ما هي صفقة "لاف" التي يُهدّدها تجميد العلاقات الكندية السعودية؟
كتبت- رنا أسامة:
دخلت العلاقات الكندية السعودية فصلًا جديدًا من التوتّر، بعد إعلان الرياض تجميد علاقاتها التجارية والاستثمارية الجديدة مع أوتاوا، على خلفية ما وصفته بـ"التدخل في الشؤون الداخلية للمملكة"، الأمر الذي يُهدّد أكبر صفقة في تاريخ الصناعة الحربية الكندية.
ويقضي القرار على فرص الشركات الكندية في زيادة استثماراتها في المملكة، والتي تبلغ 0.6 بالمائة من حجم الاستثمارات الأجنبية في السعودية.
وتُعد السعودية ثاني أكبر مستورد للبضائع الكندية في الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، بعد الإمارات، حيث استوردت المملكة سلعا من كندا في 2017 بقيمة 1.12 مليار دولار.
وأظهرت بيانات موقع ITC Trade أن صادرات المملكة إلى كندا بلغت خلال العام الماضي نحو 89 مليون دولار، فيما استوردت بضائع بحوالي 1.12 مليار دولار، ما يعني أن الميزان التجاري بين البلدين يصب في مصلحة كندا بواقع 879.8 مليون دولار.
ما هي الصفقة؟
ويُحتمل أن يؤثر القرار على صفقة الأسلحة الضخمة المبرمة بين البلدين في 2014، إذ سيؤثر على المبيعات العسكرية الكندية للرياض، والتي بلغت منذ 1993 نحو 17.5 مليار دولار كندي.
قبل 4 أعوام، وتحديدًا في فبراير 2014، أبرمت حكومة الرئيس الكندي السابق ستيفن هاربر، صفقة بقيمة 15 مليار دولار كندي (12 مليار دولار أمريكي)، لبيع عدد من المركبات المُدرّعة الخفيفة إلى السعودية، عُرِفت اختصارًا بـ"لاف"، واعتُبِرت الأكبر في تاريخ كندا.
وبينما اعتبر مُنتقدو الصفقة أنها بمثابة "انتهاك مباشر للقانون الكندي" الذي يحظر توريد الأسلحة إلى البلدان المُنتهِكة لحقوق الإنسان، أكّد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، أن بيع بلاده عربات نقل جنود مُدرّعة إلى الرياض يتوافق مع "المصالح الوطنية الكندية ولا ينتهك حقوق الإنسان".
كانت الحكومة الكندية رفعت حظر تصدير الأسلحة لعدد من البلاد في 2015، بعد أن عدّلت حكومة المحافظين قانون التصدير الكندي بشأن تصدير الأسلحة، والتي "تشمل البنادق الكهربية الصاعقة والأسلحة الأتوماتيكية ومستودعات الأسلحة ذات السعة الكبيرة".
بموجب عقد الصفقة الساري لمدة 15 عامًا من تاريخه، تحصل السعودية على 928 عربة مُدرّعة من طرازLav 6، تنتجها شركة "جنرال دايناميكس لاند سيستمز"، ومقرّها مدينة لندن، جنوب غرب مُقاطعة أونتاريو الكندية.
وبالإضافة إلى المُعدات القياسية، يشمل العقد "توريد 119 مركبة مُدرّعة مُجهّزة بمدافع من عيار 105 ملليمترًا و119 ناقلة جنود مُصفّحة مزوّدة بأسلحة مضادة للدبابات و119 ناقلة جُند مُصفّحة تحمل مدفع مُضاد للطائرات من عيار 30 ملليمترًا"، حسبما كشفت قناة "سي بي سي" الكندية في تقرير نشرته مارس الماضي.
أما باقي الماكينات فيتم تجهيزها بأسلحة أساسية، ممثلّة في (رشاشات من عيار 5. 56 و7. 62 ملليمترًا ومدفع 25 ملليمترًا)، بحسب العقد.
وتوفّر الصفقة وظائف لأكثر من 3 آلاف عامل لمدة 14 عامًا، حسبما أوردت صحيفة "ناشيونال بوست" الكندية في تقرير نشرته قبل عامين.
وبعد عامين من إبرامها، دخلت "لاف" حيّز التنفيذ في أبريل 2016، إثر موافقة كندا على تصدير أكثر من 70 بالمائة من الصفقة المذكورة.
وفي العام نفسه، كانت السعودية من بين أكبر مستوردي السلع العسكرية كندية الصنع، واشترت بأكثر من 142 مليون دولار ما يقرب 20 في المائة من جميع الصادرات العسكرية الكندية.
مواصفات "لاف"
تتسم بالحركية وقوة النيران والحماسية العالية. وتعتمد بالدرجة الأولى على تِقنية الشكل المزدوج للآلية، إضافة إلى زيادة سماكة المعدن المُصنّعة منه، كما تتميز بمقاعد للركاب قادرة على امتصاص العصف الناجم عن أي انفجار، بحسب موقع "الأمن والدفاع العربي" المعني بالشؤون العسكرية.
وفيما يتعلّق بأبعادها، قال الموقع إن (وزنها 16.95 طنًا وطولها 6.98 مترًا وعرضها 2.7 مترًا وارتفاعها 2.8 مترًا)، موضحًا أنها دخلت الخدمة في الجيش الكندي عام 1999.
تبلغ السرعة القُصوى لمُدرعات "لاف" على الأرض 100 كيلومتر في الساعة، بمدى 450 كيلومترًا.
تُزوّد بمحرك Caterpillar 3126 بقوة 350 حصان، ومُسلّحة بمدفع رئيس (إم 242) عيار 25 ملليمترًا، وآخر ثانوي محوري (سي 6) عيار 7.62 ملليمترًا.
فيديو قد يعجبك: