الجارديان: وقف ترامب تمويل الأونروا "خطر على أمريكا ذاتها"
كتبت - إيمان محمود:
قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، بوقف أي تمويل لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، يشكل "خطرًا على فلسطين وإسرائيل والولايات المتحدة نفسها."
وأضافت الصحيفة، أن الأونروا تُعتبر الطفل الناتج عن "النكبة والفشل" في فلسطين، مشيرة إلى أن النكبة هي الصراع الذي نتج عنه قيام دولة إسرائيل عام 1948، والفشل أكثر تعقيدًا، لأنه في جوهره يعني عدم وجود حل عادل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي وسط التوسع في بناء المستوطنات الإسرائيلية والأفق الضيق باستمرار لمفهوم اتفاق سلام.
وكانت الولايات المتحدة أكبر مانح منفرد لأونروا، حيث قدمت 368 مليون دولار في عام 2016 وكانت تمول ما يقرب من 30 في المئة من عملياتها في المنطقة، قبل أن تُصدر قرارها بالأمس.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر ناورت في بيان "راجعت الإدارة المسألة بحرص وخلصت إلى أن الولايات المتحدة لن تقدم مساهمات إضافية للأونروا".
ووجهت متحدثة باسم وزارة الخارجية انتقادات لاذعة لطريقة عمل الوكالة، قائلة إنها "معيبة بشكل لا يمكن إصلاحه"، وهو ما رفضته الوكالة ووصفت الخطوة من جانبها بأنها "مخيبة للآمال ومثيرة للدهشة".
وعلى مر السنين؛ كان لأولئك الذين فرّوا من منازلهم بعد النكبة أطفالاً، ثم أنجب أطفالهم أطفالاً، وبالتالي لم تعد القضية مجرد نزوح اللاجئين الأصليين، بل عن حل عادل لحوالي 5 ملايين شخص لا تزال أعينهم مُعلّقة بأرض فلسطين التاريخية، وما خسرته عائلاتهم.
وتقول الجارديان إنه من الضروري جدًا توفير الخدمات بما في ذلك التعليم في المناطق من غزة وبيت لحم إلى الأردن ولبنان وسوريا، متسائلة عن الأسباب الكامنة في قرار ترامب بسحب تمويل الوكالة الأونروا.
وأوضح المسؤولون أن قطع المساعدات على الفلسطينيين، يُعتبر بمثابة ضغط لإقناعهم بالموافقة على صفقة السلام المفروضة عليهم من البيت الأبيض، والتي تتماشى إلى حد كبير مع رؤية إسرائيل.
وترى الصحيفة البريطانية أنه في حين اعترفت إدارة ترامب بالقُدس عاصمة لإسرائيل، وهي إدارة مليئة بالمتحمسين لتل أبيب، وعلى رأسهم بالطبع مستشار ترامب وزوج ابنته، جاريد كوشنر، لكن من غير الواضح عما سينتج عن تحركاتهم، خاصة قرار قطع المساعدات عن الفلسطينيين.
وقالت الصحيفة إن هناك نظريات متداخلة متداولة، الأولى هي أن كوشنر وفريقه يعتقدون أن القيادة الفلسطينية المُرهقة يمكن أن تقبل بتسلط البيت الأبيض وشروطه، وهو تقييم يوافق عليه عدد قليل من الخبراء، بحسب الجاريان.
أما النظرية الثانية –بحسب الصحيفة- فهي تستند إلى أن كوشنر وفريقه أكثر واقعية، ويتوقعون فشل ترامب في قدرته على ضمان "صفقة القرن" بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وفي تلك القراءة، فإن تحركات إدارة ترامب تعتبر مدمرة لمعايير السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط، والتي عهدتها منذ زمن طويل، بما في ذلك شكل اتفاقية السلام وما يجب أن تكون عليه.
وأشارت الصحيفة إلى أن تصرفات ترامب، ليست أكثر من "إشارة سياسية فجة" قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي في نوفمبر المقبل. وقالت "ما ينقصنا من كل هذه التفسيرات هو أي دليل على فهم للقوى الدافعة في السياسة الفلسطينية وتداخلها مع القضايا الأمنية".
ولفتت إلى الأماكن التي ستعاني من وطأة خفض المساعدات الأمريكية، وقطع تمويل الأونروا، ستكون في تلك المخيمات التي تديرها الأونروا حيث يعيش الفلسطينيين الأكثر فقرًا في غزة والضفة الغربية.
خارج الأراضي الفلسطينية المُحتلة، لا تقل أهمية قضية اللاجئين الفلسطينيين، خاصة في الأردن حيث يوجد حوالي مليوني شخص مسجلين لدى الأونروا كلاجئين، ويحمل العديد منهم أيضًا الجنسية الأردنية الكاملة.
وحذّرت الصحيفة مما وراء التأثير الإنساني -وإمكانية حدوث اضطرابات – قائلة إنه سيكون أكبر مما هو ملموس.
وبينما تبدو إدارة ترامب على أهبة الاستعداد لتعزيز نهجها تجاه الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، فإنها تثير احتمال حدوث ضرر بالدبلوماسية الأميركية في قضية قامت بها بنفسها، على حد تعبير الصحيفة.
وقالت الجارديان إن تأثير قرارات ترامب في هذه القضية ستكون على مدى أطول مما يقضيه الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض، مؤكدة أن القرار سيؤثر لسنوات طويلة على سياسة أمريكا في الشرق الأوسط.
فيديو قد يعجبك: