إعلان

أسوشيتد برس: المال يدفع كوهين للتخلي عن ترامب

07:04 م الأحد 26 أغسطس 2018

مايكل كوهين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – هشام عبدالخالق:

"عندما يتعلق الأمر بالرئيس دونالد ترامب ومحاميه السابق مايكل كوهين، فالمال والولاء هما محور الأحداث"، هذا ما جاء في مقدمة تقرير أعده مراسل وكالة أسوشيتد برس الأمريكية لشؤون البيت الأبيض جوناثان ليمير.

يقول الكاتب الأمريكي "كانت هذه المبادئ التوجيهية لمايكل كوهين، الذي كان بمثابة أكثر من مجرد محامي لدونالد ترامب خلال ارتقاء الأخير من شخصية مشهورة إلى رئيس منتخب، حيث أبرم كوهين الصفقات لمنظمة ترامب، واستفاد بشكل كبير من مشروع جانبي في مجال العقارات وسيارات الأجرة بمدينة نيويورك، وعمل على إخفاء القصص غير السارة عن ترامب".

ودفع المال والولاء مايكل كوهين أيضًا للاعتراف بالذنب في ثمان تهم الأسبوع الماضي، في تحقيق مستقل عن الذي يجريه روبرت مولر حول التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية.

شعر كوهين - الذي أعلن سابقًا أنه "قد يتلقى رصاصة من أجل ترامب" - بأن الرئيس تجاهله مؤخرًا، بالإضافة إلى ضائقته المالية التي يمر بها، مما دفعه إلى إعلان الولاء لعائلته والتعاون مع التحقيق الذي يجريه المحقق الخاص روبرت مولر.

يوم الثلاثاء الماضي، اعترف كوهين بالذنب في ثمان تهم جنائية، وقال في المحكمة الفدرالية، إنه خرق قوانين تمويل الحملات الانتخابية كجزء من عملية التستر التي وجهها ترامب، وبذلك كشف عن العلاقة التي جمعته بموكله السابق.

لم يكن كوهين محامي ترامب فقط، بل كان بمثابة "المُثبت" في محيط ترامب وعائلته، حيث عمل مع ترامب وأولاده الثلاثة البالغين - دونالد جونيور، وإيفانكا، وإريك - في مؤسسة ترامب، وتولى القيام بعدة مهام من ضمنها مبعوث لترامب في المشاريع بالدول الأجنبية، وأحيانًا كان يعمل بمثابة "بلطجي" عن أعمال عائلة ترامب، وكان معروفًا بمزاجه العصبي في معاملاته مع الجميع.

كان كوهين متواجدًا في برج ترامب عندما أعلن الأخير ترشحه للرئاسة في يونيو 2015، ولكنه لم يحصل أبدًا على أي منصب سياسي بعد نجاح ترامب في مسعاه، على الرغم من أنه قال لبعض المقربين منه إنه يعتقد بإمكانية حصوله على منصب كبير موظفي البيت الأبيض، وبقيَ كوهين في نيويورك في الوقت الذي اتجه فيه ترامب لواشنطن والبيت الأبيض.

وبحسب مصدرين مقربين من كوهين، رفضا ذكر اسميهما للوكالة لعدم التصريح لهما بالإدلاء بمعلومات، فإن كوهين استفاد بشكل كبير من وصول ترامب إلى الرئاسة وربح ملايين الدولارات، ولكنه شعر مؤخرًا بأنه بلا هدف ومعزول عن ترامب.

وفي صباح أحد أيام أبريل الماضي، اقتحم أكثر من 30 عميلًا فيدراليًا منزل كوهين ومكتبه وغرفته بالفندق واستحوذوا على الكثير من الملفات، وكان أحد الأسباب الرئيسية لذلك دور كوهين في القيام بعمليات دفع أموال - أثناء حملة ترامب الانتخابية - لسيدة أدّعت أن ترامب كان على علاقة جنسية معها، وإذا ما تم اختراق قوانين تمويل الحملات الانتخابية.

في خريف 2016، أي قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية، أنشأ كوهين شركة ذات مسؤولية محدودة في ولاية ديلاوير، لإخفاء الصفقة التي قام بها لإسكات الممثلة الإباحية ستورمي دانيلز، عن العلاقة التي ادّعت أنها جمعتها بترامب.

أثار استحواذ مكتب التحقيقات الفيدرالي على الوثائق في أبريل قلق البيت الأبيض، ووصف الغارة على مكتب كوهين ومنزله بأنها "هجوم يجب علينا جميعًا أن ندافع عنه"، ولكن في مقابلة مع برنامج "Fox & Firends" بدأ ترامب في الانسحاب تدريجيًا بشكل درامي من علاقته بكوهين، وقال: "ليس لديّ علاقة بالأعمال التي قام بها"، مؤكدًا على أنه (كوهين) كان واحدًا من محامين عدّة لديه، وأنه كان مسؤولًا عن "جزء صغير للغاية" من أعمال ترامب القانونية.

بدأ بعد ذلك النزاع بين ترامب وكوهين حول من مسؤول عن دفع فواتير الأخير، وطبقًا للمصدرين الذان رفضا ذكر اسمهما، فإن المحامي الشخصي لترامب بدأ في القلق حول مستقبله المالي بعد الغارة التي قام بها مكتب التحقيقات الفيدرالي، فبكل المعايير كان المحامي يعيش حياة باذخة للغاية.

كوهين في الخريف الماضي، اشترى شقة في مانهاتن تبلغ قيمتها 6.7 مليون دولار، وبعد أن تخلى ترامب عن كوهين، بدأ الأخير يشعر بالصدمة، وأخبر المقربين منه أنه "قلق" من احتمالية عدم قدرته على إعالة عائلته، وكذلك فريق المحامين الذي يعمل لديه.

ولم يكن هذا فقط الذي تسبب في النزاع بين الاثنين، ولكن سرعان ما بدأ البيت الأبيض في الهجوم على كوهين، ووصف رودي جولياني المحامي الجديد للرئيس ترامب كوهين بـ "الكاذب" بعد أن كان يقول عنه في السابق إنه "محامٍ أمين وشريف".

وبدأ كوهين في تشكيك إذا ما كان ولائه لترامب ذي اتجاه واحد فقط، طبقًا للمصادر القريبة منه، وقام بتعيين لاني دافيس محامي بيل كلينتون السابق ليكون محاميه للعلاقات العامة، ويرد على البيت الأبيض.

هاجم دافيس البيت الأبيض، مرسلًا تحذيرًا لترامب عندما نشر تسجيلًا لمحادثة سرية بين ترامب وكوهين، ظهر فيها ترامب على أنه يعلم بشأن الدفعات المالية التي تلقتها عارضة "بلاي بوي" السابقة كارين مكدوجال، التي ادّعت أيضًا أنها كانت على علاقة بترامب.

وتقول الوكالة، بعد اعتراف كوهين بالذنب، قام فريق الدفاع عنه بطلب لجمع مبلغ الكفالة (500 ألف دولار) عن طريق التبرع على الإنترنت، وسيصدر الحكم ضده يوم 12 ديسمبر المقبل، ومن المتوقع أن يُسجن لمدة تتراوح بين 4 إلى 5 سنوات.

وتابعت، أعلن محامي كوهين، أنه على استعداد للتعاون مع تحقيق الذي يجريه مولر، ولكن ماذا يستطيع كوهين أن يثبت؟ وهل سيثق المستشار الخاص في شخص غير جدير بالثقة؟

بعد اعتراف كوهين بالذنب، بقيَ المحامي السابق لترامب بعيدًا عن الأنظار، في الوقت الذي استمر ترامب بالهجوم عليه.

واختتمت الوكالة تقريرها بتغريدة ترامب التي كتبها يوم الأربعاء: "إذا كنت تبحث عن محامي جيد، أقترح وبشدة ألا تستعين بخدمات مايكل كوهين".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان