محللون: أردوغان يستغل السجناء الأجانب كـ"رهائن"
واشنطن - (أ ش أ)
رأى محللون أن اعتقال أنقرة راهبا أمريكيا ومواطنين غربيين آخرين يؤكد مدى سيطرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على القضاء في بلاده ، واستغلال السجناء الأجانب كرهائن من أجل تحقيق مكاسب سياسية ودبلوماسية مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال المحلل في مركز سياسات الحزبين الجمهوري والديمقراطي في واشنطن نيكولاس دانفورث ، وفقا لقناة (سكاي نيوز) الإخبارية اليوم الاثنين ، "إن احتجاز سجناء أجانب في الغرب لمواجهة عداء مفترض يجعل من أنقرة الصانعة لهذا العداء الذي يدور في مخيلة ساستها".
وأضاف دانفورث " في الوقت الذى تتعنت فيه أنقرة في الإفراج عن القس الأمريكي أندرو روبنسون ، على خلفية مزاعم بتورطه في محاولة التحرك العسكري للإطاحة بأردوغان ، كان هناك تغييرات جذرية في المواقف التركية حيال دول الاتحاد الأوروبي في المرحلة الراهنة ، وهو ما بدا واضحا في قرار الأتراك بالإفراج عن جنديين يونانيين جرى احتجازهما بتهمة التجسس إثر عبورهما الحدود التركية ، بينما سعت أنقرة بالتزامن مع ذلك الى استرضاء ألمانيا بإلغاء حظر السفر المفروض على الصحفية الألمانية ميشالي تولو التي تتهمها تركيا بالانتماء الى منظمة إرهابية".
من جانبه ، قال المحلل والأكاديمي الأمريكي هاورد إيسينستات "مع احتدام الأزمة مع الولايات المتحدة واشتداد الأزمة الاقتصادية ، رأى أردوغان ضرورة تسريع عملية التطبيع مع أوروبا".
ورأى إيسنستات أن جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل إطلاق سراح روبنسون أسفرت عن نتائج عكسية ، إذ أن ذلك شجع المسؤولين الأتراك على التعنت أكثر.
ومن المعروف أن الواقع السياسي في تركيا أضحى أكثر تعقيدا بعد أن شدد أردوغان قبضته على الدولة ، بما في ذلك مؤسسات القضاء التي تم تطهيرها من آلاف القضاة والمدعين العامين بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016 ، ووسعت التغييرات الدستورية من سيطرة أردوغان على التعيينات القضائية ، ما أدى إلى تقويض ما كانت تتباهى به أنقرة من وجود قضاء محايد ومستقل.
ومن الواضح أن أردوغان يأمل ، مقابل إطلاق سراح روبنسون ، في تسليم رجل الدين التركي فتح الله جولن، الذي يقيم في ولاية بنسلفانيا، وينفي ضلوعه في محاولة الانقلاب التي أودت بحياة قرابة 300 شخص.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: