترامب إعداد خطة حربية لضربة وقائية مستبقة ضد كوريا الشمالية، حسبما كشف دانفورد".

جراهام في ذلك الوقت كان يهاجم ترامب بشدة، خاصة بعد الأمر التنفيذي الذي أصدره بمنع رعايا دول ذات أغلبية مسلمة من دخول البلاد، وأصدر مع السيناتور الراحل جون ماكين بيانًا قالا فيه: "نخشى أن يصور هذا الأمر التنفيذي الولايات المتحدة على أنها دولة لا تريد دخول المسلمين أراضيها، ولهذا نخشى أن يكون هذا الأمر التنفيذي يساعد في تجنيد الإرهابيين بدلًا من تحسين أمننا.

بعد عدة أسابيع، وبالتحديد في 7 مارس 2017، دعا ترامب جراهام لتناول الغذاء في البيت الأبيض، وعندما دخل المكتب البيضاوي، عانقه ترامب بشدة وقال له: "يجب علينا أن نكون أصدقاء"، فما كان من جراهام إلا أن رد عليه قائلًا: "بالطبع سيدي، أنا أريد أن أكون صديقك".

اتجها بعد ذلك إلى الغرفة المجاورة لتناول الغذاء، وانضم إليهما كلًا من إتش آر ماكماستر (الذي تم تعيينه مستشارًا للأمن القومي حينئذٍ)، وراينس بريبوس (رئيس موظفي البيت الأبيض الأسبق)، وسأل ترامب جراهام: "ماذا يخطر ببالك؟" ليرد جراهام: "عندما يتعلق الأمر بكوريا الشمالية، غالبًا سيأتي اليوم الذي يدخل فيه شخص ما مكتبك ويقول إنهم على وشك امتلاك صاروخ لديه القدرة على حمل رؤوس نووية والوصول إلى البر الرئيسي لبلادنا.. ماذا تريد منّا أن نفعل؟".

وفجأة، تحول انتباه الجميع نحو أربعة صواريخ كورية شمالية تنطلق عبر شاشة قناة "فوكس نيوز"، وكانت بيونج يانج أطلقت أربع صواريخ قبل يومين فقط في الخامس من مارس، نحو بحر اليابان.

عندما رأى ترامب الصواريخ اتسعت عيناه من هول الصدمة وقال: "يجب أن أفعل شيئًا بهذا الخصوص، ولكن ماذا؟"، ليرد جراهام محاولًا تهدئته: "هذه صور أرشيفية يجب أن تتقبل حقيقة أن لديهم تلك الصواريخ، وأن تخبر الصين وكوريا الشمالية أنهم إذا ما استخدموها فإن هذه ستكون نهاية بيونج يانج، وهذا السيناريو الأول".

السيناريو الثاني، بحسب جراهام، أن تخبر الصين بأن الولايات المتحدة لن تسمح لكوريا الشمالية بامتلاك مثل هذا الصاروخ القادر على الوصول للبر الرئيسي لنا، وأنكم (الصين) إذا لم تهتموا بهذا الأمر، فسوف أهتم أنا.

وقال ترامب: "ماذا كنت ستفعل؟"، ليرد جراهام، السيناريو الثاني بالطبع، فلا يمكنك أن تسمح لهم بامتلاك تلك القدرة من الأساس، السيناريو الأول خطير للغاية.

استضاف ترامب السيناتور الراحل جون ماكين وزوجته سيندي بعد ذلك في عشاء بالغرفة الزرقاء في البيت الأبيض، ليلطف العلاقات معه بعد أن كان ماكين من أشد مهاجميه، وكان السيناتور جراهام حاضرًا في اللقاء.

وأثناء حديثهم عن خطر الصواريخ الكورية الشمالية، قال ماكين إذا بيونج يانج تستطيع قتل مليون شخص في سيول (بكوريا الجنوبية)، ليرد عليه جراهام: "إذا مات مليون شخص سيكون هذا في كوريا الجنوبية وليس هنا".

11

فيديو قد يعجبك: