من الصعود إلى الغرق.. "تايم" ترصد حياة "ملك أمريكا" في 10 أغلفة

كتب – محمد عطايا:

خلال 365 يومًا، ترصد مجلة "تايم" في كل دقيقة الحدث الأبرز، وتختار بعناية فائقة صور غلافها الذي يعد انعكاسًا لما يحدث في العالم في صورة واحدة.

على مدار عقود، ظهر ترامب على غلاف المجلة الأبرز في العالم مرات عدة، إلا أنه يمكن تلخيصها في رحلة صعود لرجل أعمال منذ الشباب حتى الغرق في مستنقع أعماله بعدما أصبح على رأس السلطة لأقوى دولة في العالم.

الصورة الأخيرة لمجلة "تايم" الأمريكية ظهر فيها ترامب، رئيس أكبر دولة في العالم يصارع الغرق في مكتبه البيضاوي، ويرجح المحللين أن تكون تلك الصورة بسبب الأزمة الأخيرة مع محاميه السابق مايكل كوهين.

ويأتي هذا التصوير في أعقاب التقارب بين المشكلات المتعددة التي وقع فيها الرئيس هذا الأسبوع، وأولها: ادّعاء محامي ترامب السابق مايكل كوهين بأن الرئيس وجه كوهين خلال حملة 2016 لدفع أموال لامرأتين لمنعهما من التحدث عن العلاقة التي جمعتهما بترامب.

يقول أوبراين إن هذا الغلاف الثالث يتمحور حول ما إذا كان ترامب "سيبقى في مكتبه البيضاوي أم لا"، ويتابع، "شعرت أن الأمر سيكون هزليًا جدًا إذا ما تم تصويره جالسًا في مكتبه، لكن جعله في قمة الغلاف يشير إلى أنه ما زال يحارب على الرغم من المشكلات العميقة التي يواجهها".

أول ظهور لرجل الأعمال الأمريكي على مجلة "تايم" كان في في 16 يناير 1989، حينها كان ترامب رجل اقتصاد من الدرجة الأولى، ولكن دون نفوذ واسع مثل الذي يحظى به حاليًا.

وكتب المجلة على الغلاف: "هذا الرجل ممكن أن يحولك إلى اللون الأخضر"، في إشارة إلى الدولار الأمريكي.

ظهر بعد ذلك عددًا آخرًا لترامب على غلاف مجلة "تايم" عندما قرر ممارسة الحياة السياسة، والوصول إلى القمة، فكتبت على الغلاف في 31 أغسطس 2015، "اتفاق تجاري مع ترامب"، حيث كان مشتهرًا وقتها بتوسيع نشاطاته الخارجية.

بدأت المجلة تتبنى سياسة حادة ضد الرئيس الأمريكي، خلال فترة الترشح، وجعلت الشعب الأمريكي يختار رئيسه من بين "بلطجي، استعراضي، هادم الحزب، ديماجوجي انتهازي"، وجميع تلك الاختيار تم وضع علامة عليها عدا الرئيس الأمريكي الهامس والأربعين.

تحول ترامب في وجهة نظر المراقبون إلى كائن من شأنه إقامة صراعًا داخليًا وفي عددها الصادر في 24 أكتوبر 2016، قامت المجلة برسم صورة لوجه ترامب تحت عنوان "الذوبان الكامل لترامب" لتعكس التقلبات التي يواجهها داخل حزبه من الجمهوري، لتكون هذه المرة السابعة لنشر صوره على غلاف المجلة.

"النهاية وشيكة"، هكذا تلاعبت المجلة بعنوانها، حيث أرادت التعبير عن الانقسام الذي أحدثته خطابات وحملات المرشحين دونالد ترامب وهيلاري كلينتون، وفي الوقت ذاته الدلالة على قرب موعد انتهاء الانتخابات الرئاسية.

بعد إعلان فوه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، اقتبصت "تايم" مشهدَا لترامب يخطب وسط حشود، وعلقت عليه "دونالد ترامب الرئيس المنتخب، 9 نوفمبر 2016".

وبنهاية عام 2016 نشرت المجلة غلاف رجل العام، التي ظهر فيها ترامب يجلس بثقة كبيرة، إلا أن "تايم" تختار على الأساسين، النفع والضرر.

سرعان ما تحول ترامب إلى رجل فقد عقله يتبول على "الكرة الأرضية"، في صورة تسخر من الرئيس الأمريكي، نشرت مطلع العام الماضي.

وعبرت المجلة عن امتعاضها من ترامب بعنوان بارز مفاده أن “ترامب يتبول على العالم عنصرية”، مصحوبة بصورة بارزة على غلافها تصور ترامب على أنه يقضي حاجته على كرة أرضية، في إشارة إلى عدم اكتراثه بما ستؤول إليه أمور العالم بسبب تصريحاته وتصرفاته بعد تسلمه مقاليد السلطة في الدولة الأقوى عالميا.

وقبل إصدار صورة غلاف ترامب الأخيرة، نشرت عددًا يونيو الماضي، يظهر فيه ترامب بزي ملك، بعنوان "أنا الملك، السلطة المطلقة"، اعتراضًا على محاولات الرئيس الأمريكي إسكات المعارضة والإعلام والاعتراض على جميع من يخالفه.

وبجانب الصورة، ظهرت عبارة "King Me" تعبيرا عن الصورة الملكية له، وأوضحت المجلة أنها تريد مواجهة التهديدات التي يطلقها البيت الأبيض ضد المستشار الخاص "روبرت مولر".