ذكرى هجمات 11 سبتمبر... من هو محمد عطا قائد "عملية الطائرات"؟
كتبت – سارة عرفة:
قبل 17 عاما قاد المصري محمد عطا ثمانية عشر رجلا آخرين من تنظيم القاعدة لينفذوا هجمات الحادي عشر من سبتمبر التي غيرت وجه العالم ولا تزال تداعياتها ماثلة حتى يومنا هذا.
كان عطا قائدا للمجموعة التي خطفت إحدى طائرات الموت التي اصطدمت بأحد برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، بحسب السلطات الأمريكية وتنظيم القاعدة.
ونفى والد عطا تورط ابنه في الهجمات، حسبما ورد في تحقق أجراه يسري فودة وبثته قناة الجزيرة في الذكرى الأولى للهجمات في 2002.
عطا، أو محمد الأمير، مهندس مصري ولد في الأول من سبتمبر 1968 في كفر الشيخ، درس العمارة في كلية الهندسة بجامعة القاهرة قبل أن ينتقل لاستكمال دراساته العليا في ألمانيا.
كان عطا مهووسا بالتصميمات المعمارية القديمة. ظهر ذلك الشغف أثناء دراسته في جامعة هامبورج، حيث ركز على العمارة في مدينة حلب القديمة، رأى عطا أن العمارة الحديثة شوهت جمال المدينة السورية، حسبما ورد في الموسوعة البريطانية. حصل عطا على الماجستير من ألمانيا في 1999.
لا يعرف على وجه الدقة متى وكيف تحول عطا، الطالب المتفوق، إلى التطرف وكيف انضم إلى تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن.
أظهر تقرير لجنة الكونجرس الأمريكي التي حققت في الهجمات أن عطا اختفى لعدة أشهر أثناء إقامته في هامبوج في أواخر التسعينات ويرجح أنه سافر إلى أفغانستان خلال تلك الفترة وأقام علاقات مع تنظيم القاعدة. ويعتقد أنه أسس خلية للتنظيم في هامبرج التي يعتقد أيضا أن التخطيط الرئيسي للهجمات جرى هناك في شقة في شارع ماريان شتراسا.
ويذكر تقرير لمجلس الشيوخ الأمريكي في يوليو 2004 أن زملاء دراسته السابقين أشاروا إلى أفكار معادية لسياسات بعض الدول الغربية تجاه العرب.
نقل التقرير أيضا أن عطا كان معاديا للصهيونية وينظر إلى مدينة نيويورك على أنها مركزا للحركة الصهيونية.
ويدلل محللون على ذلك بوصية عطا التي أفرجت عنها محكمة أمريكية والتي يعود تاريخها إلى 11 أبريل 1996، عندما كان عطا يعيش في هامبوج في ألمانيا.
يتضح من الوصية المؤلفة من 18 بندا طلب عطا اتباعها عند دفنه، منها: "لا أريد أن يبكي عليّ أحد. لا أريد شق الجيوب ولطم الخدود لأن هذا من عادات الجاهلية". وطلب منع النساء من زيارة قبره كذلك "لا أريد أن يزورني من لم يكن على وفاق معي في الحياة، وألا يقبلني أو يودعني عندما أموت."
وفقا لتحقيقات الكونجرس الأمريكي، سافر عطا إلى الولايات المتحدة في يونيو 2000، واستقر في ولاية فلوريدا حيث بدأ دراسة الطيران والتدريب على قيادة الطائرات حتى قبل الهجمات التي أطلق عليها تنظيم القاعدة "عملية الطائرات".
لم يسافر عطا إلى الولايات المتحدة مباشرة فور حصوله على تأشيرة الدخول في 18 مايو 2000، إذا ذهب إلى مدينة بون الألمانية ومنها حصل على تأشيرة دخول للتشيك، ثم سافر بسيارة استأجرها إلى براغ وقضى بها يوما قبل أن يسافر إلى نيويورك.
تتحدث الموسوعة البريطانية عن أن حساب عطا البنكي دخله أموال طائلة منذ دخوله الولايات المتحدة. وتشير خريطة تنقلاته إلى أنه سافر إلى العديد من الولايات الأمريكية.
وقال تقرير لجنة الكونجرس التي حققت في الهجمات أن عطا قابل بقية الخاطفين في أغسطس 2001 في لاس فيجاس، ويعتقد أنه أنهى اللمسات النهائية على خطة الهجمات هناك.
ويعتقد أيضا أنه قام بـ"مراقبة" لتدريب نفسه على الطائرة التي كان يعتزم خطفها.
اشترى عطا في 28 أغسطس 2001، تذكرتين على الرحلة 11 لخطوط أميركان إيرلاينز، واحدة له وأخرى للخاطف الثاني عبدالعزيز العمري.
هناك الاخوان وائل ووليد الشهري وسطام السقامي وكانوا مع عطا والعمري على متن طائرة الموت من طراز بوينج 757 التي كانت على في طريقها إلى مطار لوس أنجلس الدولي قادمة من مطار لوغان في بوسطن.
قاد عطا طائرته واصطدم بها في البرج الشمالي لمركز التجارة العالمي في نيويورك في الثامنة و46 دقيقة صباح الثلاثاء 11 سبتمبر 2001.
في وقت لاحق، عثرت السلطات الأمريكية في مطار لوجان على حقيبة سفر عطا التي لم تلحق به على الطائرة.
كان في الحقيقة رسالة يبدو أن عطا وزع نسخا منها على بقية الخاطفين، جاء فيها: "ليستعد كل واحد منكم ليقوم بدوره على الوجه الذي يرضى عنه الله، وليشد على أسنانه، كما كان يفعل السلف رحمهم الله قبل الاشتباك في المعركة. وعند الالتحام، اضرب ضرب الابطال الذين لا يريدون الرجوع الى الدنيا، وكبر فإن التكبير يدخل الرعب في قلوب الكافرين".
فيديو قد يعجبك: