لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مجلة أمريكية تكشف: كيف بنت إسرائيل ترسانتها النووية؟

08:06 م الإثنين 06 أغسطس 2018

مفاعل ديمونة النووي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

بنت فرنسا مفاعلًا نووياً عام 1947 في ضاحية ساكليه بباريس، وتم تسميته بـ "EL-3"، وأثناء تولي دافيد بن جوريون لرئاسة الوزراء الإسرائيلية كان لديه تحفظات كبرى على إدخال إسرائيل في المجال النووي، وفي ذلك الوقت، هددت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، كلًا من إسرائيل وبريطانيا وفرنسا لحثهم على الانسحاب من سباق بناء المفاعلات النووية، ولم تكن فرنسا قادرة على حماية إسرائيل من تهديدات الدول الكبرى (أمريكا والاتحاد السوفيتي)، وقبل الموافقة على الانسحاب، طالبت إسرائيل أن يستمر التعاون النووي مع باريس، ووافقت فرنسا على دعم إسرائيل بمفاعل نووي لتصنيع البلوتونيوم في ديمونة، ويورانيوم طبيعي، ومصنع لإعادة معالجته، أي كل شيء يلزم إسرائيل لتصنيع البلوتونيوم اللازم للقنبلة النووية ما عدا المياه الثقيلة.

تحت عنوان "كيف بنت إسرائيل أسلحتها النووية؟"، نشرت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، تقريرًا عن كيفية حصول إسرائيل على الأسلحة النووية التي تمتلكها الآن، واستلهت المجلة تقريرها بـ "على الرغم من أنها لا تعترف رسمياً بهذا، إلا أن جميع من في العالم تقريبًا يعرفون أن إسرائيل لديها ترسانة من الأسلحة النووية، على الرغم من أن عدد الرؤوس الحربية غير معلوم حتى الآن، وكانت الولايات المتحدة تعارض برنامج إسرائيل النووي خلال إدارات الرئيس جون كينيدي وليندون جونسون في الفترة من 1961 حتى 1969.

لكن ما لا يعرفه الكثيرون، بحسب المجلة، هو أن جزءًا كبيرًا من التمويل الذي حصلت عليه إسرائيل لبرنامجها النووي كان من أمريكيين مستقلين عن الحكومة، بقيادة إبراهام فاينبرج، الذي كان أمريكياً واعدًا وكان مستشارًا غير رسمي لكلًا من الرئيسين كينيدي وجونسون.

وتعود فكرة استحواذ إسرائيل على أسلحة نووية إلى عام 1948 عندما تم الإعلان عن تأسيس دولة لليهود في فلسطين، وكان مؤسسها بن جوريون متحفظًا للغاية على استخدام الأسلحة النووية ورأى أنها خيار أخير قد يلجأ إليه لمواجهة عداء الهولوكوست وجيرانه العرب، وأن هذه هي الطريقة الوحيدة لبقاء الدولة اليهودية في حالة استخدام أعدائها لتعدادهم السكاني الكبير واقتصادهم القوي لبناء أسلحة قوية، وكانت المشكلة التي واجهها بن جوريون وأقرب مستشاريه أن دولتهم الفقيرة، الناشئة، والساذجة لم يكن لديها التكنولوجيا والموارد اللازمة لدعم بناء برنامج أسلحة نووية، وكان أفضل خيار لإسرائيل هو الحصول على دعم شريك أجنبي، ولحسن حظها، كما يقول التقرير، جعلتها الظروف المعاصرة في ذلك الوقت تحصل على مثل هذا الدعم.

في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، وعندما كانت فرنسا تسيطر على الجزائر - والتي كانت تعدها جزءًا خالصًا من فرنسا وليس مجرد مستعمرة أخرى - وتعرضت هذه السيطرة للاختبار عندما حدث تمرد داخلي بدعم من الرئيس آنذاك جمال عبد الناصر، وردت باريس بالتماس مساعدة إسرائيل في تقديم معلومات استخباراتية عن الوضع في الجزائر مقابل أسلحة فرنسية تقليدية، وظهرت الفرصة لتحويل هذا التعاون إلى تعاون في مجال الأسلحة النووية في 1956 عندما طلبت فرنسا من إسرائيل أن تمدها (فرنسا) وبريطانيا بسبب وجيه للتدخل العسكري في قناة السويس فيما يعرف بـ "العدوان الثلاثي على مصر".

وكان هذا تطورًا كبيرًا في الأحداث، فلا توجد دولة سواء في التاريخ القديم أو حتى وقتنا هذا، وفرت لدولة أخرى كل هذه التكنولوجيا اللازمة لبناء قنبلة نووية، وعلى الرغم من هذا، فلم تقطع إسرائيل سوى نصف الطريق فقط، حيث كان على "بن جوريون" أن يحضر التمويل اللازم ليدفع لفرنسا مقابل هذه التكنولوجيا.

تكاليف بناء منشآت مفاعل ديمونة في إسرائيل غير معلومة حتى الآن، بحسب المجلة، ولكن إسرائيل دفعت ما بين 80 إلى 100 مليون دولار أمريكي وكان هذا في ستينيات القرن الماضي، وكان مثل هذا المبلغ هائلًا على دولة إسرائيل الناشئة حينئذٍ، وكان ما يقلق بن جوريون أكثر من هذا، هو أنه إذا ما حول ميزانية الدفاع إلى مجال الأسلحة النووية فإن هذا سيؤدي لجلب معارضة الجيش، الذي كان يصارع من أجل تمويل جيش تقليدي بالأسلحة اللازمة لهزيمة أعداء إسرائيل من العرب.

بدلًا من ذلك، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بن جوريون، أن يحصل على التمويل اللازم للصفقة الفرنسية من مستثمرين خاصّين، وكما جاء في كتاب مايكل كاربين عن تاريخ إسرائيل في التسلح النووي "The Bomb in the Basement"، فإن بن جوريون أرسل مساعده لطلب مساعدة "فاينبرج"، الذي كان رجل أعمال ناجحًا في نيويورك، وزعيم يهودي أمريكي على صلة بالحزب الديمقراطي، وساعد فاينبرج في تمويل هجرة اليهود من أوروبا إلى فلسطين قبل تدخل أمريكا في الحرب العالمية الثانية.

بعد انتهاء الحرب، سافر فاينبرج إلى أوروبا وساعد في تهريب الناجون من الهولوكوست إلى فلسطين في الوقت الذي منعت بريطانيا هجرة اليهود غير القانونيين، وكون علاقات صداقة مع كثير من اليهود الذين أصبحوا فيما بعد قادة لإسرائيل، وبعد عودته إلى الولايات المتحدة، ساعد رئيس الولايات المتحدة آنذاك هاري ترومان في الاعتراف بدولة إسرائيل عندما أعلنت قيامها، وفي مقابل ذلك ساهم فاينبرج في تمويل حملة لإعادة انتخاب ترومان رئيسًا.

لذلك، كان من الطبيعي أن يلجأ بن جوريون إلى فاينبرج لتمويل "صفقة ديمونة"، ولم تكن هذه المرة الأولى التي يطلب فيها أموالًا من قائد يهودي لخدمة قضايا إسرائيل، وبالنسبة لصفقة ديمونة، بعد أن لجأ بن جوريون إلى فاينبرج، اتجه الأخير إلى بعض القادة اليهود في أمريكا الشماية وأوروبا لتمويل المشروع الذي يطلبه بن جوريون، وكان فاينبرج ناجحًا في جمع الأموال، وطبقًا لكتاب كاربين فإن: "حملة التمويل السري بدأت في 1958 واستمرت عامين، وتبرع ما يقرب من 25 مليونيرًا بـ 40 مليون دولار".

كان فاينبرج عنصرًا أساسيًا للغاية في الصفقة بين فرنسا وإسرائيل، فلولا مساعدته وجلبه الأموال من القادة اليهود، لما استطاعت إسرائيل دفع المبلغ الذي طلبته فرنسا، حيث لم تكن إسرائيل في ذلك الوقت قادرة على دفع مثل هذا المبلغ مقابل الحصول على التكنولوجيا المتقدمة.

فيديو قد يعجبك: