بوليتيكو: لماذا لا يحضر ترامب جنائز السياسيين؟

كتب - هشام عبد الخالق:
استطاع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحقيق كل شيء حلم به منذ تنصيبه في يناير 2017، حيث التقى بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون في سنغافورة، وعقد قمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي، واستطاع تمرير قانون الضرائب الذي لطالما أراده، ويذهب للعب الجولف في منتجعه الخاص بولاية فلوريدا كل أسبوع تقريبًا.

ولكن، الجنازات الكبرى شيء آخر بالنسبة له، ففي أبريل الماضي عند وفاة باربرا بوش زوجة الرئيس الأسبق جورج بوش الأب، تم الإعلان أن ترامب شخصًا غير مرغوب فيه في الجنازة، والآن في الوقت الذي تقام فيه جنازة السيناتور الجمهوري الراحل جون ماكين في واشنطن، طُلب من الرئيس الأمريكي أن يبقى في البيت الأبيض، وفي الوقت الذي كانت احتشد فيه المشيعون لماكين مساء أمس الجمعة بالقرب من التابوت الخاص به، كان ترامب في رحلة لولاية "نورث كارولاينا" لجمع المال لصالح اثنين من الجمهوريين.

مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، قالت في مقال لكاتبتها جوندا بلير، إن مثل هذه المفارقات ليست مفاجئة على الإطلاق، فترامب كان يسخر من جيب بوش خلال الانتخابات الأولية ووصفه بـ "الرجل ذي الطاقة المنخفضة"، وكذلك إعلانه أن ماكين لم يكن بطل حرب حقيقي لأنه تم أسره، على الرغم من تحمله أكثر من خمس سنوات من التعذيب كأسير حرب".

ترامب، بحسب الكاتبة، يحب أن يكون محورًا لكل شيء، حتى في جنازة والده فريد ترامب التي أقيمت عام 1999. على الرغم من دعوة أكثر من 650 شخصًا لحضور الجنازة من ضمنهم الممثلة خوان ريفرز، وزوجته السابقة إيفانا، ووصف ترامب والده في الجنازة بأنه رجل "رائع" وهو "الأفضل"، وغيرها من الصفات البراقة، ومن ثم انتقل لمدح نفسه، قائلًا إن وفاته مثلت أسوأ يوم مر عليه، وأنه علم بوفاة والده من صحيفة "نيويورك تايمز" التي كانت نشرت موضوعًا عن نجاح إحدى منشآته وهي قصر ترامب، ومن ثم استغل الفرصة لتعديد مؤسساته ومنشآته مؤكدًا أن والده كان يدعمها كلها.

وتحتتم الكاتبة مقالها بالقول: "لم يستطع دونالد ترامب التخلي عن الشهرة حتى في جنازة والده، واستطاع جذب الأضواء تجاهه أكثر من تسليط الضوء على والده الراحل، وعند وفاة والدته العام التالي - 2000 - أعلن أن ذلك كان أقرب شيء للبكاء، موضحًا أنه لا يحب البكاء حتى لو كان الشخص عزيز عليه، وأن هذا يمثل ضعفًا بالنسبة له".