لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"حرب تشتعل في طرابلس".. المسلحون تبادلوا الجثث وتجاهلوا "السراج"

10:45 م الخميس 30 أغسطس 2018

مسلحون ينتشرون في ليبيا (أرشيفية)

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد الصباغ:
مرت ساعة على كلمة رئيس المجلس الرئاسي الليبي فائز السراج، ومطالبته بسرعة إنهاء الاقتتال في العاصمة طرابلس، لتبدأ الاشتباكات مرة أخرى بالأسلحة الثقيلة ما أدى لسقوط مدنيين.

ونقلت بوابة الوسط الليبية، أن ثلاثة عسكريين تابعين لجهاز الأمن المركزي أبو سليم بجراح خطيرة بعد اندلاع اشتباكات عنيفة في منطقة طريق المطار. وأشارت إلى أن كتيبة الأمن المركزي وكتيبة الدبابات والمدفعية أبو سليم تتصدى لـ"ميليشيات الكاني"، وسط استمرار المواجهات.

ومنذ الأحد الماضي اندلعت اشتباكات كبيرة بين مسلحين من كتيبة تحمل اسم "ثوار طرابلس" و"الكتيبة 301"، وكتيبة "دبابات أبو سليم" من جهة، واللواء السابع مشاة والمعروف إعلاميًا بـ"الكانيات" من ناحية أخرى، وجميع الفصائل السابقة معروف بخضوعها لحكومة الوفاق الوطني بقيادة السراج، والمعترف بها دوليًا.

وكشفت وزارة الصحة بحكومة الوفاق، أن عدد القتلى في الاشتباكات وصل إلى 30 قتيلاً و96 جريحًا، وأشارت إلى أن الحصيلة تتغير نتيجة الاشتباكات المتقطعة، والتي تجددت قبل قليل في منطقة طريق المطار.

كان رئيس حكومة الوفاق فائز السراج، ألقى كلمة اليوم الخميس، وطالب بإنهاء القتال في طرابلس وتعهد بمحاسبة المسئولين عن ذلك. وقال: "سنحاسب من أشعل الحرب في طرابلس وسنحملهم المسؤولية القانونية والجنائية".

وأضاف أيضًا في كلمته التي لم تتأثر بها الاشتباكات، أنه تم الوصول لاتفاق بتولي المنطقتين العسكريتين الغربية والوسطى الإشراف على وقف إطلاق النار وتسليم المعسكرات. وطالب الجميع بالقبول بالتسويات "والتنازل من أجل الوطن".

كما أمهل السراج آمر المنطقة العسكرية الغربية أسامة الجويلي، وآمر المنطقة العسكرية الوسطى محمد الحداد، شهرًا لتأمين عودة الحياة الطبيعية في طرابلس.
وكلف السراج، كل من الجويلي والحداد، بالإشراف على ترتيبات وقف إطلاق النار وفض الاشتباك بجنوب طرابلس وانسحاب القوة المتمركزة كافة بمناطق الاشتباكات وتسليم المعسكرات ومقار الوحدات العسكرية النظامية لوحداتها السابقة التي كانت متمركزة بها قبل بداية الاشتباكات.

"تبادل الجثث"

تبادل طرفي النزاع المسلح في العاصمة الليبية 9 جثث من ضحايا المعارك الجارية خلال الأيام الماضية. وقال المتحدث باسم جهاز الإسعاف والطوارئ في طرابلس، أسامة علي، إن عملية تبادل الجثامين مستمرة مشيرًا إلى أن 5 جثث تعود لـ"اللواء السابع" بينا 4 أخرى تعود إلى المجموعات المسلحة المواجهة لها.

وأضاف بحسب بوابة الوسط: "المجهودات لكل من جهاز الإسعاف والطوارئ والهلال الأحمر طرابلس ولجنة حكماء وأعيان ومشايخ ليبيا مستمرة لإيجاد حلول لتبادل الأسرى بين الطرفين".

ومن جانبها استطاعت الأمم المتحدة، اليوم الخميس، نقل مئات المهاجرين من مركزي احتجاز تابعين لحكومة الوفاق الوطني، بعدما حوصروا خلال المعارك في العاصمة طرابلس.
وكشفت وكالة رويترز أن حراس المركزين فرّوا مع اشتعال المعارك، تاركين المهاجرين المحتجزين وسط المعارك التي راح ضحيتها ما لا يقل عن 30 شخصًا.
وقالت منظمة شئون اللاجئين بالأمم المتحدة في بيان، إنها سهلت بالتعاون مع وكالات إغاثية أخرى وجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في ليبيا، نقل جميع الأشخاص من منطقة "عين زارة" جنوب طرابلس إلى أماكن آمنة.

كما حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من تدهور الأوضاع الإنسانية في العاصمة الليبية، وذكرت في بيان أن "التوترات التي بدأت في وقت سابق من هذا الأسبوع، تحولت إلى مواجهات مسلحة في أجزاء من طرابلس، مما أدى إلى مقتل عدد غير معروف من الأشخاص وإصابة عشرات الأشخاص، بمن فيهم المدنيون وهم في طريقهم إلى المرافق الصحية".
وصرح رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ليبيا كارل ماتلي: "تشعر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالقلق إزاء الوضع المتدهور بسرعة في طرابلس. لدينا فرق على الأرض لتقييم الاحتياجات وتقديم الدعم اللازم. إن مساعدة المرافق الصحية التي تعالج الجرحى هي الأولوية الأولى بالنسبة لنا".

بداية الاشتباكات

بدأت الاشتباكات فجر الاثنين بالقرب من "معسكر اليرموك" بمنطقة "صلاح الدين" في الضاحية الجنوبية من العاصمة الليبية، وبعد يوم دامٍ من الاشتباكات، أصدر المجلس الرئاسي الليبي بيانًا يستنكر فيه ترويع المواطنين الآمنين، مدينًا بشدة الهجوم المسلح الذي تشهده ضواحي طرابلس من قبل مجموعات وصفها بـ"العصابات الخارجة عن القانون والمتسببة في ترويع المواطنين الآمنين".

وقال المجلس في بيان يوم الاثنين الماضي، إنه "لم يعد هناك مجال للتسيب والفوضى، ولقد أعطيت الأوامر للمنطقة العسكرية طرابلس ووزارة الداخلية والقوى الأمنية التابعة لها بمواجهتها، كما سيتم اعتبار كل من يتورط في هذا الهجوم الغادر على العاصمة خارجًا عن القانون، وستطاله يد العدالة والعقوبات الدولية حسب قرارات مجلس الأمن الدولي بالخصوص".

وكشفت مديرية أمن طرابس أن الاشتباكات يستخدم فيها جميع أنواع الأسلحة من دبابات ومدافع هاوزر، وهو ما يعد مؤشرًا خطيرًا على ما يحدث هناك في الوقت الحالي.
وفي كلمة متلفزة خرج فائز السراح ليطالب بوقف القتال والعمل على تجنيب المدنيين مخاطر المعارك، وقال "نادينا منذ البداية باحتواء كافة المكونات داخل مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية ووضعنا ضوابط مهنية وآليات واضحة لهذا الاحتواء والانضمام، هذا إن أردنا بناء دولة، وإلا سيستمر العبث بأمن المواطن وتدمير مؤسسات الدولة. على الجميع التنازل من أجل الوطن، التنازل على الجزء حتى لا نفقد جميعنا الكل".

وتابع في كلمته "علينا أن نقبل بالتسويات والابتعاد عن عقلية المهزوم والمنتصر. والمنتصر يجب أن يكون دولة ليبيا وليس بعض فئات أو مدن معينة. توصلنا لاتفاق على أن تتولى المناطق العسكرية الغربية والوسطى الإشراف على وقف إطلاق النار وعودة الوحدات لمناطقها السابقة وتسليم المعسكرات ومقار الدولة إلى الوحدات العسكرية التي كانت فيها، ونأمل أن يلتزم الجميع بهذا الأمر".

كما طالب في ختام كلمته بتوحيد مؤسسات الدولة السيادية سواء كانت العسكرية أو المدنية أو الاقتصادية، واستكمال إنجاز القوانين الخاصة بإيجاد قاعدة دستورية حتى يمكن "إنجاز الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب فرصة ممكنة، فالانتخابات مطلب شعبي لن نتوقف عن المطالبة بها".

وتأتي هذه الأحداث المتصاعدة وسط اقتراب الموعد المحدد لإجراء الانتخابات في ليبيا وفقا لاتفاق باريس، والذي حدد العاشر من ديسمبر المقبل موعدا لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في البلاد.

ووسط التشرذم وغياب الحكومة المركزية في ليبيا باتت الدولة نقطة انطلاق للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا وسط انتشار عصابات التهريب.
وتنتشر الجماعات الإرهابية في مواقع مختلفة في البلاد، في ظل وجود قيادة في بني غازي شرق البلاد وهو المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، وقيادة أخرى معترف بها دوليا في طرابلس غرب البلاد برئاسة السراج.

فيديو قد يعجبك: