رُب ضارةٍ نافعة.. تايلاند تمنح 3 من "أطفال الكهف" الجنسية

كتبت- رنا أسامة:

حصل 3 من لاعبي كرة القدم الصغار الذين حوصروا داخل كهف شمالي تايلاند، لنحو 3 أسابيع منذ أواخر يونيو الماضي، على الجنسية التايلاندية، إلى جانب مدربهم إيكابول شانسونج.

وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، في تقريرها المنشور عبر موفعها الالكتروني، الخميس، أن أطفال الكهف كانوا "عديمي الجنسية" رغم ولادتهم في تايلاند، الأمر الذي حرمهم من بعض الحقوق الأساسية، بما في ذلك القدرة على السفر خارج إقليم تشيانج راي الشمالي، حيث يعيشون. وُعد الإقليم موطنًا للأقليّات العرقية ذوي الجذور في ميانمار المجاورة.

حوصِر فريق "وايلد بورز" أو "الخنازير البرية"، المكوّن من 12 فتى تتراوح أعمارهم من 11 إلى 16 عامًا ومدربهم البالغ من العمر 25 عامًا، بعد ارتفاع منسوب المياه أثناء استكشافهم مجمع كهوف تام لوانج، الواقع في إحدى الغابات القريبة من الحدود التايلاندية مع ميانمار، في 23 يونيو الماضي.

وجرت عمليات الإنقاذ بمشاركة 90 غواصًا تايلانديًا وأجنبيًا، وتم انتشال الأولاد تِباعًا على مدى 3 أيام، في مهمة وُصِفت بأنها "محفوفة بالمخاطر"؛ لاسيّما بعد وفاة غوّاص سابق في البحرية التايلاندية، فقد الوعي بسبب نفاذ الأكسجين.

وقال سومساك خاناخام، رئيس مقاطعة ماي ساي، خلال الاحتفالية التي أُقيمت الأربعاء بأحد المكاتب المحلية خلال تسليمهم بطاقات الهوية الوطنية: "اليوم تحصلون جميعًا على الجنسية التايلاندية".

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن سومساك قوله، إن "حادث فريق الخنازير البرية لا علاقة له بذلك التطور، وإن الأمر يتمثل في مجرد أنهم أصبحوا مؤهلين للحصول على الجنسية".

ومع ذلك، فقد جرى الإعلان عن هذا الحدث بكل فخر على صفحة الحكومة المحلية على موقع فيسبوك من خلال كلمات: "استمتعوا أيها الخنازير البرية! لقد حصلتم على الجنسية التايلاندية".

وأفاد سومساك بأن "أطفال الكهف" الذين حصلوا على الجنسية يوم الأربعاء في إقليم "ماي ساي"، كانوا قد تقدّموا للحصول عليها قبل الحادث، وكان لديهم جميعًا كافة المستندات اللازمة من أجل تغيير الوضع.

وقال: "هناك الكثير ممن وُلدوا في تايلاند، ولكنهم لم يحصلوا بعد على الجنسية".

وأوضح نوبارات كانثاونج، المدرب الرئيسي لفريق الخنازير البرية، أنهم حصلوا على بطاقات الهوية التايلاندية الرسمية مع أحد أفراد الفريق الذي لم يكن بالكهف، ولكنه كان قد تقدم بطلب للحصول على الجنسية أيضاً.

وقال: "أنا سعيد. إذا كانت لديهم الجنسية التايلاندية في المستقبل وإذا لم يرغبوا في لعب كرة القدم، يستطيعون اجتياز الاختبارات لتولي مناصب عامة أو الحصول على عمل يرتبط بمجال دراستهم".

بحسب الإحصاءات الحكومية، يوجد أكثر من 488 ألف شخص عديم الجنسية في تايلاند. وربما يبلغ العدد الفعلي 3.5 مليون شخصًا، وفقًا للمرصد الدولي لانعدام الجنسية.

ووفق المرصد، فإن الأشخاص عديمي الجنسية في تايلاند لا يمكنهم التصويت أو شراء الأراضي أو العمل بوظائف رسمية أو العمل في بعض المهن أو الانتقال بحرية.